صفقة غامضة، ماسك يتخلى عن "جروك" للحكومة الأمريكية بأقل من دولار (تفاصيل)

السبت، 27 سبتمبر 2025 12:29 م

الملياردير الأمريكي إيلون ماسك

في خطوة مفاجئة، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية والسياسية، باع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا Tesla" و"سبيس إكس SpaceX"، منصته للذكاء الاصطناعي "جروك Grok " إلى الحكومة الأمريكية بسعر رمزي بلغ 42 سنتاً فقط، بحسب تقرير لموقع تك كرانش TechCrunch.

وعلى الرغم من أن القيمة المعلنة لا تعكس بأي حال من الأحوال إمكانات المنصة، إلا أنها توحي بوجود أبعاد رمزية وسياسية تتجاوز الجانب التجاري البحت، خاصة في ظل علاقة ماسك المثيرة للجدل مع ترامب.

ما هي منصة "جروك"؟

تمثل منصة "جروك" إحدى أبرز تجارب ماسك في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعتمد على تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) للتفاعل مع المستخدمين بلغة يومية مبسطة، إلى جانب قدراتها في التحليلات التنبؤية لتوقع الاتجاهات والنتائج اعتماداً على البيانات التاريخية.

كما أنها تتيح إعداد تقارير بشكل تلقائي تقلل من الأخطاء البشرية وتوفر الوقت، وهو ما يجعلها أداة جذابة لقطاعات متعددة مثل الرعاية الصحية والقطاع المالي والحكومات.

دلالات الصفقة الرمزية وبيعها بأقل من 1 دولار

ويثير بيع المنصة بسعر أقل من 1 دولار، “42 سنتاً” فقط تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت الخطوة تحمل بعداً سياسياً أكثر من كونها تجارية.

يرى محللون مطلعون على الملف، أن هذه الخطوة قد تكون محاولة من ماسك لتعزيز علاقاته مع الإدارة الأمريكية بعد انتقادات واسعة طالته في الفترة الأخيرة، بينما يعتبر آخرون أن امتلاك الحكومة لهذه التقنية قد يفتح الباب أمام تحول استراتيجي في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل مؤسسات الدولة، خاصة في وزارات الدفاع والصحة للتنبؤ بالأوبئة وإدارة الأزمات، وكذلك الأمن القومي.

تقارب محتمل مع ترامب

و أعادت هذه الصفقة المثيرة للجدل إلى الواجهة الحديث عن علاقة ماسك بترامب. فبعد فترة من التوتر بينهم، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تدل على تحسن العلاقات، وتمثل بداية اصطفاف سياسي جديد، أو على الأقل إشارة إلى رغبة ماسك في تحسين صورته لدى أنصار ترامب.

ردود فعل السوق حول صفقة بيع “جروك” بـ42 سنتًا

أثارت الصفقة حالة من الترقب في الأسواق التقنية والمالية، يرى البعض أنها من المحتمل أن تفتح الباب أمام شركات أخرى لبيع منصاتها مباشرة إلى الحكومات، ولكن يشكك محللون في جدوى التخلي عن تكنولوجيا متقدمة بهذا السعر الرمزي، معتبرين أن ماسك قد يسعى إلى عوائد سياسية وإستراتيجية تفوق المكاسب المالية المباشرة.

فرص وتحديات أمام الحكومة الأمريكية

من المتوقع أن تستفيد المؤسسات الحكومية في أمريكا من منصة "جروك Grok " في تعزيز الكفاءة وتحسين الخدمات العامة، بدءاً من التنبؤ بالأوبئة واكتشاف الأدوية في القطاع الصحي، وصولاً إلى دعم القرارات الإستراتيجية في المجال الأمني والدفاعي، وهي مستخدمة بالفعل لرصد التهديدات وتقييم المخاطر.

ولكن تواجه هذه الخطوة تحديات تتعلق بالاعتبارات الأخلاقية، وحماية خصوصية المواطنين في ظل التعامل مع كميات ضخمة من البيانات، إضافة إلى ضرورة الامتثال للإطار التشريعي الفيدرالي.

مستقبل غامض

وتبقى هذه التطورات المثيرة للجدل حول ماسك، السؤال مفتوحاً، هل ستصبح "جروك" أداة أساسية داخل أجهزة الدولة الأمريكية، أم أن الصفقة ستواجه عراقيل سياسية وتشريعية تحد من تأثيرها؟

وفي الوقت الذي يسعى ماسك للانتقال من نادي المليارديرات إلى نادي التريليونات، تظل هذه الصفقة بمثابة اختبار جديد لعلاقته المعقدة مع السلطة السياسية الأمريكية، ولقدرته على توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة نفوذ عالمي.