تراجع واردات الصين من الغاز المسال يهدد توازن السوق العالمي
الأربعاء، 01 أكتوبر 2025 02:08 م

واردات الصين من الغاز المسال تتراجع
ميرنا البكري
منذ سنوات عددية، كانت تُقدم الصين كأكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال (LNG)، والجميع كان يعتقد بأن طلبها اللامتناهي على الطاقة سيصبح المحرك الأساسي للسوق العالمي، لكن الجديد أن وارداتها أصبحت في اتجاه تنازلي واضح، وما يحدث الآن أن هناك تراجع بأكثر من 20% في سبتمبر مقارنةً بالعام الماضي، وذلك وفقًا لتقديرات شركة "كبلر"
هذا التراجع ليس مجرد صدفة، بل أصبح مسلسل مستمر للشهر الـ 11 على التوالي، مما يعكس أن هناك تحول كبير في طريقة الصين التي تؤمن بها احتياجاتها من الطاقة.

الإنتاج المحلي يضغط على الاستيراد
السبب الأول لهذا التراجع أن الصين أصبحت تزود إنتاجها المحلي من الغاز الطبيعي، كما تعكس أرقام مكتب الإحصاء الوطني أن الإنتاج المحلي ارتفع بنسبة 6.1% حتى نهاية أغسطس، أي الدولة لا تعتمد على الاستيراد فقط، لكن أيضًَا تتوسع في الاعتماد على مواردها الداخلية، مما يجعلها لديها مرونة أكبر في مواجهة تقلبات السوق العالمي.
أنابيب آسيا الوسطى وروسيا، الغاز مقبل حتى الباب
بخلاف الإنتاج المحلي، تمتلك الصين شبكة قوية من الإمدادات عبر الأنابيب، خاصةً من روسيا وآسيا الوسطى، وتصل هذه الإمدادات بشكل ثابت وبدون انقطاع، وهذه ميزة كبيرة لأنها أرخص وأكثر استقراراً من واردات الغاز المسال التي تحتاج شحن وتسييل وإعادة تحويل، والأهم أن بكين مضت من فترة قليلة اتفاق مبدئي مع موسكو لكي يقوموا بخط أنابيب جديد في العقد المقبل، مما يقلل اعتمادها أكثر على LNG.
الأسعار العالمية تلعب دور
العامل الثالث هو الأسعار، حيث شهد السوق العالمي للغاز ارتفاع في الأسعار الفورية، كما اعتقد المستوردون الصينيون أنه من الأفضل أن يبيعوا الشحنات التي لديهم لأسواق أخرى وتحقيق المكاسب بدلًا من أن يستهلكوها داخلياً كأنهم يحولون أنفسهم من مستوردين تقليديين لتجار طاقة يبحثون عن الربح.
الطلب المحلي ضعيف، والواردات تتراجع
أيضًا لابد الأخذ في الاعتبار أن الطلب المحلي نفسه ليس قويًا، فمر الصيف بدون موجات حرارة شديدة، مما قلل الحاجة لمحطات الكهرباء أنها تشغل التكييفات بأقصى طاقتها غير ذلك، التباطؤ الاقتصادي الصيني أثر على الاستهلاك الصناعي، مما يجعل الواردات غير ضرورية كما كان في الماضي.
ارتياح أوروبا vs قلق عالمي
قد يكون ضعف الطلب الصيني خبر جيد لأوروبا التي تصارع لكي تؤمن الغاز بعد الحرب الروسية الأوكرانية، لأن أي شحنة لا تذهب للصين تجد طريقها للقارة العجوز بسهولة، لكن في نفس الوقت، هذه القصة تجعل السوق العالمي قلق من تخمة معروض، خاصةً مع دخول مشاريع إنتاج جديدة للخدمة خلال السنوات المقبلة، أي إذا استمر الطلب الصيني في التراجع، قد يغرق العالم في الغاز.
أبرز التوقعات للفترة المقبلة
1. استمرار ضعف واردات الصين من LNG، مع إعادة بيع جزء كبير من الشحنات في الأسواق الأخرى، قد تستفيد أوروبا من الوضع، وقد تظل أسعار الغاز تحت ضغط.
2. دخول خط أنابيب جديد من روسيا سيقلل اعتماد بكين على الغاز المسال أكثر، مما يغير خريطة التجارة العالمية.
3. قد تدخل مشاريع الغاز الجديدة عالمياً السوق في وقت الطلب به ضعيف، مما يزود احتمالية حدوث تخمة معروض ويضغط على المنتجين خاصةً في أمريكا وقطر وأستراليا.
الصين تغير قواعد اللعبة
ما يحدث في الصين ليس مجرد تراجع مؤقت في الواردات، بل تحول استراتيجي، فأصبحت بكين لديها معادلة متوازنة من إنتاج محلي متنامي وإمدادات مستقرة من الأنابيب ومرونة في السوق العالمي، والنتيجة أن LNG لم يعد بنفس الأهمية كما كان الوضع في الماضي ، مما يقلب موازين التجارة العالمية في الطاقة0
والسؤال الآن، هل العالم لديه القدرة على استيعاب تخمة الغاز المقبلة أم ستحدث أزمة أسعار من نوع جديد؟
اقرأ أيضًا:-
من خلال سفن التغويز، تعرف على كيفية تحويل الغاز المسال لحالته الطبيعية؟
الصين تتصدر صناعة تخزين الطاقة عالميًا بسعة تتجاوز 40%

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص فيالصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
في اليوم العالمي، 473 مليار دولار إجمالي إيرادات سوق القهوة عام 2025
01 أكتوبر 2025 12:24 م
من الدبابات إلى التكنولوجيا.. الرقائق الإلكترونية تتحول إلى ساحة حرب عالمية
01 أكتوبر 2025 12:17 ص
بين ضغوط ترامب ومطالب الديمقراطيين، هل تنجو أمريكا من الانهيار؟
29 سبتمبر 2025 04:50 م
أكثر الكلمات انتشاراً