الإثنين، 15 سبتمبر 2025

01:25 م

من الدفاع للردع، أستراليا تدخل عصر الغواصات النووية في سباق التسليح الآسيوي

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 11:30 ص

الغواصات النووية

الغواصات النووية

ميرنا البكري

أعلنت استراليا استثمار 8 مليار دولار أمريكي لتطوير منشآت بناء وصيانة الغواصات النووية في بيرث، في خطوة تبدو عسكرية، لكنها في العمق اقتصادية وسياسية معقدة، فالقرار جاء وسط توتر متزايد في المحيطين الهندي والهادئ، مع صعود الصين كلاعب بحري ضخم، وضغط الحلفاء الغربيين من جانب آخر.

أستراليا تعتزم ضخ «استثمار كبير جداً» لتجهيز أحواض لغواصاتها النووية
أعلنت استراليا استثمار 8 مليار دولار أمريكي لتطوير الغواصات النووية

 هندرسون، من حوض محلي لقوة إقليمية

سيكون المشروع في "هندرسون ديفنس بريسينكت"، وسيتحول خلال 10 سنوات لبنية تحتية قادرة على استقبال وتصنيع غواصات نووية، وفي خلال 15 عام سيحدث استقبال 3 غواصات أمريكية من طراز "فرجينيا" ، كما سيجهز  أستراليا لاحقًا لبناء غواصاتها بنفسها، كما يمكن واشنطن من استخدام الأحواض لصيانة غواصاتها النووية.

أي استراليا لا تبني لجيشها فقط، لكنها تخلق "مركز خدمات نووية" للحلفاء، مما يعطيها قوة تفاوض أكبر داخل "أوكوس".

 اقتصاد الدفاع، الاستثمار أم الاستنزاف؟

تبلغ تكلفة المشروع 25 مليار دولار أسترالي على المدى الطويل، وهذا جزء من برنامج غواصات قد يصل لـ 235 مليار دولار أمريكي خلال 30 عام، مما يعني ضغط على الموازنة الأسترالية، خاصةً مع التزامات دفاعية جديدة وصلت لـ 70 مليار دولار أسترالي من 2022.

كما يخلق هذا المشروع آلاف الوظائف في قطاع بناء السفن والدفاع، ونمو لسلاسل توريد الحديد، الفولاذ، والمعدات التكنولوجية، ولكن هناك مخاطر تمويل فأي ركود اقتصادي عالمي أو ازمة مالية داخلية ستجعل المشروع عبء ثقيل.

باختصار، أستراليا تسير على خط رفيع بين تحفيز الاقتصاد و استنزافه بالإنفاق العسكري.

 أوكوس، شراكة أم تبعية؟

تقدم اتفاقية "أوكوس" بين أستراليا، أمريكا، وبريطانيا، تكنولوجيا نووية بحرية لاستراليا، لكن في المقابل تحملها  التزامات ضخمة مع الحلفاء، وتعرضها لضغط سياسي داخلي بسبب الكلفة.

كما تجعلها جزء من استراتيجية احتواء الصين، مما يؤثر على علاقاتها الاقتصادية مع بكين (أكبر شريك تجاري لها).

الذكاء هنا أن استراليا تحاول أن تلعب دور “الموازن”، وتستفيد من التكنولوجيا الغربية دون أن تقطع جسور التجارة مع الصين، لكن هل تستطيع أن تحافظ على هذه الموازنة؟

التوسع العسكري، ليس غواصات فقط

تعد الغواصات مجرد جزء من خطة أكبر، حيث قامت استراليا بشراء 11 فرقاطة شبحية من اليابان بـ10 مليار دولار أسترالي، ونشرت أسطول طائرات مسيرة تحت المياه بـ1.7 مليار دولار، وقامت بتطوير قدرات الضربات البعيدة المدى، أي كانبيرا تغير استراتيجيتها من "جيش دفاع ساحلي" لـ "قوة هجومية إقليمية".

التداعيات الاقتصادية والجيوسياسية

على المستوى الإقليمي، الاستثمار سيجعل أستراليا ركيزة أساسية في "سلسلة الحلفاء" ضد الصين، مما قد يشجع اليابان والهند على زيادات مشابهة في الإنفاق العسكري.

واقتصاديًا، القطاع البحري والدفاعي سيصبح محرك رئيسي للنمو الصناعي والتكنولوجي، لكن التضخم المالي العام سيكون خطرًا.

وعالميًا، أي تصعيد بحري في بحر الصين الجنوبي أو المحيط الهندي سيجعل أستراليا طرف مباشر، وليس مراقب بعيد.

التوقعات، المستقبل على كف غواصة

1. على المدى القصير، من المتوقع أن يحدث نمو وظائف، طفرة صناعية، وزيادة نفوذ سياسي لأستراليا وسط الحلفاء.

2. وعلى المدى الطويل، قد تتراكم الديون، وزيادة الاعتماد على دعم أمريكي بريطاني، وتهديد لعلاقاتها الاقتصادية مع الصين.

3. قد يغير سباق تسلح بحري في المحيطين، شكل التجارة والممرات البحرية لعقود مقبلة.

 سلاح تحت المياه، وتكلفة فوق السطح

يُعد الاستثمار في "هندرسون" ليس مجرد مشروع غواصات، بل رهان استراتيجي يجعل أستراليا لاعب أساسي في معادلة الأمن الإقليمي، لكن السؤال الحقيقي: هل تستطيع أستراليا الموازنة بين قوة الردع العسكرية و استقرارها الاقتصادي، أم ستجد نفسها دفعت ثمن سباق تسلح أكبر من قدرتها؟

اقرأ أيضًا:-

لتعزيز قوتها الدفاعية، أستراليا تستثمر 8 مليارات دولار في حوض بناء الغواصات النووية

1384027.jpg
أستراليا تتوسع عسكريًا

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search