الخميس، 14 أغسطس 2025

04:18 م

"ديب سيك" والتحديات التقنية، هل تكسر الصين حاجز الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية؟

الخميس، 14 أغسطس 2025 01:31 م

DeepSeek

DeepSeek

ميرنا البكري

في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، تحاول الصين بكل قوتها كسر الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية، خاصةً في الرقائق (المعالجات) التي تعتبر قلب أي نظام ذكاء اصطناعي، لكن تكشف قصة شركة "ديب سيك" (DeepSeek) الأخيرة إلى أي مدى يمتلىء هذا الطريق بتحديات تقنية واقتصادية، وإلى أي مدى قد يؤدي تأخير لخسارة الشركات لفرص لسثمارية.

بين ترامب وشي، حرب التكنولوجيا لا تنتهي بين أمريكا والصين - إيجي إن
حرب التكنولوجيا بين الصين وأمريكا

 بداية الحكاية، دعم حكومي وتوجيه استراتيجي

بعد أن أطلقت “ديب سيك” نموذجها السابق "آر 1" في يناير، شجعتها السلطات الصينية أن  تعتمد على شرائح "أسند" من هواوي بدلًا من معالجات إنفيديا الأمريكية، والهدف دعم الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الغرب، وسبب ذلك القيود الأمريكية على تصدير الشرائح المتقدمة للصين، خاصةً شرائح إنفيديا.

 مشكلة تقنية تكلف ملايين

أثناء تدريب نموذج "آر 2" على شرائح هواوي، ظهرت مشاكل متكررة:-

1.ضعف الاستقرار، فالنظام يتعطل أثناء التدريب.

2.بطء الاتصال بين الشرائح، مما يزود زمن المعالجة بشكل كبير.

3.برامج أقل كفاءة وتستهلك وقت وطاقة أكثر لتحقيق نفس النتائج التي تصل لها إنفيديا.

والنتيجة، اضطرت الشركة لإعادة استخدام إنفيديا في التدريب، وحصر استخدام هواوي في مرحلة "الاستدلال" (Inference) فقط.

 التأخير وأثره الاقتصادي

التأخير من مايو حتى الآن ليس خسارة وقت فقط، بل خسارة "ميزة تنافسية":-

يتحرك السوق بسرعة، ويطلق المنافسون منتجاتهم، وأي تأخير يعني فقدان حصة سوقية محتملة، كما أن المستثمرين والمستخدمين الكبارقد يحولون اهتمامهم لشركات أخرى أسرع في التطوير.

 البعد الاستراتيجي، حلم الاكتفاء الذاتي

لا تحارب الصين من أجل "ديب سيك" فقط، بل تحارب في معركة أكبر، وأصبحت الرقائق المتقدمة أداة سيادة وطنية، وأمريكا تضع قيود على تصدير تقنيات إنفيديا للصين، كما تحاول بكين دفع الشركات المحلية لاستخدام شرائح "هواوي" و"كامبريكون"، لكن القصة تقول أن الفجوة التكنولوجية لازالت موجودة.

توقعات الفترة المقبلة

1. تحسين الشرائح المحلية، استثمار أكبر في البحث والتطوير  لكي تقترب “أسند” من أداء إنفيديا.

2. دمج تدريجي، قد تبدأ الشركات بمرحلة استدلال على الشرائح الصينية، ومع الوقت تنتقل للتدريب عليها.

3. ضغط حكومي أكبر، قد تزود بكين القيود على استيراد شرائح إنفيديا لإجبار السوق على التحول للمحلي.

4. شراكات دولية بديلة، فقد تبحث الصين عن شركاء غير أميركيين لتقليل الفجوة التقنية.

أبرز النتائج الرئيسية 

  1. لازالت الفجوة التقنية بين الشرائح الصينية والأمريكية كبيرة في المهام الحرجة.
  2. أي مشكلة في المعالجات تؤخر الإطلاق، مما يؤثر على الميزة التنافسية.
  3. الاستقلال التكنولوجي مكلف ويحتاج وقت أطول من المتوقع.
  4. لا يكفي الدعم الحكومي بمفرده، فلابد أن يوجد تطور حقيقي في المنتج نفسه.

اقرأ أيضًا: 

سباق الصين وأمريكا على عقول الذكاء الاصطناعي، حرب باردة من نوع جديد

«سباق الذكاء الاصطناعي» صراع عالمي على الزعامة بين الصين وأمريكا

من بكين إلى الرياض، «إنفيديا» تغيّر البوصلة بعد صدمة القيود الأمريكية -  إيجي إن
إنفيديا بين الصين وأمريكا

ختامًا، قصة "ديب سيك" ليس  مجرد مشكلة لشركة واحدة، بل مثال حي على التحديات التي تواجه الصين في معركة الاستقلال التكنولوجي، فمن من الناحية الاقتصادية، أي تأخير أو عجز في الأداء يكلف مليارات على مستوى السوق المحلي والعالمي. ومن الواضح أن الطريق طويل، ومن ينجح في هذا المجال ليس من لديه دعم حكومي، لكن في من يستطيع المناقسة عالميًا دون أن يتنازل عن الأداء أو السرعة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search