ترامب يعيد تشكيل الاقتصاد الأمريكي، هل بدأ عصر "الدولة الرأسمالية"؟
الخميس، 21 أغسطس 2025 11:44 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
ميرنا البكري
ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في ولايته الثانية ليس مجرد تعديلات اقتصادية أو رسوم جمركية كما التي حدثت من قبل، بل تحول جذري في علاقة الحكومة الأمريكية بالشركات الكبرى، فقرر استخدام “أدوات الدولة”، لكي يضغط على شركات التكنولوجيا والصلب والمعادن، وحتى يدخل شريك معهم بشكل مباشر، وذلك يحدث لأول مرة بهذا الشكل في تاريخ أمريكا الحديث، مما يثير تساؤل، هل تتحول أمريكا للنموذج الصيني في إدارة الاقتصاد؟

ترامب يقتحم عالم الرقائق، صفقة 15% مع إنفيديا وAMD
هناك خطوة قلبت السوق الفترة الأخيرة، وهي إعلان ترامب أن شركتي "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" سيدفعون 15% من إيرادات مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي للصين لصالح الحكومة الأمريكية.
والهدف المعلن، دعم الأمن القومي وتقوية موقف أمريكا في سباق التكنولوجيا مع الصين، مما أثار القلق في نفوس المستثمرين، كما بدأت الأسواق تقلق من أن يصبح هذا بداية لسلسلة “ادفع لكي تعمل”، والخطر إذا تم تعميم هذه السياسة، فقد تدمر بيئة الاستثمار للشركات التي لديها عندها تعاملات دولية.
إنتل، من أيقونة سيليكون فالي لشريك الحكومة
ليس كذلك فقط، فالبيت الأبيض يدرس أن يستحوذ على 10% في "إنتل"، مما يعني أن الحكومة ستصبح أكبر مساهم في الشركة، والهدف هنا إنقاذ خطة إنشاء مصنع ضخم للرقائق في أوهايو، الذي يعتبر حجر أساس لإحياء الصناعة داخل أمريكا، واللافت أن "سوفت بنك" اليابانية قامت بشراء أسهم في إنتل بـ 2 مليار دولار فجأة.
وهذا الوضع يشبه ما حدث في الأزمة المالية 2008، حينما أنقذت الحكومة شركات السيارات والبنوك، لكن الفرق أن إنتل ليس على وشك الانهيار.
من الرقائق للصلب، السهم الذهبي من نيبون ستيل
حصلت إدارة ترامب على "السهم الذهبي" من نيبون ستيل اليابانية، والذي يعطي الرئيس سلطة مباشرة في قرارات “يونايتد ستيتس ستيل”، مما يعني أن الحكومة لا تقدم مجرد أموال، لكن تحدد من الرابح ومن الخاسر، وبالتالي يهدد مبدأ السوق الحرة التي كانت تفتخر به أمريكا دائمًا.
أدوات ترامب الاقتصادية الجديدة، من الرسوم الجمركية لشراء الأسهم
في ولايته الأولى، استخدم ترامب أدوات تجارية قديمة، مثل رسوم البند 301 ضد دول كاملة مثل الصين، ورسوم البند 232 ضد قطاعات مثل الصلب والسيارات.
والآن لا يرفع الرسوم فقط، بل يشتري حصص ويفرض شروط على الشركات، كما يعتقد محللونمثل بيتر هاريل، أن ترامب يدفع الحدود القانونية لأقصى مدى، وهذا اتجاه لم يفعله حتى في فترته الأولى.
المخاطر والقلق في وول ستريت
المستثمرون:- في حالة ارتباك لأن أي شركة تعمل مع الصين أو لديها تكنولوجيا متقدمة قد تجد نفسها تحت ضغط مشابه.
يقول الخبراء أن هذا الوضع "منطقة مجهولة" و"عدم يقين" لأن الحكومة الأمريكية لم تعتاد على التدخل بهذا الشكل إلا في أزمات طارئة، كما يعتقد بعض المحللون أن هذا نموذج شبيه بالنظام الصيني الذي يخلط بين الدولة والسوق.
التوقعات والنتائج المحتملة
1.من المتوقع حدوث قفزة في بعض أسهم الشركات التي ستدعمها الحكومة مثل إنتل، وقد يحقق المستثمرون أرباح سريعة، لكن المخاطر تظل موجودة.
2.التوسع في التدخل الحكومي سيجعل بعض الشركات الأجنبية والأمريكية تقلل الاستثمار في أمريكا، وقد ترد الصين بإجراءات انتقامية ضد الشركات الأمريكية.
3.احتمالية تغير جذري في نموذج الاقتصاد الأمريكي، من السوق الحرة لاقتصاد به تدخل حكومي مباشر.
إذا نجحت هذه التجربة، فقد يقود "أبطال وطنيين" جدد، الصناعة بدعم الدولة، لكن إذا فشلت، فسيتحمل دافعي الضرائب الفاتورة.
اقرأ أيضًا:
لدعم صناعة الرقائق الأمريكية، إدارة ترامب تدرس الاستحواذ على حصة في إنتل
المفترس الأكبر، كيف أعادت واشنطن رسم خريطة التجارة العالمية؟

ختامًا، سياسة ترامب الجديدة جريئة للغاية، وتكسر قواعد اللعبة التي تخطو أمريكا عليها منذ عقود، وبالفعل أنها قد تحقق مكاسب استراتيجية واقتصادية على المدى القريب، لكنها في نفس الوقت تضع السوق الأمريكية على مسار غير مألوف مليء بالمخاطر، والسؤال الهام الآن، هل هذا بداية "عصر ذهبي" كما يقول البيت الأبيض؟ أم خطوة أولى نحو فوضى اقتصادية بسبب تدخل الدولة المفرط؟
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
سوق الأقمشة الذكية ينفجر، بين تكنولوجيا النانو ومستقبل الرعاية الصحية
21 أغسطس 2025 03:18 م
ابتكار أم استغلال، هل تحول التكنولوجيا العلاقات الإنسانية إلى سلعة؟
21 أغسطس 2025 02:38 م
صناديق الاستثمار.. أداة استراتيجية لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030
20 أغسطس 2025 08:26 م
أكثر الكلمات انتشاراً