التكنولوجيا تغير قواعد اللعبة، 130 مليار دولار على طاولة الرياضة

الثلاثاء، 26 أغسطس 2025 12:51 ص

التكنولوجيا الرياضية

في عالم يسير بخطى متسارعة نحو الرقمنة، لا تزال صناعة الرياضة، رغم ضخامتها وتأثيرها العالمي، متأخرة نسبيًا في تبني التكنولوجيا، لكن هذا التأخر لا يعني غياب الفرص، بل العكس تمامًا.

وفقًا لتقرير حديث من مؤسسة مورجان ستانلي Morgan Stanley، فإن سد الفجوة الرقمية قد يضيف ما يقرب من 130 مليار دولار سنويًا إلى عائدات هذه الصناعة، أي بزيادة تصل إلى 25%.

صناعة بمليارات.. لكنها متعطشة للتطوير

بلغت مبيعات صناعة الرياضة العالمية نحو 521 مليار دولار في عام 2024، بمعدل نمو سنوي 8%، وعلى الرغم من هذا النمو القوي، يشير التقرير إلى أن الصناعة لم تستفد بعد من كامل إمكانياتها الرقمية.

فعلى سبيل المثال، لا تستخدم سوى 30% من شركات الرياضة أدوات التكنولوجيا لتخصيص الحملات التسويقية، مقارنة بـ92% في قطاع التجزئة، هذا التفاوت يبرز الفجوة التي يجب معالجتها.

"من المدرجات للمحفظة"، كيف تحولت الرياضة لأداة تسويق لا تُهزم؟

محركات التحول من المال إلى الشباب

ثلاثة عوامل رئيسية يمكن أن تسرع من رقمنة قطاع الرياضة:

رأس المال المؤسسي: دخول صناديق الاستثمار، بما فيها صناديق الثروات السيادية ورؤوس الأموال الخاصة، يضخ أموالاً جديدة يمكن أن توجه نحو التحول الرقمي، مما يرفع من قيمة الأصول الرياضية ويزيد من العائدات.

الديموغرافيا: الأجيال الشابة تطالب بتجارب رقمية أكثر عمقًا وتفاعلية، وهي على استعداد لإنفاق المزيد من أجلها، والجيل الجديد لا يشاهد الرياضة فقط، بل يتفاعل معها عبر التطبيقات، والألعاب، والبث المباشر.

التوزيع الرقمي: عمالقة التكنولوجيا بدأوا في دخول عالم حقوق بث المباريات، هذا الاتجاه، يمكن أن يحول بطولات إقليمية إلى علامات تجارية عالمية، كما حدث مع بعض الرياضات مثل "الفورمولا 1" التي استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المشاهدة ورفعت نسبة المشاهدات على منصاتها الرقمية بنسبة 40%.

ميزة الندرة.. عندما تكون اللحظة لا تعوض

في زمن تزداد فيه وفرة المحتوى الترفيهي بفضل الذكاء الاصطناعي، تحتفظ الرياضة بميزة فريدة، ألا وهى ميزة الندرة الحية.

المباريات لا يمكن إنتاجها أو تكرارها لاحقًا، هذه الندرة تُترجم إلى ميزة فريدة تجعل من الرياضة أكثر جذبًا للمشاهدين مقارنة بالمحتوى المسجل، وتمنحها فرصة استثنائية لتعزيز الإيرادات.

لكن هذه العلاوة لن تستغل بالكامل دون استثمار حقيقي في التكنولوجيا، مثل تحسين التجارب داخل الملاعب من خلال تذاكر ذكية، أو تحليل سلوك الجمهور باستخدام البيانات الكبيرة لتخصيص المحتوى والعروض.

الرياضات الإلكترونية السعودية، استثمار استراتيجي يعيد تشكيل الاقتصاد والمكانة العالمية

أين تكمن الفرص؟

وفقًا لتقديرات مورجان ستانلي Morgan Stanley، يمكن للتكنولوجيا أن تعزز الإيرادات في ثلاثة محاور رئيسية:

مبيعات الفعاليات الحية: تشكل حاليًا ما يقرب من نصف دخل الصناعة، ويمكن أن ترتفع بنسبة 21% مع استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل أسعار التذاكر بحسب حالة الطقس أو أهمية المباراة.

إيرادات الإعلام: يمكن أن تزيد بنسبة 36% عبر توزيع رقمي أوسع وأكثر تخصيصًا، عن طريق بث تفاعلي، وتحليلات لحظية، وإعلانات موجهة بحسب اهتمامات المشاهد.

أنشطة التفاعل الجماهيري: مثل ألعاب الفانتازي والمراهنات والألعاب الإلكترونية، وهذه يمكن أن ترتفع بنسبة 23% عبر تجارب أكثر تخصيصًا وتفصيلاً.

مستقبل الرياضة يبدأ الآن

الرياضة لم تعد فقط ما يحدث على أرض الملعب، بل كيف يُستهلك هذا الحدث رقميًا، وفي عالم يعتمد على التحليل الفوري، وتجربة المستخدم، ومقاطع الفيديو القصيرة، لا بد من أن تعيد الرياضة تعريف نفسها.

الاستثمار في الرقمنة ليس خيارًا ترفيهيًا، بل ضرورة اقتصادية، وإذا ما تم استغلال هذا التحول بالشكل الصحيح، فإننا أمام صناعة يمكن أن تعيد تشكيل نفسها لتصبح أقرب إلى جمهورها، وأكثر جاذبية لمستثمريها، وأكثر ربحًا للجميع.

في ظل هيمنة الذكاء الاصطناعي على كافة مناحي الحياة، تبرز العبرة كوضوح الشمس، ومن يتأخر عن الرقمنة في هذا المسار، يخسر المباراة قبل أن تبدأ.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.