الأربعاء، 03 سبتمبر 2025

11:17 م

نماذج الذكاء الاصطناعي العربية، هل باتت منافسًا حقيقيًا؟

الأربعاء، 03 سبتمبر 2025 08:48 م

ChatGPT وGemini وGrok

ChatGPT وGemini وGrok

في وقت تتسارع فيه وتيرة السباق العالمي نحو الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، تقف المنطقة العربية على أعتاب مرحلة جديدة من التحول الرقمي. 

ChatGPT وGemini وGrok

فخلال الأعوام القليلة الماضية، لم تكتفي دول مثل السعودية والإمارات وقطر ومصر بالاعتماد على النماذج الغربية، بل بدأت بخطى حثيثة بناء منظومتها الخاصة، عبر تطوير نماذج ذكاء اصطناعي محلية تتحدث العربية، وتفهم اللهجات، وتحاكي الثقافة والسياق الاجتماعي للمنطقة.

لكن السؤال الأهم الذي يفرض نفسه اليوم هو، هل أصبحت هذه النماذج منافسًا حقيقيًا لنظيراتها الغربية مثل ChatGPT وGemini وGrok؟ أم أنها لا تزال في طور التجريب والتموضع؟

الخليج يقود.. وبقوة.. السعودية من علّام إلى هيوماين تشات

بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، أطلقت المملكة نموذج هيوماين تشات كخطوة استراتيجية لامتلاك أداة ذكاء اصطناعي محلية، بواجهة ثنائية اللغة العربية والإنجليزية وبتركيز على اللهجات المحلية مثل السعودية والمصرية واللبنانية، ويمثل النموذج امتدادًا لتجربة علّام، لكنه أكثر تطورًا وانفتاحًا على السياق الثقافي العربي.

اللافت أن النموذج مجاني بالكامل ومتاح حاليًا داخل المملكة، مع خطط للتوسع الإقليمي، وهذا ما يمنحه ميزة تنافسية في الوصول للجمهور العريض، خصوصًا مع توظيفه لمعالجات شركة جروك Grok وتعاقدات ضخمة مع أمازون ويب سيرفيسز Amazon Web Services (‏AWS) وAMD لتوفير بنية تحتية متقدمة محليًا.

شركة جروك Grok

أرامكو.. استثمار صناعي ضخم في الذكاء الاصطناعي

أما شركة أرامكو فقد أطلقت نموذج ميتا برين META BRAIN بحجم هائل بلغ 250 مليار معامل، ما يجعله من أضخم النماذج الصناعية عالميًا، وتم تدريبه على بيانات تمتد لتسعة عقود من العمليات الهندسية، ما يجعله أداة استراتيجية لدعم الكفاءات التشغيلية داخليًا.

رغم أن ميتا برين META BRAIN ليس موجهًا للجمهور، إلا أنه يعكس توجه السعودية نحو استغلال الذكاء الاصطناعي كأداة إنتاجية استراتيجية في القطاع الصناعي، وهي خطوة يتوقع أن تضيف مليارات الدولارات للناتج المحلي.

اقرأ أيضًا:

"يحل كل مشاكلك بسهولة"، جوجل تطلق نموذجًا جديدًا بذكاء يفوق التوقعات

الإمارات.. من نور وفالكون إلى الاستقلال التقني

كانت الإمارات السباقة بإطلاق نموذج نور عام 2022، بجهود معهد الابتكار التكنولوجي وبالتعاون مع لايت أون LightOn الفرنسية. 

جاء النموذج بقدرة 10 مليارات معامل، وتم تدريبه على أكبر مجموعة بيانات عربية، ما جعله مرجعًا للأكاديميين والباحثين في تحليل النصوص العربية الفصيحة.

لكن الانطلاقة الكبرى كانت مع سلسلة فالكون Falcon فابتداءً من فالكون-40B، ثم فالكون-180B، وصولاً إلى فالكون أرابيك، استطاعت الإمارات أن تطور نموذجًا مفتوح المصدر عالي الأداء، يدعم الفصحى واللهجات الإقليمية، ويضاهي نماذج أكبر منه بعشرة أضعاف.

هذه النماذج مدعومة تقنيًا من شركات مثل إنفيديا NVIDIA، ومتاحة عبر منصات مثل Hugging Face، مما يمنحها بعدًا عالميًا وقدرة على التكيف في بيئات متعددة.

نموذج فنار Fanar

قطر ومصر.. نحو نموذج وطني لكل دولة

نموذج فنار Fanar، الذي طوره معهد قطر لبحوث الحوسبة بالتعاون مع وزارة الاتصالات، يعد مثالاً على بناء نموذج يعكس هوية ثقافية ودينية محلية. 

وبفضل تدريبه على 1.3 تريليون رمز وبيانات تراثية، أظهر فنار Fanar قدرة على التعامل مع النصوص العربية التقليدية والحديثة، كما يتميز بدعمه للهجة القطرية واللهجات الإقليمية الأخرى.

بدعم من Google Cloud، استطاع فنار Fanar أن يضع نفسه ضمن قائمة النماذج التي تجمع بين البنية التقنية العالمية والمحتوى الثقافي المحلي.

اقرأ أيضًا:

مصر.. نموذج "عقل" خطوة أولى في الطريق الطويل

أما النموذج المصري عقل، الذي طورته شركة وايد بوت WideBot بدعم سعودي، فهو أول نموذج ضخم مصري، لكن لا يزال مخصصًا للاستخدام المؤسسي. 

وهو مدرب على خمس لغات إقليمية، من بينها الفارسية والتركية والعبرية، مما يمنحه مرونة لغوية عالية، ومع ذلك، لا يزال النموذج الرسمي الحكومي قيد التطوير ضمن استراتيجية الذكاء الاصطناعي المصرية 2025-2030.

AWS

الاستعانة بالخبرات العالمية.. شراكات استراتيجية لا بديل عنها

من الواضح أن أغلب النماذج العربية لم تكن لتخرج إلى النور دون شراكات تقنية عالمية، فمن التعاون مع NVIDIA في الإمارات، إلى Grok وAWS في السعودية، وGoogle Cloud في قطر، استخدمت الدول العربية الخبرات الغربية لتسريع نقل التقنية، دون الحاجة لبناء كل شيء من الصفر.

هذه الشراكات، إلى جانب توفر موارد مالية ضخمة مثل الـ15 مليار دولار التي استثمرتها السعودية في البنية السحابية، تشير إلى أن الرهان العربي على الذكاء الاصطناعي ليس لحاقًا بالركب فقط، بل محاولة لصنع موقع مستقل فيه.

 

اقرأ أيضًا:

إنفيديا على الحافة.. بين لهيب الحرب التجارية وجنون الذكاء الاصطناعي

 

التحديات من الجودة إلى التبني الجماهيري

رغم هذه الإنجازات، لا تزال هناك تحديات جوهرية تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي العربية، أبرزها:

حجم النماذج مقارنة بالعالمية: باستثناء ميتابرين وفالكون-180B، تظل غالبية النماذج العربية صغيرة نسبيًا.

القدرة على التفاعل الطبيعي: في حين أن بعض النماذج تظهر أداءً جيدًا في اللغة العربية، إلا أن التفاعل الديناميكي مع المستخدمين ما يزال أقل سلاسة مقارنة بـChatGPT.

التوسع خارج الحدود: معظم النماذج لا تزال محصورة في حدودها الجغرافية، ما يحد من قدرتها على التوسع.

ChatGPT 

هل تشكل هذه النماذج بديلاً حقيقيًا؟

الإجابة المختصرة ليس بعد، لكنها تسير في الطريق الصحيح، هذه النماذج تقدم حلولاً مصممة خصيصًا للمستخدم العربي، وهو أمر لم تهتم به النماذج العالمية في بداياتها. 

إن كانت ChatGPT وGemini تتفوق في التعدد اللغوي والأداء العام، فإن النماذج العربية تتميز بقدرتها على فهم السياق الثقافي واللغوي المحلي، وهو ما يمنحها فرصة للريادة في الأسواق الإقليمية.

الأمر لا يتعلق فقط بعدد المعاملات أو حجم البيانات، بل بالموثوقية والخصوصية والارتباط بالهوية المحلية، وهي نقاط قد ترجح كفة النماذج العربية مستقبلاً، خصوصًا في ظل تصاعد التوجهات نحو السيادة الرقمية.

الذكاء الاصطناعي العربي لم يعد مجرد فكرة طموحة، هناك استثمارات، ونماذج، وشراكات، ورؤية استراتيجية، والطريق ما يزال طويلاً، لكن الواضح أن العرب قرروا ألا يكونوا فقط مستهلكين للتقنية، بل مساهمين فعليين في صناعتها.

وربما في المستقبل القريب، لن يكون السؤال، متى نلحق بالغرب؟ بل، هل يستطيع الغرب مواكبة الخصوصية العربية في الذكاء الاصطناعي؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search