جوجل تضع معايير جديدة لقياس الأثر البيئي للذكاء الاصطناعي
الخميس، 04 سبتمبر 2025 01:50 ص

جوجل
محمد السيد
أصبح الذكاء الاصطناعي أحد أبرز محركات التغيير في القرن الحادي والعشرين، لكنه في المقابل يثير قلقاً متزايداً بشأن استهلاكه للطاقة والمياه وما يترتب عليه من انبعاثات كربونية، ومع تضخم أحجام النماذج من ملايين إلى تريليونات المعاملات، تتضاعف الموارد المطلوبة لتشغيلها، ما يجعل سؤال الاستدامة البيئية أكثر إلحاحاً.
حتى وقت قريب، لم تكن هناك إجابات دقيقة حول حجم الكهرباء المستهلكة أو المياه المسحوبة لتشغيل هذه الأنظمة، إذ تراوحت التقديرات بين مبالغات مقلقة وأرقام متفائلة أكثر من اللازم، لكن جوجل أعلنت هذا الأسبوع عن اعتمادها أشمل منهجية حتى الآن لقياس البصمة البيئية للذكاء الاصطناعي، وذلك خلال جلسة جمعت قياداتها في البنية التحتية والطاقة والاستدامة.
أرقام تكشف الحقائق
أوضحت الشركة أن الاستعلام الواحد في نموذج "جيميني" يستهلك نحو 0.24 واط/ساعة، وينتج عنه 0.03 جرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل تشغيل التلفاز لأقل من تسع ثوانٍ. كما أن استهلاك المياه يبلغ 0.26 ملليلتر فقط، أي خمس قطرات تقريباً، ووفقاً لجوجل، فقد نجحت خلال عام واحد في تقليص استهلاك الطاقة بمعدل 33 مرة وتقليل البصمة الكربونية 44 مرة، دون التضحية بجودة المخرجات.
أهمية المنهجية الجديدة
تقول سافانا جودمان، رئيسة مختبرات الطاقة المتقدمة في جوجل، إن كثيراً من الدراسات السابقة ركّزت فقط على استهلاك الشرائح أثناء العمليات، متجاهلة عناصر حيوية مثل التبريد أو الأجهزة الخاملة. المنهجية الجديدة التي تصفها جوجل بـ النهج الكامل المتكامل تشمل جميع جوانب النظام، من العتاد والبرمجيات إلى مراكز البيانات، الهدف هو دفع الصناعة نحو معايير موحدة، تعكس المسؤولية البيئية التي توازي قوة الحوسبة.

المياه في دائرة الضوء
لم تقتصر الجلسة على الطاقة والكربون، بل تناولت أيضاً استهلاك المياه، وهو جانب غالباً ما يُغفل في النقاشات، تسعى جوجل إلى تعويض 120% من المياه العذبة المستهلكة، عبر إعادة استخدامها أو اللجوء إلى موارد غير صالحة للشرب، إضافة إلى دراسات محلية لتحديد الأنسب بين التبريد المائي أو الهوائي، وتشير الشركة إلى أن التبريد بالمياه يساهم في تقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات بنسبة تصل إلى 10%.
من الرقائق إلى السحابة
يعتمد نجاح جوجل في تحسين الكفاءة على سلسلة من الابتكارات تشمل:
- تطوير معالجات خاصة (TPU) أكثر كفاءة بعشرات المرات من المعالجات التقليدية.
- تقنيات تدريب متقدمة مثل AQT لتقليل العبء الحسابي.
- هياكل نماذج قائمة على Transformer و"Mixture-of-Experts".
- إدارة تشغيلية تعتمد على التجميع الواسع والتحويل الفوري للأحمال.
- مراكز بيانات بمعدل كفاءة عالمي (PUE) يبلغ 1.09، من بين الأفضل في العالم.
وبحسب بارثا رانجاناثان، نائب الرئيس في جوجل: «كل طبقة من العتاد والبنية التحتية إلى النماذج تضيف تحسينات صغيرة، لكن اجتماعها معاً يصنع القفزات الكبرى».
بهذا النهج، تحاول جوجل أن توازن بين دور الذكاء الاصطناعي كمستهلك ضخم للموارد، وبين إمكانيته كأداة لإدارتها بشكل أكثر استدامة في المستقبل.
اقرأ أيضًا:
خلل في "رسائل جوجل" يحرم المستخدمين من خدمات الاتصالات الغنية RCS
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
«السياحة» تنظم ورشتي عمل عن الملكية الفكرية والحرية الشخصية في عصر الذكاء الاصطناعي
05 سبتمبر 2025 10:10 م
"تيك توك" يغزو أوروبا، 200 مليون مستخدم شهريًا رغم تحديات "ترامب"
05 سبتمبر 2025 01:53 م
ترامب يستضيف قادة شركات التكنولوجيا العالمية لحل الصراعات المتكررة
04 سبتمبر 2025 10:51 م
أكثر الكلمات انتشاراً