استثمار مستقبلي 5 تريليونات دولار، من الرابح الأكبر في سوق الروبوتات البشرية؟

الأحد، 13 يوليو 2025 05:32 م

الروبوتات البشرية

في ظل التسارع الهائل في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يلوح في الأفق سوق اقتصادي جديد واعد يعرف باسم الروبوتات البشرية Humanoids، وهي روبوتات تتسم بصفات الإنسان الشكلية والسلوكية، كالقدرة على المشي والتفاعل والحركة عبر أطراف تشبه اليدين والقدمين، مدعومة بعقول رقمية تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة.

ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة مورجان ستانلي المتخصصة في الأبحاث المالية، فإن حجم سوق الروبوتات البشرية قد يتجاوز 5 تريليونات دولار بحلول عام 2050، بما يشمله من عمليات التصنيع، وسلاسل التوريد، وخدمات الإصلاح والصيانة والدعم الفني.

اعتماد الروبوتات البشرية

وأشار تقرير مؤسسة مورجان ستانلي، إلى أن اعتماد الروبوتات البشرية يكون بطيئًا حتى منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، ليتسارع بشكل ملحوظ في الفترة بين أواخر الثلاثينيات وأربعينيات القرن، مدفوعًا بتحسينات تقنية ودعم تنظيمي واجتماعي أكبر.

ووفقًا لتحليل "آدم جوناس"، رئيس وحدة أبحاث السيارات العالمية لدى مورجان ستانلي، فإن الروبوتات البشرية ستبدأ في لعب دور فعّال مع نضوج التكنولوجيا وتراجع تكلفتها.

أكثر من مليار روبوت بشري بحلول 2050.. الصين في المقدمة

وأشارت التقارير إلى أن عدد الروبوتات البشرية حول العالم قد يتجاوز مليار وحدة بحلول عام 2050، وسوق يستخدم 90% منها تقريبًا في الأغراض الصناعية والتجارية، مثل أداء المهام المتكررة والبسيطة في بيئات منظمة.

وتتصدر الصين هذا السباق حاليًا بدعم واسع من الحكومة، ومن المرجح أن تضم 302.3 مليون روبوت بحلول عام 2050، مقابل نحو 77.7 مليون في الولايات المتحدة، ما يعكس اتساع الفجوة بين القوتين في هذا المجال.

الاستخدام المنزلي للروبوتات محدود حتى الآن

وقال جوناس، أن التوقعات بشأن استخدام الروبوتات البشرية في المنازل أكثر تحفظًا، ومن المتوقع أن يصل عدد الروبوتات المنزلية إلى نحو 80 مليون وحدة فقط بحلول 2050.

ويرتبط تعميم الاستخدام المنزلي بتقدم تكنولوجي في مكونات الهاردوير ونماذج الذكاء الاصطناعي، إلى جانب انخفاض الأسعار، وتزايد القبول المجتمعي والتنظيمي لاستخدام هذه الروبوتات في البيئات الشخصية.

أسعار الروبوت تنخفض مع التوسع في الإنتاج

ورغم تعقيدها التقني وارتفاع تكلفتها، أوضحت شركة مورجان ستانلي أن الأسعار مرشحة للتراجع بمرور الوقت. فبينما بلغ سعر الروبوت الواحد نحو 200 ألف دولار في 2024 بالدول ذات الدخل المرتفع، من المتوقع أن ينخفض إلى 150 ألف دولار بحلول 2028، ثم إلى 50 ألف دولار في 2050.

وفي الدول ذات الدخل المنخفض، ومع الاعتماد على سلاسل التوريد الصينية، قد تنخفض تكلفة الروبوت الواحد إلى 15 ألف دولار فقط، أما في الولايات المتحدة، يتراوح معدل انتشار الروبوتات بين 3% للأسر التي يتراوح دخلها بين 50 ألف و75 ألف دولار، وقد تصل نسبة اختراق السوق إلى 10% من الأسر، أي ما يعادل 15 مليون روبوت منزلي بحلول 2050.

وعلى الرغم أن الصين من المرجح أن تمتلك أكبر عدد من الروبوتات، إلا أن 3% فقط من الأسر من المرحج أن تمتلك روبوت، ومن المتوقع أن يصل إجمالي عدد الروبوتات إلى حوالي 4 ملايين وحدة.

الصين توسّع تفوقها في صناعة الروبوتات البشرية

وقال تشينج زونج Sheng Zhong، رئيس وحدة أبحاث القطاع الصناعي في مورجان ستانلي، فإن الصين تتفوق بشكل متزايد في دعم ما يعرف بـ"الذكاء الاصطناعي المتجسد" embodied AI ، بفضل التسهيلات الحكومية الضخمة، وتطور البنية التحتية التصنيعية، والتركيز على الابتكار.

ويعمل المصنعون الصينيون حاليًا على تطوير مكونات أكثر دقة وكفاءة من خلال استخدام مواد جديدة وهياكل تصميمية متقدمة، مع تحسين العمليات الصناعية ودمج نماذج ذكاء اصطناعي متطورة.

وعلى الجانب الآخر، تواجه الولايات المتحدة تحديات في تأمين العديد من مكونات الروبوتات، مثل المحركات، والبطاريات، والمثبتات، والتي ما زال معظمها يصنع في الصين أو شرق آسيا، ما يجعل استمرار المنافسة يتطلب تغييرات جذرية في السياسات الصناعية والتعليمية الأمريكية.

التحدي المقبل.. السباق نحو "الخادم الآلي" في المنازل

في الوقت الذي تتجه فيه معظم الاستثمارات حاليًا إلى الروبوتات الصناعية، تتوقع مؤسسة مورجان ستانلي أن يشهد العقد المقبل تسارعًا في تطوير الروبوتات متعددة الاستخدامات القادرة على أداء مهام منزلية متنوعة، مثل الطبخ، والتنظيف، والمساعدة في العناية الصحية.

ثورة الروبوتات البشرية.. التحديات والفرص

لكي يتحقق التحول الحقيقي نحو الروبوتات البشرية، يجب التغلب على تحديات تقنية ومالية واجتماعية كبيرة. التكلفة، ومعدلات القبول الاجتماعي، والتحديات التقنية هي العوامل التي ستحدد سرعة انتشار هذه التكنولوجيا، ومع ذلك، فإن السوق المستقبلي للروبوتات البشرية يبدو واعدًا، حيث تتصدر الصين المشهد وتتنافس مع الولايات المتحدة.

في ظل هذه التطورات، يتعين على المستثمرين وصانعي السياسات ومطوري التكنولوجيا الاستعداد مبكرًا لهذه الثورة الصناعية الجديدة التي قد تغير بشكل جذري مستقبل العمل والإنتاج والحياة اليومية.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.