شبح الاختراقات يتعاظم، تسارع سرقة البيانات يهدد قطاع الصحة ويحفز استثمارات الأمن السيبراني

الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:54 ص

الأمن السيبراني

في وقت تتسارع فيه وتيرة الرقمنة عالميًا، كشفت دراسة حديثة صادرة عن شركة «بالو ألتو نتوركس» عن تصاعد مقلق في سرعة سرقة البيانات الإلكترونية، إذ تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بعام 2021، في مؤشر يعكس تحول الهجمات الإلكترونية إلى ساحة معركة رئيسية بين المؤسسات والمهاجمين، لا سيما في قطاع الرعاية الصحية.

وفقًا لـ«تقرير الاستجابة للحوادث الأمنية العالمية 2025»، فإن 70% من الهجمات السيبرانية في عام 2024 استهدفت أكثر من ثلاثة أهداف في آن واحد، مدفوعة باستخدام أدوات هجومية متقدمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

هذا التصعيد لا يشكل فقط تهديدًا تقنيًا، بل يحمل أيضًا أبعادًا اقتصادية عميقة قد تؤثر على استقرار واستدامة قطاعات حيوية في الاقتصادات المحلية والعالمية.

القطاع الصحي في دائرة الخطر

في قلب العاصفة، يقف قطاع الرعاية الصحية، الذي يتوقع أن يربط 80% من أجهزته الطبية بالإنترنت بحلول عام 2026.

وعلى الرغم من أن هذا التوجه يسهم في تحسين جودة الرعاية وسرعة التشخيص، إلا أنه يفتح الباب أمام مخاطر متنامية، مع وجود ثغرات أمنية كارثية في بعض الأجهزة القديمة التي لا تزال تعمل بأنظمة تشغيل منتهية الصلاحية مثل «ويندوز 7» و«إكس بي».

وتزداد الصورة تعقيدًا مع اكتشاف كلمات مرور ثابتة وغير مؤمنة مذكورة في أدلة الاستخدام، ما يجعل بيانات الفحوصات والتشخيصات عرضة للقرصنة.

هذه الثغرات تحول البنية التحتية الطبية إلى بيئة خصبة للهجمات، وتفرض تحديات ضخمة على صانعي القرار والمنظمين على حد سواء.

طفرة في الاستثمارات الخليجية لمواجهة التهديد

ردًا على هذا التصعيد، تتجه دول مجلس التعاون الخليجي إلى ضخ استثمارات ضخمة في الأمن السيبراني، إذ يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يبلغ حجم سوق الأمن الرقمي في الشرق الأوسط نحو 31 مليار دولار بحلول عام 2030.

هذا التوسع لا يعكس فقط قلقًا متناميًا من التهديدات، بل أيضًا إدراكًا متزايدًا لأهمية الأمن السيبراني كركيزة اقتصادية وأمنية في آن واحد.

الإمارات، على سبيل المثال، سجلت نحو 50 ألف هجوم سيبراني يومياً في عام 2024، ما دفع الجهات المختصة إلى إصدار «معيار أبوظبي لأمن المعلومات الصحية» (ADHICS) بهدف تعزيز حماية بيانات المرضى وتحديث السياسات لتواكب المعايير العالمية.

"الأمن السيبراني".. درع تقني وأداة محفزة للنمو المستدام

الأمن السيبراني يكلف شركات التجارة الإلكترونية 48 مليار دولار سنويًا

الذكاء الاصطناعي.. تهديد وفرصة

المفارقة أن الذكاء الاصطناعي، الذي يعزز قدرات المهاجمين على تنفيذ هجمات دقيقة وسريعة، يشكل أيضًا سلاحًا دفاعيًا بالغ الأهمية.

ووفقًا لتوصيات التقرير، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل استباقي يمكن أن يمكن المؤسسات من كشف التهديدات قبل وقوعها، وتحليل الأنماط المشبوهة، والتصدي للهجمات المعززة تقنيًا.

كما شددت الدراسة على ضرورة إجراء تمارين محاكاة دورية، ورسم خرائط تفصيلية للأصول الرقمية، مع تعزيز وعي القيادات العليا بأسس الحماية السيبرانية، ودمج ذلك مع موارد بشرية مؤهلة تواكب التطورات.

خلاصة اقتصادية

يشير تسارع سرقة البيانات إلى تحول الاختراقات السيبرانية من مجرد تهديد تقني إلى خطر اقتصادي واسع النطاق. قطاع الصحة، بما يحمله من بيانات بالغة الحساسية، يقف في الخطوط الأمامية لهذه المعركة.

وفي المقابل، تظهر تحركات اقتصادية واضحة، لا سيما في الشرق الأوسط، نحو الاستثمار المكثف في الأمن السيبراني، كأحد المسارات الحيوية لحماية الاقتصاد الرقمي الآخذ في التوسع.

لكن المعركة ليست تقنية فقط. إنها معركة وعي، واستراتيجية، وتوازن بين التقدم التكنولوجي والحوكمة الرقمية الفعالة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.