الخميس، 21 أغسطس 2025

03:31 ص

هل يربك ضعف الدولار الأمريكي معادلة النفط والاقتصاد الخليجي؟

الأربعاء، 20 أغسطس 2025 07:23 م

دول مجلس التعاون الخليجي

دول مجلس التعاون الخليجي

بينما يتواصل تراجع الدولار الأمريكي منذ بداية عام 2025، تتسارع النقاشات في الأوساط الاقتصادية حول تداعيات هذا الانخفاض على الاقتصادات العالمية، ولا سيما اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي التي ترتبط عملاتها بشكل وثيق بالدولار.

ضعف الدولار الأمريكي

فبعد ارتفاع مؤقت للعملة الأمريكية قبيل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولايته الثانية في يناير، سرعان ما عاد الدولار للهبوط بفعل سياسات تجارية اتسمت بالتقلب والعدائية، ما أثار قلق المستثمرين وأعاد رسم المشهد النقدي العالمي.

تراجع حاد للدولار

يتداول الدولار حاليًا عند 1.17 دولار لليورو، وهو أدنى مستوى له في أربع سنوات، متكبدًا خسائر تجاوزت 11% منذ بداية العام. 

كما انخفض بنسبة 7% أمام الجنيه الإسترليني، و6% أمام الين الياباني، في ظل توقعات بأن يواصل مساره النزولي ليصل إلى 1.23 دولار لليورو بحلول نهاية العام.

واستمرار ضعف بيانات سوق العمل الأمريكية قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض إضافي في أسعار الفائدة، وهو ما سيزيد الضغط على الدولار.

اقرأ أيضًا:

احتياطيات البترول في دول الخليج، ما ترتيب السعودية والكويت؟

نعمة ونقمة لدول الخليج

تواجه دول الخليج موقفًا معقدًا إزاء هذا التراجع، فبينما يوفر ضعف الدولار بعض المكاسب، إلا أنه يفرض تحديات لا يمكن تجاهلها.

من الجانب الإيجابي، يساهم انخفاض الدولار في تعزيز جاذبية العقارات الخليجية، خصوصًا في دبي، للمستثمرين القادمين من أوروبا وآسيا، إذ باتت أسعار العقارات المقومة بالدولار أقل تكلفة للمشترين الذين يتعاملون بعملات أقوى، ما يدعم السوق العقاري المزدهر أصلاً.

لكن هذا المكسب يقابله تساؤل جوهري: "هل ترغب حكومة دبي في خفض أسعار الفائدة أكثر في وقت يشهد فيه السوق العقاري طفرة قوية ونموًا مرتفعًا في الإقراض؟"

العملات الخليجية في مواجهة الدولار

مكاسب لسوق الدين السعودي

بالنسبة للسعودية، يعد تراجع الفائدة الأمريكية المرتبطة تلقائيًا بالفائدة الخليجية بسبب ارتباط العملات فرصة لتوسيع الاقتراض بتكاليف أقل.

ومع سعي المملكة لتمويل مشاريع رؤية 2030، فإن انخفاض تكلفة الدين يشكل عاملاً داعمًا للمالية العامة، مما يمنح ثقة للمستثمرين بوجود بيئة استثمارية سليمة.

اقرأ أيضًا:

ثروات الخليج تتحدى الأزمات، من صواريخ إيران إلى قلب النظام المالي العالمي

ضغوط تضخمية متزايدة

على الجهة الأخرى، فإن ضعف الدولار يرفع من تكلفة الواردات الخليجية القادمة من مناطق غير مرتبطة بالدولار، مثل آسيا وأوروبا، وتشير بيانات Trading Economics إلى أن الإمارات، على سبيل المثال، تستورد نحو 55% من وارداتها من آسيا، و20% من أوروبا، و14% من إفريقيا.

ومع تزايد معدلات التضخم عالميًا، يصبح هذا الارتفاع في تكلفة الاستيراد عامل ضغط إضافي على الأسعار محليًا، وقد يفتح باب النقاش حول استمرار ربط العملات الخليجية بالدولار الأمربكي.

وإذا واصل الدولار الهبوط وارتفع التضخم، فسوف يزداد الجدل حول ما إذا كان من المناسب للخليج أن يظل مرتبطًا بعملة متراجعة، وما إذا كان الدولار في طريقه إلى الانحسار.

السياحة والاستثمار الأجنبي

في الجانب المشرق، قد يستفيد قطاع السياحة الخليجي من انخفاض الدولار، إذ تصبح وجهات مثل دبي وأبوظبي أكثر جاذبية للسياح من أوروبا وآسيا الذين يحملون عملات أقوى.

أما من حيث الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فإن تأثير تذبذب الدولار محدود، إذ تبقى عوامل مثل تكلفة العمالة والبنية التحتية والأنظمة القانونية هي المحرك الأهم لقرارات الاستثمار في الخليج.

اليورو مقابل الدولار

ضغوط دولية على الدولار

إلى أن حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ساهمت في هروب بعض رؤوس الأموال الأجنبية من الأصول الأمريكية، أو على الأقل دفعت المستثمرين إلى التحوط ضد الدولار، ما زاد من ضغوط الهبوط.

وقد تخضع أكثر من تريليون دولار من الأصول الأمريكية المملوكة لأجانب حاليًا لتحوطات مالية، وهو ما يضع ضغطًا متزايدًا على الدولار، ويعزز موقف عملات أخرى كاليورو.

يبدو أن دول الخليج تجد نفسها في مفترق طرق استراتيجي، إذ يضعف الدولار الذي شكل لعقود حجر الأساس في سياساتها النقدية.

خلاصة 

وبين المكاسب في قطاعات العقار والسياحة، والمخاطر التضخمية، تبقى خيارات صناع القرار محدودة في ظل ارتباط العملات الخليجية الوثيق بالدولار.

لكن استمرار تراجع الدولار حتى نهاية 2025، كما ترجح العديد من التقديرات، قد يفرض إعادة تقييم أعمق للسياسات النقدية في الخليج.. وربما لخيارات الربط نفسها.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search