قرصنة البث تهدد عائدات كرة القدم الإسبانية، «لاليجا» تخوض حربًا تتجاوز الملاعب

السبت، 16 أغسطس 2025 02:21 م

الدوري الإسباني

مع انطلاق موسم 2026/2025، لا يقتصر التحدي الأكبر الذي تواجهه رابطة الدوري الإسباني "لاليجا" على نتائج الفرق في الملعب، بل يتعداه إلى معركة شرسة خارج المستطيل الأخضر، وعي القرصنة الرقمية، التي تكبد الأندية الإسبانية خسائر سنوية تتراوح بين 600 و700 مليون يورو، وفقًا لتقديرات الرابطة.

وبينما ينظر البعض إلى المحتوى المقرصن كوسيلة مجانية لمتابعة المباريات، تُحذر لاليجا من أن هذه الظاهرة ليست فقط تهديدًا اقتصاديًا، بل أمنيًا وقانونيًا أيضًا، يطال المشجع قبل المنصة.

نزيف مالي يهدد النموذج الاقتصادي للكرة الإسبانية

يشكل بيع الحقوق السمعية والبصرية العمود الفقري لاقتصاد أندية الليجا، حيث تعتمد غالبية الأندية بشكل كبير على عائدات البث التلفزيوني كمصدر رئيسي للتمويل، إلى جانب إيرادات الرعاية وتذاكر المباريات.

ففي موسم 2023/2024 على سبيل المثال، تجاوزت عائدات حقوق البث 2 مليار يورو، توزع بنسب متفاوتة بين الأندية.

وبالتالي، فإن فقدان ما يصل إلى 700 مليون يورو سنويًا بسبب القرصنة، يعني ببساطة ضربًا مباشرًا في صميم قدرة الأندية على التعاقد مع نجوم، وتطوير المواهب، أو حتى سداد التزاماتها المالية.

وتزداد أهمية هذا الرقم عند وضعه في سياق الهياكل المالية الهشة لبعض الأندية المتوسطة والصغيرة، التي قد تجد نفسها مضطرة لتقليص النفقات أو التفريط في لاعبين محوريين لسد العجز.

كرة القدم ليست رفاهية ولكن اقتصاد يربح المليارات

شبكات قرصنة منظمة.. وأسلحة ومخدرات وراء الستار

ما كشفته لاليجا من خلال تعاونها مع وكالات دولية مثل يوروبول، هو أن القرصنة لم تعد هواية فردية، بل نشاط منظم تديره شبكات إجرامية عابرة للحدود، توظف البث غير القانوني كواجهة لأعمال أكثر خطورة مثل الاتجار بالمخدرات، وغسيل الأموال، وسرقة البيانات.

عملية كراتوس التي فككت شبكة عالمية توزع أكثر من 2500 قناة غير قانونية على 22 مليون مستخدم، ليست سوى مثال على حجم التهديد، حيث صادرت السلطات أسلحة وعملات مشفرة، ما يشير إلى الطبيعة المعقدة لهذا النشاط.

المُشاهد.. الضحية المستهدفة

رغم أن كثيرًا من المشجعين ينجذبون نحو البث المقرصن بحثًا عن المجانية، فإن لاليجا تحذر بشدة من أن هؤلاء المشاهدين قد يكونون الهدف الحقيقي، فالمواقع غير الرسمية تحمل المستخدمين برمجيات خبيثة مثل:

برامج تجسس لتسجيل كلمات المرور،
أدوات للوصول إلى الكاميرات،
برامج فدية تطلب أموالاً لفك التشفير عن ملفات المستخدمين.

وهذا لا يُعرض المستخدم فقط لمخاطر مالية مباشرة، بل يضع بياناته العائلية والمصرفية والشخصية في مهب الريح.

تأثير على قيمة السوق وحقوق البث

القرصنة لا تؤثر فقط على العائدات الحالية، بل تضعف قيمة السوق الإجمالية لحقوق البث المستقبلية، فشركات البث الكبرى لا تدفع أسعارًا مرتفعة لحقوق يمكن الوصول إليها مجانًا من خلال قنوات غير قانونية.

وهذا ما قد يضغط على عقود حقوق البث القادمة، ليس في إسبانيا فحسب، بل في الأسواق العالمية المرتبطة، كما يضعف ذلك قدرة لاليجا على التفاوض مع شركات البث في مناطق مثل أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط، حيث تنتشر القرصنة بشكل أوسع.

كرة القدم.. صناعة المليارات التي لا تعرف صافرة النهاية

تعاون دولي.. ودور عربي متزايد

ضمن جهودها، تواصل لاليجا العمل مع حكومات عربية مثل السعودية، الإمارات، قطر، المغرب، العراق ومصر، لحظر المواقع المقرصنة وتنفيذ حملات توعية.

وعلى الرغم من تفاوت مستويات التعاون، فإن المنطقة العربية تمثل سوقًا حيوية للبث الرياضي، مما يعزز الحاجة لتأمينها من ظاهرة القرصنة.

اللافت أن الرابطة لم تكتفِ بالحملات الإعلامية، بل لجأت إلى عمليات تنفيذية صارمة، مثل "العملية 404"، التي أدت إلى إغلاق مئات المواقع في أمريكا اللاتينية وتوقيف متورطين.

معركة وجود لا خيار فيها

لم تعد قضية القرصنة مجرد سرقة بث، بل أصبحت تهديدًا متكامل الأبعاد لمنظومة كرة القدم الحديثة، من اللاعبين حتى المشجعين.

لاليجا تدرك أن مستقبلها المالي والرياضي مرتبط مباشرة بإيقاف هذا النزيف، ولهذا تخوض المعركة على جميع الجبهات، القانونية، التقنية، الأمنية، والدبلوماسية، أما الرسالة الأبرز فهي، المحتوى المجاني ليس مجانيًا فعلاً.. وفي عصر الرقمنة، قد تكون أنت الثمن.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.