الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

01:55 م

"العالم يدفع الثمن"، غياب الدعم الغربي يعمق فجوة التنمية

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025 10:47 ص

النظام الدولي

النظام الدولي

في ظل العد التنازلي نحو عام 2030، يبدو أن أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، باتت أبعد منالًا من أي وقت مضى، فرغم ما حملته السنوات الأخيرة من تعهدات دولية طموحة، فإن الفجوة التمويلية الهائلة التي تقدر بأكثر من 4 تريليونات دولار سنويًا، تكشف عن إخفاقٍ جماعي للدول الغنية في الالتزام بما وعدت به، وينذر ذلك بعواقب اقتصادية واجتماعية وسياسية، تتجاوز حدود الدول النامية، لتهدد استقرار النظام العالمي بأكمله.

النظام العالمي

فجوة مالية تعمق الفقر وتقيد النمو

وتشير البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، إلى أن أكثر من 50 دولة نامية باتت تخصص أكثر من 10% من إيراداتها لخدمة ديونها، فيما تنفق 17 دولة منها أكثر من 20% فقط، لتغطية فوائد هذه الديون، وهذه الأرقام لا تعكس فقط عبء المديونية المتزايدة، بل تكشف أيضًا انحسار المساحات المتاحة للإنفاق على القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والبنية التحتية.

وتموثل هذه القطاعات الثلاثة، الحلقة المركزية في عملية التنمية، فضلًا عن أن تراجع الاستثمارات فيها، يخلق حلقة مفرغة من الفقر وانخفاض الإنتاجية وتراجع القدرة التنافسية، فالأطفال الذين يُحْرَمُون من التعليم الجيد اليوم، سيصبحون غدًا جيلًا عاجزًا عن قيادة النمو الاقتصادي.

اقرأ أيضًا:-

«هل يعيد التاريخ نفسه؟» تحديات الاستقرار العالمي في عصر القوى الصاعدة

تكلفة التقاعس الدولي

من جانبه، يشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن عدم وفاء الدول الغنية بالتزاماتها المالية لا يهدد فقط الدول النامية، بل يقوض مصداقية النظام المالي العالمي، وفي ظل خمس سنوات فقط تفصلنا عن الموعد النهائي، لا مجال للتأجيل أو الأعذار، بل يجب التحول إلى السرعة القصوى.

وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية، وارتفاع تكاليف الاقتراض، ما يزيد من صعوبة وصول الدول النامية إلى التمويل الميسر، ويجبرها على اللجوء إلى قروض مرتفعة الفائدة تفاقم أزماتها المالية.

 

فقدان الثقة في النظام الدولي

الإخفاق في الالتزام بالتعهدات التمويلية لا يضعف فقط القدرة على تنفيذ المشاريع الإنمائية، بل يعمق فجوة الثقة بين الشمال والجنوب، كما أن الاعتماد المتزايد على القروض غير الميسرة، لا يؤدي فقط إلى مزيد من الهشاشة المالية، بل يوسع من دائرة التبعية، ويهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في الدول النامية.

كما أن العجز السنوي البالغ 4 تريليونات دولار، لا يعد مجرد رقمٍ، بل له آثار حقيقية تعرقل التنمية، وتقيد الحكومات في أولوياتها، كما تجبرها على تفضيل سداد الدين على حساب الاستثمار في رأس المال البشري والمادي.

اقرأ أيضًا:-

الجنوب العالمي ينهض، اقتصاديات المهمشين تُعيد رسم ملامح النظام الدولي

 

تداعيات عالمية

التقاعس في دعم التنمية لا يبقى حبيس حدود الدول الفقيرة،  كما أن آثار غياب التمويل الكافي، تمتد إلى قضايا الهجرة غير النظامية، فضلًا عن تصاعد الصراعات، وتفشي الأوبئة، وتباطؤ النمو العالمي، إذ إن البنية التحتية الضعيفة، والنظم الصحية المتدهورة، وأنظمة التعليم المتهالكة، كلها بيئات خصبة لانعدام الاستقرار، وذلك يجعل من الفجوة التمويلية، تهديدًا مباشرًا للأمن العالمي.

 

إصلاحات مطلوبة ومسؤوليات مشتركة

في تقريره الأخير، حدد تقرير الأمم المتحدة أربعة مسارات رئيسية لمعالجة الأزمة وتشمل:-

  • سد فجوات التمويل في الاستثمارات المتعلقة بالتنمية المستدامة والعمل المناخي.
  • إصلاح السياسات والمؤسسات المالية الدولية، لجعلها أكثر عدالة وشفافية.
  • استعادة المصداقية والثقة بين الدول المانحة والمستفيدة.
  • تصميم مسارات تنموية جديدة، تمزج بين الاستثمارات العامة والخاصة.
الدول النامية

 

افتقار الدول الكبرى إلى الإرادة السياسية

ويبرز هنا دور الدول الكبرى، التي تمتلك الموارد الكافية، ولكن تفتقر إلى الإرادة السياسية للوفاء الكامل بتعهداتها، فالتخلف عن التمويل لا يعني فقط تأخير مشاريع تنموية، بل يعني فقدان الأمل في تحقيق العدالة الاجتماعية والمناخية، ويهدد بتحوّل العالم إلى ساحة متزايدة من التفاوت والفوضى.

الفجوة التمويلية في تمويل التنمية المستدامة، ليست مجرد عائقٍ مالي، بل مرآة لتوازنات غير عادلة في الاقتصاد العالمي، ومؤشر على هشاشة النظام الدولي القائم على الوعود غير المنجزة، بينما تصارع الدول النامية أزماتها، وتحمل شعوبها أعباء متزايدة، تبقى الكرة في ملعب الدول الغنية ليس فقط لدفع الأموال، بل لإثبات أن الشراكة الدولية، ليست مجرد شعار، بل التزام حقيقي بمستقبل عالمي مشترك.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search