الأحد، 17 أغسطس 2025

07:42 م

الهيمنة الصناعية أم مواجهة الشيخوخة؟، «أولمبياد بكين» تكشف مستقبل العمالة بين البشر والروبوتات

الأحد، 17 أغسطس 2025 05:47 م

الروبوتات البشرية

الروبوتات البشرية

ميرنا البكري

تلعب الصين اليوم على ورقة المستقبل، أي “الروبوتات البشرية”، حيث أقامت في بكين "أولمبياد" خاصة للروبوتات، شارك فيها أكثر من 500 روبوت، يجربون مهام حياتية ورياضية، بدءًا من نقل حقائب في فندق، حتى لعب الكرة، وبالفعل، كان المشهد مليء بمواقف كوميدية، مثلا تأخر روبوت 12 دقيقة لكي يرمي القمامة، لكن خلف هذه المواقف الكوميدية، هناك مستقبل يُعد في الخفاء، خلف هذه الصورة، هناك قصة اقتصادية كبيرة، توضح سعي بكين لقيادة العالم في مجال الروبوتات البشرية، قبل عام 2027، ومن أجل هذا الطريق، ضخت وتضخ استثمارات وحوافز ضخمة، لكي تسبق الجميع.

Humanoid robots are now working side by side humans in warehouses
الروبوتات البشرية

 من المختبر للسوق، الطريق لايزال طويل

أوضحت المنافسات أن الروبوتات لا زالت بعيدة عن الكمال، ومعظم النماذج كانت بطيئة ومتعثرة، والخوارزميات لازالت في مراحل تجريبية، مما يعني أن الطريق للتحول من روبوت معملي لروبوت تجاري يعمل في فندق أو مستشفى لا يزال مليء بالتحديات.

لكن الأمر المؤكد، أن هناك تقدمًا ملحوظًا، وإن الصين لا تجرب لمجرد التجربة، بل أنها تبني قواعد صناعية وتقنية، لها أهداف واضحة، لعل أبرز هذه الأهداف، تسويق الروبوتات البشرية للعالم، والسيطرة على صناعة الروبوتات سيطرة كاملة.

 

الروبوتات والخدمة اليومية، التحدي الحقيقي

واحدة من أكثر اللحظات اللافتة، كانت وقت اختبار الروبوتات في خدمات الفنادق، فحاول روبوت، تابع لمعهد بكين للذكاء الاصطناعي، سحب حقيبة بيده، الثلاثية الأصابع، لكنه توقف أكثر من مرة، وروبوت آخر، أخطأ وهو يُلقي كيس القمامة. 

لكن في نفس الوقت، ظهر بطل جديد من شركة "UniX AI" الناشئة، حيث أنهي الروبوت الخاص بها، تنظيف غرفة فندقية في 8 دقائق فقط، وأخذ الميدالية الذهبية، وبدأت هذه الشركة فعليًا في نشر مئات الروبوتات في الفنادق بسعر 12 ألف دولار، وهو ما يشير إلى أن سوق الروبوتات في الفنادق، بدأ يؤتي بثماره، وأنه تحول من طور التجربة لطور الاستثمار.

 

الشيخوخة السكانية، السبب الاقتصادي الحقيقي

لا تستثمر الصين في صناعة الروبوتات من فراغ، بل يرجع السبب الحقيقي، بخلاف الهيمنة على الصناعة، أنها تعاني من أزمة شيخوخة ضخمة، ونقص متزايد في العمالة، فالروبوتات هناك، ليست رفاهية، بل ضرورة اقتصادية، وإذا استطاعوا وضع روبوتات بشرية في المصانع، الفنادق، وحتى المستشفيات، سيقل العبء على الاقتصاد، وسيصبح هناك ضمانة لاستدامة الإنتاج، بمعنى آخر، الروبوتات البشرية ليست مجرد تكنولوجيا، بل سياسة سكانية واقتصادية في نفس الوقت.

 

الروبوتات والرياضة، اختبار القدرات

لا تكتفي الأولمبياد بالمهام اليومية، لكن شملت أيضًا سباقات رياضية وقتالات بين الروبوتات، وهو ما ظهرًا جليًا في إحدى المشاهد، حيث قطع روبوت H1 من شركة يوني تري، سباق 1500 متر، في 6 دقائق و34 ثانية، أي نعم أن الرقم أبطئ من البشر، لكنه إنجازًا كبيرًا على المستوى التقني، الأمر الذي يوضح أن هناك تقدمًا سريعًا في قدرة الروبوتات على الحركة، وهو الأمر الأصعب في محاكاة البشر.

 

توقعات، أين يتجه السوق؟

1.على المدى القصير، من المتوقع أن تدخل الروبوتات البشرية بشكل أوسع في الفنادق والمستشفيات كخدمة مساعدة، وتبدأ أسعارها في الهبوط مع زيادة الإنتاج.

2.يُتوقع في خلال 10 سنوات، ستصبح الصين منافس قوي عالميًا، وسنرى الروبوتات في المصانع والأعمال الخطرة، والدول التي لديها شيخوخة سكانية (مثل اليابان وأوروبا) ستكون أول الزبائن.

2. على المدى الطويل، قد تتحول الروبوتات البشرية لجزء أساسي من الاقتصاد، كما حدث مع الحاسب الآلي والهاتف، لكن يظل هناك تحدٍ أخلاقي واقتصادي، فهل الروبوتات ستأخذ مكان البشر في سوق العمل أم ستخلق فرص جديدة؟

اقرأ أيضًا: 

بكين تحتضن أولمبياد الروبوتات البشرية 2025 بمشاركة عالمية غير مسبوقة

"الآلة والإنسان"، بكين تحول الروبوتات للتعامل مثل البشر بكل المجالات

Machines compete in martial arts at World Humanoid Robot Games
الروبوتات البشرية في الرياضة

ختامًا،  قد يظهر  "أولمبياد الروبوتات" في بكين، للوهلة الأولى، على أنه مهرجان تجارب طريفة، لكن الحقيقة أنه رسالة من الصين للعالم، رسالة مفادها أنها تقود ثورة الروبوتات البشرية، ورغم أن الروبوتات لا زالت تواجه صعوبة في إلقاء القمامة أو سحب الحقيبة، لكن هذه مجرد بداية، فالمتوقع آت، وانتشار الروبوتات في الفنادق والمستشفيات والمصانع مسألة وقت.

ما يحدث ليس مجرد سباق تكنولوجي، بل منافسة اقتصادية وسياسية على من سيكون مستقبل “العمالة الصناعية الجديدة”،  البشر أم الروبوتات.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search