-
توفر الكهرباء لـ265 ألف منزل، خبير طاقة يكشف لـ«إيجي إن» عوائد محطة أبيدوس للطاقة الشمسية
-
الرمان يدخل أسواق «كيب تاون»، الصادرات المصرية لجنوب إفريقيا ترتفع 7.8% في 6 أشهر
-
«خبراء الضرائب»: %99 من العمالة الأجنبية في مصر غير شرعية ولا تسدد ضريبة
-
رغم بريق الذهب، هبوط مفاجئ في أسهم شركات تعدين المعدن الأصفر
عقول الأرض تبني مفاعلاً على القمر، حرب نووية مرتقبة تهدد مستقبل الفضاء والبشرية
الجمعة، 03 أكتوبر 2025 10:11 ص

المفاعل النووي على القمر
لطالما كان القمر رمزًا للجمال والإلهام، شاهدًا على الحكايات الإنسانية منذ فجر التاريخ، لكن ما نشهده اليوم هو تحول جذري في طريقة التعامل معه، إذ لم يعد مجرد جرم سماوي يثير الخيال، بل بات ينظر إليه باعتباره منصة استراتيجية تمهد لمرحلة جديدة من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية.
الولايات المتحدة، من خلال مشروع إنشاء مفاعل نووي على سطح القمر، تفتح الباب واسعًا أمام ما يمكن تسميته بـ"الاستعمار الفضائي"، مدفوعة بدوافع تتجاوز العلم لتلامس أعمق مستويات المصالح الاقتصادية والجيوسياسية.
الاستثمار في الطاقة النووية الفضائية.. خطوة اقتصادية أم مقامرة استراتيجية؟
تقول الأرقام إن مشروعًا مثل مفاعل انشطار نووي بقوة 100 كيلووات قد تصل تكلفته إلى مئات الملايين من الدولارات، ورغم أن ذلك يبدو مبلغًا ضخمًا، إلا أنه يعد في عرف الاستثمارات الاستراتيجية استثمارًا طويل الأجل يمكن أن يدر أرباحًا غير مسبوقة على المدى البعيد.
فالمفاعل سيوفر مصدر طاقة مستقر ومستدام، لا يتأثر بشروق الشمس أو غروبها، ما يجعله العمود الفقري لأي بنية تحتية دائمة على سطح القمر.
اقتصاديًا، تتيح هذه الخطوة تحفيز سلسلة صناعية جديدة تمامًا، تشمل تصميم التكنولوجيا النووية للفضاء، وتصنيع مكونات عالية التخصص، وتطوير حلول للإدارة النفايات والإشعاعات في بيئة لا هوائية.
الشركات الأمريكية، وفي مقدمتها شركات الفضاء الخاصة مثل سبيس إكس SpaceX وبلو أوريجين Blue Origin، تترقب عقودًا ضخمة من ناسا NASA، ما قد يخلق أسواقًا جديدة وفرص عمل في قطاعات استراتيجية وذات تقنية عالية.
اقرأ أيضًا:
مخاوف أوروبية بعد اكتشاف تشققات في مفاعل «سيفو 2» الفرنسي
سباق الفضاء الثاني.. من يملك القمر يملك المستقبل؟
ما يراه البعض مشروعًا علميًا، تراه واشنطن حاجزًا وقائيًا ضد التمدد الصيني والروسي في الفضاء، فبينما تتحرك بكين وموسكو لوضع مفاعل نووي خاص بهما على القمر بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، تسعى الولايات المتحدة إلى قطع الطريق عليهما بحيازة المبادرة.
هذا التحرك ليس مجرد رد فعل، بل هو تجسيد لفلسفة الردع الفضائي عبر خلق مناطق "منع دخول" على القمر، كما جاء في الوثائق المسربة من وكالة ناسا.
في الاقتصاد الجيوسياسي، الأرض لم تعد تكفي، الفضاء هو الامتداد الطبيعي لصراعات النفوذ والثروات، وبناء مفاعل نووي على سطح القمر قد يمثل الخطوة الأولى نحو تقسيم النفوذ الفضائي، تمامًا كما قسمت الأرض في الماضي عبر اتفاقيات استعمارية.

مفاعلات القمر.. بين استدامة الاستكشاف ومخاطر العسكرة
في ظاهر الأمر، قد يبدو المفاعل القمري خطوة ضرورية لنجاح بعثات أرتميس البشرية الطويلة، وتأمين الطاقة خلال ليالي القمر الطويلة التي تمتد لأسبوعين.
لكن من زاوية أخرى، تكشف الوثائق الرسمية والمصادر شبه الرسمية أن المشروع يتجاوز احتياجات الطاقة العادية، ليصبح جزءًا من معمار عسكرة الفضاء.
وجود مصدر طاقة نووي يعني قدرة على تشغيل أنظمة عسكرية أو دفاعية متقدمة على سطح القمر، وقد يشمل ذلك مستقبلاً نشر أنظمة مراقبة، ودفاع صاروخي، أو حتى أسلحة طاقة موجهة.
ومن المعروف أن وكالة DARPA “الذراع البحثية العسكرية للبنتاجون” شريك غير معلن في كثير من مشروعات ناسا، ما يعزز من فرضية تداخل المدني والعسكري في هذا البرنامج.
اقرأ أيضًا:
السباق النووي إلى القمر.. "طاقة المستقبل" تجذب استثمارات بالمليارات في الفضاء
الاقتصاد القمري الناشئ.. هل نحن على أبواب طفرة اقتصادية فضائية؟
من بين الأسباب التي تدفع واشنطن لتسريع بناء المفاعل النووي، هو الرهان على اقتصاد قمري مزدهر، إذ تشير توقعات رسمية وتقارير بحثية إلى أن القمر قد يكون غنيًا بموارد مثل هيليوم-3، الذي يعتبر وقودًا محتملاً لمفاعلات الاندماج النووي على الأرض، وكذلك المعادن الأرضية النادرة الضرورية لتصنيع الإلكترونيات المتقدمة.
بناء مفاعل على القمر يمكن أن يشكل البنية التحتية الضرورية لبدء عمليات التعدين الفضائي، وهو قطاع قد تبلغ قيمته تريليونات الدولارات خلال العقود المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير الطاقة الدائمة على سطح القمر يفتح المجال أمام تشغيل مصانع آلية، واستخراج الأوكسجين من الجليد القمري، وبناء مستوطنات بشرية.
هذه التحولات ستعني خلق سوق فضائية جديدة بالكامل، تتطلب أنظمة نقل واتصالات وتمويل وتأمين، أي أنها ستعيد تشكيل الاقتصادات التقليدية.

مخاطر غير محسوبة.. من سباق استكشاف إلى شبح سباق تسلح؟
رغم الطابع العلمي والتقني المعلن، إلا أن نقل التكنولوجيا النووية إلى الفضاء يحمل مخاطر جيوسياسية وأمنية معقدة:
- أولها، احتمال سقوط مركبة إطلاق تحمل وقودًا نوويًا أثناء الإقلاع أو الهبوط.
- ثانيها، صعوبة تنظيم استخدام هذه التقنية في غياب إطار قانوني دولي واضح لتنظيم النشاط النووي خارج الأرض.
- ثالثها، إمكانية تسليح المفاعلات أو تحويلها إلى بنى تحتية لأغراض هجومية.
وإذا ما توسع عدد الفاعلين في هذا المجال، سواء دولاً أو شركات خاصة، فإن خطر تحول الفضاء إلى مسرح لصراعات مسلحة “باردة أو ساخنة” يصبح أكثر واقعية، وهنا تبرز الحاجة إلى اتفاقيات دولية عاجلة تضع حدودًا وقواعد لاستخدام الفضاء، حتى لا يتحول من أمل إلى تهديد.
اقرأ أيضًا:
ناسا تحلم ببناء أول مفاعل نووي على القمر بعد 5 سنوات
هل نحن أمام تحول جيواقتصادي أم بداية نهاية الأرض؟
التحركات الأمريكية الأخيرة، إذا ما قرئت في سياقها الأشمل، تبدو أكثر من مجرد مشروعات علمية، إنها تعبير عن تحول عالمي في مفاهيم الجغرافيا السياسية، حيث بات الفضاء الخارجي يعامل كساحة للنفوذ، وتحديد من يملك الفضاء؟ قد يحدد لاحقًا من يملك الاقتصاد العالمي بأسره.
وبينما تستعد البشرية لوضع أقدامها بثبات على القمر، فإن الأسئلة الوجودية تتضاعف، هل نحمل إلى هناك قيم التعاون أم نصدر خلافات الأرض إلى الفضاء؟ هل سيكون القمر بداية نهضة حضارية جديدة أم شرارة لصراعات مدمرة؟ وهل يمكن للاقتصاد الفضائي أن يكون رافعة لإنقاذ الأرض من أزماتها البيئية والطاقية، أم سيكون أداة بيد القوى الكبرى لاستدامة تفوقها؟

المفاعل النووي على القمر.. تكنولوجيا أم إعلان نوايا؟
في نهاية المطاف، المفاعل النووي الأمريكي على القمر ليس مجرد وحدة طاقة، بل هو رمز لحقبة جديدة تتشكل في صمت حقبة ما بعد الأرض.
نحن أمام فصل جديد من فصول الجغرافيا السياسية، والاقتصاد الكوني، حيث لا يعود القمر مجرد نجم سماوي، بل قطعة من الشطرنج الجيوسياسية، ومركز عمليات فضائية تتشابك فيها خيوط العلم، والاقتصاد، والأمن، والأيديولوجيا.
وقد يكون أخطر ما في هذه المرحلة ليس التفوق التكنولوجي بحد ذاته، بل عدم وجود قواعد واضحة للعبة، لأن السؤال الآن لم يعد هل يمكن بناء مفاعل نووي على القمر؟ بل أصبح من سيتحكم به؟ ولأي غرض؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
كيف يمكن لمستثمر صغير أن يقلب سوق الأسهم ويعرض مؤسسات كبرى لخسائر فادحة؟
01 أكتوبر 2025 08:55 م
ماذا يعنى نمو الأنشطة غير النفطية للسعودية 55.6%؟ المملكة تتجه لتغيير شكل اقتصادها
02 أكتوبر 2025 12:22 ص
أكثر الكلمات انتشاراً