الجمعة، 22 أغسطس 2025

07:43 م

بين انكماش العلاقات مع واشنطن وتحديات الهيمنة الصينية.. أوروبا في مفترق طرق تجاري

الجمعة، 22 أغسطس 2025 05:45 م

الحرب التجارية

الحرب التجارية

في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي اضطرابًا غير مسبوق نتيجة التوترات الجيوسياسية والمنافسة التجارية الحادة، تجد أوروبا نفسها أمام تحدٍ محوري، كيف تعيد رسم خريطة علاقاتها الاقتصادية بعيدًا عن الولايات المتحدة، وذلك في مواجهة صعود الصين وقوى ناشئة أخرى؟

 

تراجع التبادلات مع الشريك الأمريكي

ورغم أن العلاقات التجارية بين ضفتي الأطلس لطالما شكلت ركيزة للاقتصاد الأوروبي، إلا أن الأرقام تكشف واقعًا مختلفًا اليوم، فقد انخفضت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بنسبة 10% في يونيو الماضي، مقارنة بالعام السابق، ليسجل الفائض التجاري تراجعًا حادًا من 12.7 مليار يورو إلى 1.8 مليار فقط.

وهذا التقلص، لا يعكس فقط تباطؤًا في التبادل، بل يكشف هشاشة المنظومة التجارية الأوروبية، أمام قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة، فالتعرفة الجمركية المفروضة حاليًا على واردات أمريكية من سلع أوروبية، تتراوح بين 12 و16%، بحسب تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الأمر الذي يضع الصناعات الأوروبية، أمام تكلفة إضافية ويقلص قدرتها التنافسية في السوق الأمريكي.

اقرأ أيضًا:-

ترامب يعيد تشكيل الاقتصاد الأمريكي، هل بدأ عصر "الدولة الرأسمالية"؟

الصين وأمريكا

 

لاغارد.. "أوروبا بحاجة لآفاق تجارية جديدة"

وسط هذا المشهد دعت لاغارد، خلال جلسة في المنتدى الاقتصادي العالمي في جنيف، إلى ضرورة إعادة توجيه البوصلة التجارية الأوروبية نحو مناطق خارج المنظومة الغربية التقليدية، وتحديدًا نحو أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وأكدت أن اقتصاد منطقة اليورو الموجه للتصدير، لا يمكنه الاعتماد على شريك واحد، حتى لو كان بحجم الولايات المتحدة، كما شددت على أهمية الحفاظ على سعر اليورو في مستويات منخفضة، لضمان استمرارية الزخم التصديري الأوروبي، باعتباره محركًا للنمو الرئيسي في القارة.

حرب تجارية

 

بيئة اقتصادية متقلبة

ويبقى عدم اليقين، هو العامل الأبرز المسيطر على الأسواق الأوروبية، فرغم توقيع اتفاقيات تجارية جديدة، إلا أن البيئة السياسية غير المتوقعة، كما وصفتها لاغارد، تضعف مفاعيل هذه التفاهمات، خاصة في ظل تعرفة جمركية مرتفعة على قطاعات إستراتيجية مثل:- (الأدوية وأشباه الموصلات).

أما البنك المركزي الأوروبي من جهته، فيعتزم الإبقاء على سعر الفائدة عند 2% في اجتماعه المقبل، مواصلًا سياسة الانتظار والمراقبة، بعد حملة تخفيضات امتدت لعام كامل، وأما المؤشرات الحالية فلا ترجح تحركًا فوريًا، لكن بعض الأصوات داخل البنك، لا تستبعد خطوات إضافية إذا استمر ضعف النمو.

اقرأ أيضًا:-

رسوم جمركية على كل شحنة، قرار جديد يهز سوق الشحن الأوروبي الأمريكي

الصين.. المنافس الأكبر

وفي مواجهة هذا المشهد، تستمر الصين في تعزيز حضورها العالمي من خلال مبادرة الحزام والطريق، والتي مكنت بكين من ترسيخ وجود اقتصادي قوي، خصوصًا في القارة الإفريقية، وعلى النقيض، تظهر أوروبا متأخرة في سباق النفوذ، رغم إطلاق عدة برامج تنموية وتجارية لم تحقق الأهداف المرجوة.

أضاع الاتحاد الأوروبي فرصة ذهبية، لتعزيز حضوره الاقتصادي في إفريقيا والمنطقة العربية، وذلك بسبب فشل اتفاقيات التعاون مع مجموعة دول إفريقيا والكاريبي والباسفيك، في تحقيق اختراقات حقيقية في الأسواق المستهدفة.

صراع تجاري بين أمريكا وأوروبا

 

أوروبا تبحث عن متنفس

وتتزايد الضغوط، والخيارات تضيق، لكن الفرص ما زالت متاحة أمام أوروبا، بشرط التحرك السريع والفعال، وتعزيز العلاقات مع اقتصادات أسيا النامية مثل:- (الهند وكوريا الجنوبية)، وتوسيع الاستثمارات في الأسواق البديلة كأميركا اللاتينية، التي باتت خيارًا إستراتيجيًا لا ترفًا.

وفي عالم تقوده المنافسة التجارية والسيطرة على سلاسل الإمداد، يبدو أن أوروبا مطالبة اليوم بأكثر من مجرد خطابات وتصريحات، إنها أمام لحظة حاسمة تعيد فيها التموضع على الخارطة الاقتصادية العالمية، أو تخسر مزيدًا من الأرض لصالح قوى صاعدة، تعرف جيدًا كيف تلعب لعبة النفوذ.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search