الأربعاء، 08 أكتوبر 2025

06:29 م

"جيل الديون"، 43 مليون أمريكي تحت وطأة قروض التعليم والأزمة تزداد عمقًا

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 04:40 م

قروض التعليم

قروض التعليم

في قلب الاقتصاد الأمريكي النابض بالحركة والتقلب، تقف أزمة قروض الطلاب كأحد أكثر الملفات تعقيدًا وإلحاحًا، فما يقرب من 43 مليون أمريكي، أي نحو واحد من كل ستة بالغين، يرزحون اليوم تحت عبء الديون الطلابية، التي تجاوزت قيمتها الإجمالية 1.8 تريليون دولار، لتصبح ثاني أكبر فئة من الديون الأسرية في الولايات المتحدة، بعد ديون الإسكان.

وهذه الأرقام لم تعد مجرد بيانات مالية باردة، بل مرآة تعكس ملامح أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة، باتت تؤثر على قرارات الحياة الأساسية لملايين الشباب الأمريكي، من تأجيل الزواج، إلى التردد في شراء المنازل، وصولًا إلى العجز عن الادخار للمستقبل.

قروض التعليم

قروض التعليم من حلم إلى كابوس

وفي بداية الأمر، كانت قروض الطلاب، وسيلة لإتاحة التعليم الجامعي على نطاق أوسع، وعدًا ضمنيًا بأن التعليم العالي هو استثمار بالمستقبل، لكنَّ هذا الحلم تحول بمرور الوقت، إلى كابوس طويل الأمد بالنسبة لملايين الأمريكيين، ففي السنوات الـ15 الأخيرة، تضاعفت محفظة القروض الطلابية أكثر من ثلاث مرات، وسط تضخم تكاليف التعليم الجامعي بشكل يفوق نمو الأجور، وهكذا، أصبحت قروض التعليم عبئًا مستدامًا، وليس مجرد وسيلة انتقال إلى طبقة اقتصادية أعلى كما كان يفترض.

اقرأ أيضًا:-

من هجرة العقول إلى استثمارها، كيف يمكن للدول العربية الاستفادة من الكفاءات المهاجرة؟

تأثير مباشر على درجة الائتمان

ولا تقتصر انعكاسات هذه الأزمة على الجانب الشخصي للأفراد، بل تمتد إلى النسيج الاقتصادي العام، خاصة مع استئناف تحصيل هذه القروض، بعد انتهاء الحمايات التي فرضت خلال جائحة كوفيد-19، فوفقًا لتقرير حديث، انخفض متوسط درجة الائتمان للبالغين في أميركا من 717 في 2024، إلى 715 في 2025، لكن الأثر الأوضح ظهر بين أفراد "جيل زد"، الذين تراجعت درجاتهم ثلاث نقاط لتصل إلى 676.

وهذه التغيرات، وإن بدت طفيفة رقميًا، تعكس اتجاهًا مقلقًا في تراجع القدرة الائتمانية للأفراد، ما يضعهم في دائرة مغلقة من الصعوبات المالية، وارتفاع معدلات الفائدة، وتراجع فرص الاقتراض.

قروض التعليم

 

إخفاقات حكومية وتخبط إداري

وتفاقمت الأزمة أكثر بسبب ما اعتبر إخفاقًا في الإبلاغ والإخطار، فمع انتهاء تعليق سداد القروض رسميًا في إبريل 2025، كان من المفترض أن تخطر الوكالات الحكومية المقترضين قبل 60 يومًا على الأقل بأي خطوات قد تمس استردادات الضرائب الخاصة بهم، كجزء من عملية التحصيل. 

لكن تقارير عديدة، أكدت أن الملايين لم يتلقوا هذه الإشعارات، ما أثار قلق المشرعين، ودفع كثيرين للتساؤل حول مدى عدالة وشفافية هذا النظام، خصوصًا أن أكثر من 10 ملايين مقترض، معرضون الآن لمصادرة استرداداتهم الضريبية دون تحذير مناسب.

اقرأ أيضًا:-

أوروبا وآسيا نحو الصدارة العلمية، من يتحمل فاتورة هجرة الطلاب من أمريكا؟

أزمة تهدد الأجيال القادمة

الوضع لا ينذر فقط بكارثة مالية فردية، بل بمشكلة اقتصادية بنيوية على المدى البعيد، فالشباب الذين يبدأون حياتهم المهنية مثقلين بالديون، عاجزون عن الادخار أو الاستثمار أو شراء المنازل، هم جيل مقيد اقتصاديًا، ما يؤدي إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي الكلي. 

كما أن تراجع درجات الائتمان يحد من القدرة الشرائية، ويزيد من اعتماد الأسر على بطاقات الائتمان ذات الفوائد العالية، الأمر الذي قد يقود إلى أزمة ائتمان أوسع في المستقبل.

قروض الطلاب

 

ماذا بعد؟

وفي ظل هذه المؤشرات، تبرز الحاجة إلى مراجعة شاملة لسياسات التعليم العالي والتمويل الطلابي في أمريكا، صحيح أن إدارة ترامب سعت إلى تخفيف بعض أعباء القروض، إلا أن غياب الحل الجذري، وعدم التوافق السياسي في الكونجرس، يجعل من كل المبادرات مجرد مسكنات مؤقتة لأزمة مزمنة. 

فالاقتصاد الأمريكي، القائم على الإنفاق الاستهلاكي إلى حد كبير، لا يستطيع تجاهل حقيقة أن شريحة ضخمة من سكانه، باتت تعيش في ظل عبء مالي خانق، سببه المباشر نظام تمويل تعليمي غير مستدام.

وتبدو قروض الطلاب اليوم، كقنبلة موقوتة داخل الاقتصاد الأمريكي، أزمة لا تمس فقط من هم داخل أسوار الجامعات، بل تمتد لتطال مستقبل الاقتصاد بأكمله، إذ كيف يمكن لأمة أن تنمو إن كان جيلها الجديد ينهار تحت عبء الديون قبل أن يبدأ السباق؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search