الأحد، 01 يونيو 2025

01:40 ص

الكنز الأكاديمي ينفلت من أصابع أمريكا، جامعات العالم تستقطب الطلاب بمنح وإعفاءات

الجمعة، 30 مايو 2025 07:17 م

دونالد ترامب

دونالد ترامب

في لحظة يُفترض أن تكون ذروة موسم التحاق الطلاب الدوليين بالجامعات الأميركية، تعيش مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة أسوأ كوابيسها. 

ترامب

فبينما تمضي إدارة ترامب في حملتها التصعيدية ضد الطلاب الأجانب، تتأهب جامعات من آسيا وأوروبا وأوقيانوسيا لاقتناص ما بات يُنظر إليه على أنه كنز أكاديمي ومالي يتفلت من بين يدي أميركا.

جامعات في اليابان، الصين، هونغ كونغ، وكوريا الجنوبية، وحتى في قلب أوروبا الغربية، بدأت تسويق نفسها علنًا كبدائل مستقرة وأكثر ترحيبًا، مستهدفة الطلاب الذين اصطدمت طموحاتهم الأكاديمية بجدار جديد من القيود والضرائب والتشكيك السياسي داخل الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا:

ماذا حدث في 4 ساعات؟، قصة الأرباح المليونية التي تهز عرش ترامب

حرب تجارية عالمية.. سياسات ترامب الجنونية تفتح باب الجحيم على الجميع

جامعات العالم من بدائل إلى ملاذات

في خطوة لافتة، أعلنت جامعة أوساكا اليابانية المصنفة بين أفضل الجامعات في آسيا عن حزمة حوافز تشمل إعفاءات من الرسوم، ومنحًا بحثية، ومساعدات لوجستية للطلاب الراغبين في مغادرة الولايات المتحدة. 

التحرك لم يكن منفردًا، إذ تدرس جامعتا كيوتو وطوكيو خططًا مشابهة، بينما أطلقت جامعات هونج كونج حملة نشطة لاستقطاب أفضل العقول القادمة من أميركا.

وفي الصين، توجهت جامعة شيآن جياوتونج مباشرة إلى طلاب جامعة هارفارد – الذين تأثروا بقرار مفاجئ من إدارة ترامب بإلغاء قدرتها على تسجيل الطلاب الأجانب، قبل أن يوقفه قاضي اتحادي وعرضت عليهم قبولاً سلسًا ودعمًا شاملاً.

الرسالة واضحة، النخب الأكاديمية العالمية ترى في قرارات ترامب فرصة تاريخية لإعادة توزيع خارطة التعليم العالي الدولي.

الطلاب الأجانب

الضرر الأميركي يؤدي لنزيف عقول وأموال

القرارات الأخيرة التي شملت تخفيض تمويل الأبحاث الأكاديمية، وفرض قيود صارمة على تأشيرات الطلاب الأجانب، خاصة الصينيين تهدد حرمان الولايات المتحدة من مصدرين أساسيين، العقول والدولارات.

فوفق وزارة التجارة الأميركية، ضخ الطلاب الأجانب أكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي عام 2023، علمًا أن الصينيين والهنود يشكلون 54% من هؤلاء. 

وحدهم الطلاب الصينيون يتجاوز عددهم 275 ألفًا، موزعين على مئات الجامعات، من هارفارد إلى الجامعات الحكومية الأصغر، ومع وعود وزير الخارجية ماركو روبيو باتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة، يبدو أن موجة الخروج قد بدأت بالفعل.

اقرأ أيضًا:

الجهل قادم من البيت الأبيض، قرار جديد يهدد مليارات الجامعات ويفرّغها من العقول

ترامب يحارب العالم ويخاف من دمية صينية! (فيديو)

بريطانيا وأوروبا.. نوافذ جديدة لعالم متحول

في لندن، تقول جاسيكا تيرنر، المديرة التنفيذية لشركة كواكواريلي سيموندز لتصنيف الجامعات، إن الجامعات الأوروبية باتت تشهد زيادة واضحة في اهتمام الطلاب الذين لم يعودوا واثقين من خططهم الأميركية.

بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، وأيرلندا تظهر كمراكز جاذبة، بينما تتجه الأنظار في آسيا إلى سنغافورة، نيوزيلندا، وكوريا الجنوبية، هذا التوجه تؤكده أيضًا بيانات شركة أوكسبريدج للاستشارات التعليمية، التي تشير إلى ارتفاع ملموس في طلبات التحويل من الولايات المتحدة إلى كندا وأوروبا، فيما أظهر استطلاع حديث أن 54% من الطلاب أصبحوا أقل ميلاً للتسجيل في الجامعات الأميركية.

الجامعات الأميركية

صراع الجاذبية الأكاديمية أكثر من مجرد تعليم

ما يجري ليس مجرد منافسة على الطلاب، بل صراع أوسع على النفوذ الثقافي والبحثي والاقتصادي، فالطلاب الدوليون لا يجلبون معهم فقط الرسوم الدراسية، بل أيضًا أفكارًا، إبداعات، وصلات مستقبلية بعالم ريادة الأعمال والتكنولوجيا. 

الشركات الأميركية الكبرى من سيليكون فالي إلى وول ستريت تعرف جيدًا قيمة هؤلاء، وفيما تتبنى واشنطن سياسات انعزالية، تبادر عواصم أخرى لملء الفراغ. 

التنافس لم يعد على أين يتعلم الطالب؟ بل على أين يحلم، يبدع، ويبني مستقبله؟، وإذا لم تُراجع الولايات المتحدة استراتيجيتها، فإن ما اعتُبر طويلاً حلم التعليم الأميركي قد يصبح قريبًا حلم الهجرة العكسي.. باتجاه طوكيو، برلين، أو لندن.

Short Url

showcase
showcase
search