خصخصة 4 أندية بقيادة PIF، السعودية تغير قواعد اللعبة في اقتصاد الرياضة
الخميس، 09 أكتوبر 2025 05:35 م

خصخصة الاندية في السعودية
ميرنا البكري
منذ إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في يونيو 2023 مشروع استثمار وتخصيص الأندية الرياضية، تقلب المشهد الرياضي السعودي تمامًا، والسؤال الذي كان دائمًا يُقال "من يمول؟" أصبح اليوم، كيف يصبح النادي نفسه كيانًا استثماريًا قادرًا على التمويل وتحقيق أرباح؟
الموضوع ليس مجرد خصخصة، لكن إعادة هندسة كاملة لمنظومة الرياضة في السعودية، لكي تصبح الأندية نفسها جزء من رؤية اقتصادية ضخمة، تحول الرياضة لصناعة حقيقية، سنوضح في هذا التحليل الموضوع بالأرقام استنادًا إلى تقريرٍ صادر عن كرة القدم السعودية سبتمبر 2025.

بداية التحول، الرياضة تحولت لاقتصاد
بدأ المشروع على مرحلتين متوازيتين، فالأولى كانت دخول كيانات وطنية كبرى، مثل صندوق الاستثمارات العامة، حيث أصبحت كلًا من أرامكو ونيوم لديهم نسب في الأندية، والثانية فتح باب الطرح للقطاع الخاص على مراحل، لكي يشاركوا المستثمرين في تطوير الأندية.
واتضح الهدف من البداية، بعد جذب استثمارات نوعية للقطاع الرياضي، ورفع كفاءة الحوكمة والتمويل، وتطوير البنية التحتية للأندية، والخدمات المقدمة للجماهير واللاعبين، أي ببساطة، قررت السعودية الخروج من فكرة "النادي للتشجيع" إلى "النادي كأصل استثماري"، لما لذلك من تقييم مالي، وحوكمة، وخطة نمو، تمامًا مثل الشركات الكبرى.
مفصل التحول، الأربعة الكبار تحت جناح الصندوق
وكانت أول خطوة عملية تحويل أربعة أندية كبرى لشركات مملوكة بنسبة 75% لصندوق الاستثمارات العامة (PIF)، والباقي 25% لمؤسسات غير ربحية، تمثل الهوية التاريخية للأندية، وهذا شمل الهلال، والنصر، والاتحاد، وأيضًا الأهلي.
وهذا النظام منح الأندية قوة مالية ضخمة وخلق نموذجًا استثماريًا مستدامًا، لأن الصندوق لا يشتري لكي يبيع، لكنه يبني أصلًا طويلًا المدى، قد يجذب استثمارات جديدة في المستقبل، وفي نفس الوقت، تم نقل ملكية أندية أخرى لجهات وطنية كبيرة، حيث استحوذت أرامكو على نادي القادسية، كما سيطرت الهيئة الملكية للعلا على نادي العلا، وأيضًا شركة الدرعية استحوذت على نادي الدرعية، ونيوم على نادي نيوم، كما توضح هذه التحركات، فلسفة السعودية وليس "بيع أندية"، لكنْ بناء منظومة رياضية استثمارية متكاملة.
من يقود عملية التخصيص؟
ولم يتم هذا التحول بعشوائية لكن بمنظومة حكومية متكاملة، حيث منح مجلس الوزراء اللجنة الإشرافية صلاحيات التخصيص في يوليو 2024، وتتبع اللجنة الإشرافية للتخصيص هيئة الخبراء، ضمن منظومة التخصيص الوطني.
كما تعد وزارة الرياضة الجهة التنفيذية التي تقود الطرح وتدعو المستثمرين وتتابع مراحل التأهيل والعروض، والمركز الوطني للتخصيص (NCP)، والتي تعتبر الذراع الفني الذي يجهز الوثائق، ويدير عمليات التأهيل والطرح.
كما ينظم الاتحاد السعودي لكرة القدم (SAFF) ورابطة الدوري (SPL)، الجانب التنافسي والاحترافي والحوكمي، أما وزارة الاستثمار فدورها تمكينيي يسهل دخول المستثمرين الأجانب، وتصدر الرخص وتروج للفرص عبر منصة استثمر في السعودية، أي أن هذه المنظومة تعمل كـ"ماكينة واحدة"، وكل جهة لها دور محدد في هذا التحول الكبير.
النتائج المبدئية، أرقام وثقة واستدامة
ومن بعد تنفيذ المرحلة الأولى، ظهرت مجموعة نتائج ملموسة، منها:-
1.تضاعفت قيمة الأندية الأربعة الكبرى، بسبب دخول الصندوق كشريك رئيسي.
2.زادت الشفافية والحوكمة المالية، بعد أن أصبحت الأندية ترفع بياناتها مثل الشركات.
3.بدأت شركات عالمية، تهتم بالشراكة في التسويق والبث والرعاية.
4.بدأت الرياضة تتحول من عبء مالي على الدولة، إلى قطاعٍ جاذبٍ للاستثمار المحلي والأجنبي.
وهذا التحول جزء من رؤية أكبر داخل رؤية السعودية 2030، التي تستهدف تنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط والرياضة، والتي أصبحت الآن أداة ناعمة للقوة الاقتصادية والسياسية للسعودية.
أهم التوقعات، من أندية محلية لعلامات عالمية
في المرحلة المقبلة، يُتوقع دخول مستثمرين أجانب كبار في أندية الدوري، وتوسع في الطرح العام (IPO)، لبعض الأندية الكبرى في السوق المالية السعودية، وقد تزداد العائدات التجارية والبث، بنسبة قد تتجاوز 30% خلال ثلاث سنوات، وقد تتحول بعض الأندية لعلامات تجارية إقليمية وعالمية، خاصةً مع جذب نجوم عالميين.
كما أن هذا التحول قد يجعل القطاع الرياضي نفسه، يساهم بنسبة ملموسة في الناتج المحلي السعودي، وهذا هدف واضح ضمن خطة 2030.
ختامًا، ما حدث في السعودية ليس مجرد "تخصيص أندية"، بل تحول هيكلي في مفهوم الرياضة، من الهواية والتمويل الحكومي، إلى صناعة استثمارية متكاملة بها كيانات ضخمة تضخ رأس مال، وتخلق بيئة تنافسية منظمة، فيما المثير أن هذه التجربة، قد تصبح نموذجًا لدولٍ أخرى في المنطقة، في كيفية بناء قطاع رياضي مربح ومستدام، يخدم الاقتصاد كما يخدم الملاعب.
اقرأ أيضًا:-
كأس العالم 2034، كيف تتجهز السعودية لاستقبال مليارات الدولارت من مونديال كرة القدم؟
من صافرة الحكم إلى أرباح بالمليارات، كرة القدم تتحول لاقتصاد ضخم

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التحول الرقمي في الخدمات المالية، طريق العدالة الاقتصادية للمجتمعات المُهمشة
09 أكتوبر 2025 03:26 م
«التقشف الأخضر»، خطة ترامب لإعادة تشكيل مستقبل الطاقة في أمريكا
09 أكتوبر 2025 10:32 ص
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً