الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025

11:58 م

إنفاق عربي متصاعد، 626 مليون يورو في انتقالات صيف 2025

الثلاثاء، 02 سبتمبر 2025 07:10 م

الاستثمار الرياضي

الاستثمار الرياضي

ارتفع الإنفاق الكلي للأندية المملوكة عربيًا في الدوريات الأوروبية الكبرى المتمثلة في إنجلترا، وإيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وفرنسا إلى 626 مليون يورو خلال سوق الانتقالات الصيفية 2025، بزيادة تقارب 29% عن صيف 2024.

نيوكاسل يونايتد

هذه الطفرة المالية تعكس استمرار قوة الاستثمارات الخليجية والعربية في كرة القدم الأوروبية، لكنها تكشف أيضًا عن تباين في السياسات المالية والإدارية بين نادي وآخر.

نيوكاسل.. من إنفاق قياسي إلى بيع تاريخي

لعل أبرز مشهد في ميركاتو صيف 2025 كان من نصيب نيوكاسل يونايتد المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. 

النادي الذي أنفق 289 مليون يورو لم يكتفي بصفقات هجومية كبرى مثل فولتيماده 85 مليون وويسا 58 مليون، بل نجح أيضًا في تحقيق صفقة تاريخية ببيع المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك إلى ليفربول مقابل 145 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ الدوري الإنجليزي.

هذه الصفقة لم تحطم فقط الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي، بل وضعت إيزاك كثالث أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، لتؤكد أن النادي بات يتقن فن التوازن بين الاستثمار الرياضي والعائد الاقتصادي. 

كما أن 45% من إجمالي إيرادات الأندية العربية في صيف 2025 جاءت من نيوكاسل وحده، ما يرسخ دوره كقاطرة مالية للاستثمارات السعودية في الكرة العالمية.

مانشستر سيتي.. سياسة هجومية بعد موسم متواضع

على الجانب الإماراتي، رفع مانشستر سيتي إنفاقه في سوق الانتقالات إلى 177 مليون يورو، بزيادة صادمة بلغت 600% مقارنة بصيف 2024، هذا التحول يعكس محاولة النادي لتصحيح مساره بعد تراجع نتائجه الموسم الماضي.

لكن الملفت أن إدارة السيتي، رغم الإنفاق الكبير، تجنبت بيع لاعبين أساسيين، حيث لم تحقق سوى 59.5 مليون يورو من المبيعات مقارنة بـ141 مليون في العام السابق. 

وهو ما يعكس استراتيجية الحفاظ على الاستقرار الفني مع تعزيز العمق في التشكيلة، حتى لو كان على حساب تحقيق التوازن المالي.

نادي باريس سان جيرمان

باريس سان جيرمان.. درس من الماضي

في فرنسا، بدا أن باريس سان جيرمان المملوك لقطر دخل مرحلة جديدة من النضج المالي، النادي اكتفى بإنفاق 103 ملايين يورو فقط، وهو رقم متواضع قياسًا بإنفاقه الضخم في الأعوام الماضية بقيمة 350 مليون في 2023 و170 مليون في 2024.

هذا التحفظ المالي لم يأتي من فراغ، بل يرتبط مباشرة بالنجاحات الرياضية الأخيرة، وعلى رأسها التتويج بدوري الأبطال والسوبر الأوروبي. 

تقوم السياسة الجديدة للنادي على تجنب البحث عن الأسماء الرنانة، والتركيز على الجدوى الفنية طويلة المدى، لتفادي الأخطاء السابقة التي كلفت النادي كثيرًا ماليًا وفنيًا.

اقرأ أيضًا:

قرصنة البث تهدد عائدات كرة القدم الإسبانية، «لاليجا» تخوض حربًا تتجاوز الملاعب

أستون فيلا.. انكفاء تحت ضغط القوانين

بالنسبة إلى أستون فيلا المملوك جزئيًا للملياردير المصري ناصف ساويرس، فقد شكل صيف 2025 نقطة تحول جذرية. 

بعد موسم 2024 الذي شهد إنفاقًا ضخمًا بقيمة 176 مليون يورو، وجد النادي نفسه في مواجهة قواعد اللعب المالي النظيف وضغوط الاستدامة المالية في البريميرليج.

هذا الوضع أجبر الإدارة على تبني سياسة أكثر تحفظًا، حيث لم ينفق النادي سوى 30 مليون يورو، في مقابل إيرادات بلغت 55 مليونًا، ورغم أن هذه المقاربة تقلل المخاطر المالية، إلا أنها قد تحد من قدرة الفريق على منافسة الكبار فنيًا.

نادي جيرونا

جيرونا.. إنفاق محدود في الليجا

في إسبانيا، واصل جيرونا المملوك جزئيًا لمجموعة سيتي نهجه المتحفظ، مكتفيًا بإنفاق 27 مليون يورو فقط، وهو ما يؤكد أن فلسفة النادي لا تزال قائمة على تطوير المواهب أكثر من شراء النجوم، بما يتناسب مع طموحاته الواقعية داخل الليجا.

مؤخرًا، تيقنت تلك الأندية أن الاستثمار في المواهب وأصحاب المهارات أساس من ضمن أساسيات المستقبل، مما يضمن لتلك الأندية منافسة طويلة وتاريخ رياضي عامر بالإنجازات. 

اقرأ أيضًا:

التكنولوجيا تغير قواعد اللعبة، 130 مليار دولار على طاولة الرياضة

الإيرادات.. تراجع لافت رغم الصفقات الكبرى

على الرغم من الإنفاق الكبير، إلا أن الأندية العربية المملوكة في أوروبا سجلت تراجعًا في إيرادات بيع اللاعبين بنسبة 23.7%، إذ جمعت 380 مليون يورو فقط مقارنة بـ497.5 مليون في صيف 2024.

هذا التراجع يعود أساسًا إلى تحفظ أستون فيلا وانكماش مبيعات مانشستر سيتي، في وقت ظل فيه نيوكاسل الاستثناء الوحيد بفضل صفقة إيزاك. 

وهنا يظهر التباين الواضح بين أندية اختارت المغامرة مثل نيوكاسل والسيتي، وأخرى فضلت ضبط النفقات مثل باريس سان جيرمان وأستون فيلا.

استثمارات رياضية 

استثمارات رياضية أم صناعة اقتصادية؟

يوضح المشهد العام لسوق انتقالات صيف 2025 أن الملكية العربية للأندية الأوروبية لم تعد مجرد استثمار رياضي بحت، بل أصبحت جزءًا من صناعة اقتصادية كبرى تتطلب موازنة دقيقة بين الطموح الرياضي والاستدامة المالية.

ففي حين قاد نيوكاسل طفرة مالية غير مسبوقة، حافظ باريس سان جيرمان على سياسة عقلانية مستوحاة من خبرة الماضي، بينما تراجع أستون فيلا خطوة للخلف حمايةً لمستقبله المالي، أما مانشستر سيتي، فقد اختار المغامرة بإنفاق ضخم سعيًا للعودة إلى القمة.

المحصلة أن الأندية المملوكة عربيًا أثبتت أنها باتت لاعبًا رئيسيًا في تشكيل خريطة كرة القدم العالمية، ليس فقط من بوابة الملاعب، بل من بوابة الاقتصاد أيضًا.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search