سباق الصين وأمريكا على عقول الذكاء الاصطناعي، حرب باردة من نوع جديد
الخميس، 17 يوليو 2025 04:27 م

سباق الصين وأمريكا
في سباق لم يعد يُقاس بعدد الرقائق أو حجم مراكز البيانات، دخلت الصين والولايات المتحدة طورًا جديدًا من الحرب التكنولوجية، عنوانه، صراع على العقول، فبدلاً من الاستثمار في آلات تفكر، تتسابق القوتان العظميتان على أولئك القادرين على صناعة هذه الآلات نخبة الباحثين في الذكاء الاصطناعي.

من يربح معركة المواهب؟
اللافت أن أبرز هؤلاء العلماء الذين تسعى كبريات الشركات الأمريكية لاستقطابهم، قادمون من الجامعات الصينية، شركة ميتا، مثلاً، قدمت مكافآت توقيع بلغت 100 مليون دولار لبعض الباحثين، بينهم روومينج بانج، الذي تخرج من جامعة صينية قبل أن يُستقطب لاحقاً إلى وادي السيليكون، وبين 12 موظفًا جديدًا في ميتا سوبر إنتليجينس لابز، تخرج ثمانية من جامعات الصين القارية.
الولايات المتحدة كانت لوقت طويل الوجهة الأولى للمواهب، لكن هذا الترتيب بدأ يتغير، بين عامي 2019 و2022، انخفضت حصة النخبة العالمية من باحثي الذكاء الاصطناعي العاملين في أمريكا من 59% إلى 42%، بينما ارتفعت حصة الصين من 11% إلى 28%.
رأس المال البشري لا المال وحده
بحسب دراسة لجامعة هارفارد، قد تتفوق الولايات المتحدة في البنية التحتية والاستثمار المالي، لكن الصين تتفوق في رأس المال البشري الخام للذكاء الاصطناعي، أي العدد والنوعية المتزايدة للباحثين والعلماء.
هذه الميزة تتعزز بفضل استراتيجية حكومية بعيدة المدى، ترى في التجربة الدولية وسيلة لاكتساب الخبرة تمهيدًا للعودة إلى الوطن، وليس نزيف عقول.
ومع أن شركات وادي السيليكون ما تزال الأقدر على تقديم رواتب فلكية، قد تتجاوز مليون دولار سنويًا، فإن التجربة الصينية، وبخاصة من خلال شركة ديب سيك، تكشف عن نموذج مختلف، بيئة حاضنة محلية، تدعمها الجامعات الحكومية مثل تسينجهوا وبكين، وتتبناها الدولة عبر استثمارات استراتيجية طويلة الأمد.

العودة إلى الوطن بدافع الانتماء
شركة ديب سيك، التي برزت سريعًا على ساحة الذكاء الاصطناعي، تنتهج حملة توظيف ذكية، لا تعد فقط براتب مرتفع، وإن كان أقل من نظيره الأمريكي، بل تراهن على استدعاء الحنين، والانتماء، ورغبة الباحثين في ترك بصمتهم في تاريخ الصين.
أكثر من نصف فريقها لم يغادر البلاد أصلاً، ومن غادر عاد، ليس فقط بسبب العروض المالية، بل لما توفره بيئة الابتكار الصينية من شعور بالمهمة الوطنية.
ورغم أن شركات التكنولوجيا الصينية لا تستطيع مجاراة نظيراتها الأمريكية من حيث الإنفاق، إلا أن الدولة تعبر عن إرادة واضحة، حشد الموارد، لا لجذب الأفراد فحسب، بل لبناء منظومة ابتكار متكاملة لا نجومًا منفردين.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي بين الثورة والتهديد، من التحيز الخوارزمي لخطر فقدان الخصوصية
هل تخسر أمريكا الحرب رغم فوزها في المعركة؟
تكشف الأرقام أن نحو نصف نخبة الذكاء الاصطناعي في العالم صينيون، مقابل 18% فقط من الولايات المتحدة، وفي ظل هذه المعادلة، يبقى السؤال الأهم، هل تكفي عروض المال الأميركي لكسب المعركة؟ أم أن منظومة الابتكار الصينية القائمة على التعليم، والاحتضان المحلي، والسياسات الذكية هي التي ستكسب الحرب في النهاية؟
ربما لم تعد الحرب الباردة تُخاض بالصواريخ، لكنها اليوم تُخاض بالخوارزميات والميدان الحقيقي ليس وادي السيليكون، بل عقل الإنسان.
اقرأ أيضًا:
6 محاور رئيسية لاستراتيجية مصر الوطنية للذكاء الاصطناعي حتى 2030
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ “أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الفوسفات والذهب والنيوبوم، كنوز تحت رمال السعودية تصنع اقتصاد المستقبل
17 يوليو 2025 06:50 م
"من العقار إلى الكريبتو"، كيف بنت عائلة ترامب إمبراطوريتها المشفرة؟
16 يوليو 2025 11:04 م
270.5 مليار دولار إجمالي أصول صناديق الاستثمار في الذهب عالميا خلال 2024
16 يوليو 2025 02:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً