الخميس، 04 سبتمبر 2025

01:11 م

العين على الذهب والقلق من النفط.. الأسواق تدخل أسبوعًا محوريًا

الخميس، 04 سبتمبر 2025 11:16 ص

الأسواق العالمية

الأسواق العالمية

تشهد الأسواق العالمية هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الترقب والقلق، في ظل تباين حاد في أداء الأصول المالية والسلعية، وتضارب الإشارات الاقتصادية الصادرة من كبريات الاقتصادات، ما يجعل المستثمرين أمام مشهد ضبابي تتشابك فيه العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والنقدية بشكل غير معتاد.

أوبك

النفط يتراجع تحت ضغوط «أوبك+» وتراجع الطلب

في سوق الطاقة، جاءت أسعار النفط لتقود الموجة الهابطة، حيث تراجع خام برنت إلى ما دون 67.14 دولارًا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 63.5 دولار، في انعكاس مباشر لمخاوف متصاعدة بشأن فائض المعروض المتوقع، وسط أنباء عن أن تحالف أوبك+ يدرس زيادة إضافية في الإنتاج خلال أكتوبر المقبل.

ورغم أن أسعار النفط حافظت على قدر من الصلابة في الشرق الأوسط، فإن الاتجاه العالمي يشير إلى قبول تدريجي من جانب التحالف بمستويات سعرية أقل مما كان مستهدفًا في السابق، ما يشير إلى تحول استراتيجي في أولويات بعض الدول المنتجة من الدفاع عن السعر إلى محاولة تعزيز الحصة السوقية.

تتعرض أسعار برنت لضغوط جديدة مع احتمال ضخ المزيد من الإمدادات في الربع الرابع، ما قد يزيد من فائض المعروض ليسد انخفاض الطلب الموسمي.

وقد اتفق أوبك+ بالفعل على تحالف لزيادة حصص الإنتاج بنحو 2.2 مليون برميل يوميًا خلال أبريل وسبتمبر، إضافة إلى رفع حصة الإمارات بمقدار 300 ألف برميل يوميًا.

اقرأ أيضًا:

بعد خفض الفائدة والصعود الجنوني للذهب، هل تخرج أموال الشهادات للمعدن الأصفر؟

الذهب ينذر بالتقلب.. بين مكاسب تاريخية وضغوط جني الأرباح

أما الذهب، فرغم تسجيله مستويات تاريخية غير مسبوقة، تجاوزت 3578 دولارًا للأونصة، إلا أنه سرعان ما دخل في دوامة تصحيحية بفعل عمليات جني الأرباح، ليهبط إلى نحو 3546 دولارًا. 

ومع ترقب المستثمرين بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة، يبقى الذهب في وضع حساس، إذ قد تعيد البيانات القوية من سوق العمل ترجيح كفة تشديد السياسة النقدية، وهو ما قد يكبح الزخم الصعودي للمعدن النفيس.

لكن الصورة الأكبر لا تزال تميل لصالح الذهب، إذ إن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة في حال تحققت فعلاً، من شأنها تعزيز جاذبيته كملاذ آمن، لا سيما مع تنامي القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي واحتمالات الدخول في ركود تقني لدى بعض الاقتصادات الكبرى.

الدولار

الدولار يفقد زخمه.. هل اقترب خفض الفائدة؟

في أسواق العملات، يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط متزايدة، مع تراجع مؤشره إلى 98.17 نقطة، بعد صدور بيانات أظهرت تراجعًا غير متوقع في عدد الوظائف الشاغرة إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر. 

هذا التراجع عزز التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيبدأ خفض أسعار الفائدة قريبًا، وربما في اجتماعه المرتقب منتصف سبتمبر.

ويقوم المستثمرون حاليًا بتسعير احتمالية تقارب 97% لخفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، وهو ما يعد تحولاً دراماتيكيًا في المزاج العام للأسواق، مقارنة ببداية العام التي سادت فيها مخاوف من مزيد من التشديد النقدي.

الأسهم الأمريكية تتنفس الصعداء بفضل القضاء وأسهم التكنولوجيا

على الضفة الأخرى، وجدت مؤشرات الأسهم الأمريكية دعمًا نادرًا وسط هذه الضبابية، بعد صدور حكم قضائي لصالح شركة ألفابت المالكة لجوجل، حيث قضت المحكمة بعدم تفكيك الشركة، ما أعاد الطمأنينة إلى المستثمرين في قطاع التكنولوجيا الذي كان يواجه ضغوطًا تنظيمية متزايدة.

وارتفع مؤشر ناسداك بأكثر من 1.02%، بينما كسب ستاندرد آند بورز نحو 0.49%، وسط تفاؤل عام بإمكانية خفض أسعار الفائدة، وهو ما يعيد الأمل في دورة جديدة من التوسع، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

 

اقرأ أيضًا:

"وول ستريت" تتذبذب، وترقب تقرير الوظائف الأمريكي لشهر أغسطس

بي واي دي BYD تحت المجهر.. هل تترنح قصة النجاح الصينية؟

في آسيا، لم يكن الحال أفضل، إذ تلقت أسواق الأسهم الصينية ضربة قوية مع هبوط أسهم شركة «بي واي دي» الكهربائية إلى أدنى مستوياتها منذ أشهر، بعد أن خفضت الشركة مستهدف مبيعاتها السنوي بنسبة 16% تقريبًا إلى 4.6 مليون سيارة. 

يعد هذا التحول في التوقعات إشارة قوية على أن قطاع السيارات الكهربائية الصيني، الذي كان أحد محركات النمو الكبرى خلال السنوات الماضية، ربما يواجه مرحلة من التباطؤ الهيكلي.

ويأتي ذلك وسط تشديد تنظيمي داخلي، وحرب أسعار متصاعدة، وتراجع في الطلب العالمي، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مستقبل النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

بي واي دي BYD 

مشهد عالمي معقد.. من يحسم الاتجاه؟

تعكس هذه التطورات مجتمعة حالة من عدم اليقين في الأسواق، حيث تتقاطع التوقعات المتفائلة بشأن تيسير نقدي مرتقب، مع مخاوف واقعية حول تباطؤ النمو وتراجع الطلب العالمي. 

كما أن تعدد مراكز التوتر الجيوسياسي من آسيا إلى أوروبا يزيد من تعقيد المعادلة، ما يجعل قرارات الاستثمار أكثر حساسية للبيانات والمؤشرات قصيرة الأجل.

وربما يكون السؤال الأهم الآن، هل نحن أمام نهاية دورة التشديد النقدي، وبداية دورة جديدة من التيسير، أم أن الأسواق تبالغ في توقعاتها؟ 

الإجابة على هذا السؤال قد لا تأتي سريعًا، لكن المؤكد أن المستثمرين باتوا أمام مرحلة تتطلب أعلى درجات الحذر، وإعادة ضبط السياسات الاستثمارية على أساس سيناريوهات متعددة لا يهيمن فيها اتجاه واحد على الآخر.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search