الخميس، 29 مايو 2025

09:11 م

الجهل قادم من البيت الأبيض، قرار جديد يهدد مليارات الجامعات ويفرّغها من العقول

الأربعاء، 28 مايو 2025 02:14 م

الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية

تحليل/ ميرنا البكري

في خطوة جديدة قد تقلب موازين التعليم العالي العالمي، إدارة ترامب عادت بشراسة، وقررت السلطات الأمريكية تشديد القيود على الطلاب الأجانب الراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة، وهذا القرار سيؤثر على أحلام آلاف الشباب، بل أيضًا تداعيات اقتصادية كبيرة على الجامعات الأمريكية نفسها، التي تعتمد اعتماد كلي على الطلاب الدوليين لكي تمشي برامجها الأكاديمية وتطور بنيتها التحتية.

أمريكا: لن يُسمح للطلاب الأجانب الجدد بدخول البلاد إن اعتمدت جامعاتهم  التعليم عن بعد
الطلاب الدوليين

تأشيرات الطلاب، من باب مفتوح لباب موارب

الوثيقة التي حصلت عليها CNN ووقعها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تقول: “أوقفوا إصدار تأشيرات الطلاب مؤقتاً، مع إعادة مراجعة شاملة لكل التفاصيل، وخاصة حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي”

أي ليس الشرط الوحيد إن يكون الطالب  متفوق، بل لابد أن يكون كاتب تويتة من 3 سنوات يشتكي فيها من السياسة الأمريكية، وهذا معناه ببساطة، إن كل شيء يُحسب على الطالب، وهو ما يجعل إجراءات إجراءات الفيزا بطيئة ومعقدة جدًا، وهو مباشر على أعداد الطلاب الأجانب الذي يقدموا ويستقروا هناك.

التأثير الاقتصادي على الجامعات الأمريكية، الخسارة تأتي في الطريق

هناك أكثر من 1.1 مليون طالب دولي درسوا في أمريكا في عامي 2023 و2024، وهذا الرقم ليس صغير، بل يمثل مصدر تمويل ضخم للجامعات، والكثير من الجامعات الكبرى في أمريكا تعتمد على الرسوم الدراسية العالية التي يدفعها الطلبة الأجانب لتمويل برامجها ومشاريعها ومبانيها الجديدة.

أي باختصار إذا قل عدد الطلاب الأجانب، الجامعات ستخسر أموال كثيرة، وستبدأ تقلل في عدد الكورسات، الأبحاث، وحتى تعيين الأساتذة، وجامعة مثل هارفارد مثلاً تم منع عنها طلبة أجانب، والموضوع تطرق للمحاكم.

اقرأ أيضًا: 

جامعات أمريكية تُحذر الطلاب الأجانب من حملة ترامب على المهاجرين

«فرنسا» تفتح أبوابها للعلماء بعد خفض «ترامب» الإنفاق على الجامعات الأمريكية

إلغاء ترخيص جامعة هارفارد لتسجيل الطلاب الأجانب وسط تصاعد الخلاف بينها وبين  إدارة ترامب
جامعة هارفارد

 السوشيال ميديا أهم من الشهادة

تركز الإدارة الأمريكية الآن على مراجعة حسابات المتقدمين على فيسبوك، تويتر، إنستجرام، بحجة "مكافحة معاداة السامية" (تحيز ضد اليهود)، لكن صراحةً قد يتطور لأي نوع من الرقابة. مما يزود العبء على السفارات، ويجعل القنصليات تتجه لإلغاء مواعيد التأشيرات، وهذا يشير غلى تأخير كبير في عملية الموافقة.

والنتيجة؟ الطلاب سيصبرون لفترة، ولكن مع استمرار التأخير والإجراءات المشددة سيشعرون بالإحباط ويبحثون عن فرص للدراسة في دول أخرى، مثلًا (كندا، أستراليا، ألمانيا) كلهم فاتحين أبوابهم للطلاب الدوليين.

من يدفع الفاتورة؟ ليس الطلاب فقط

إذا أخذت أمريكا هذا الطريق للنهاية، فهي  لن تقفل الباب في وجه الطلاب، بل تخسر الكثير من الرسوم الدراسية  التي قد تصل لـ عشرات الآلاف من الدولارات للطالب الواحد في العام، والاقتصاد المحلي يستفاد من إنفاق الطلاب على سكن، أكل، انتقالات، وسياحة.

سوق العمل والابتكار الكثير من الطلبة الأجانب يكملوا بالعمل  في شركات أمريكية بعد التخرج، ويصبحوا جزء من منظومة الابتكار، أي أمريكا فعلياً بتفرط في موارد بشرية وعقول قد ترفع اقتصادها.

اقرأ ايضًا: 

من هارفارد إلى بكين، معركة القوة الناعمة بين أمريكا والصين تشتعل

7000 طالب أجنبي في «هارفارد» يواجهون أزمة, وقاضية توقف قرار ترامب مؤقتًا

16 ألف صاروخ لاعتراض 10 صواريخ
دونالد ترامب

أنواع التأشيرات التعليمية

F-1: للطلاب الأكاديميين (أكثر نوع منتشر).

M-1: للطلاب المهنيين.

J-1: لبرامج التبادل الثقافي والأبحاث.

كلهم تحت المجهر الآن، ومع أي توجيه جديد، قد يتقلب حال الطلبة في يوم وليلة.

هل هناك تهديد للسمعة الأكاديمية الأمريكية؟

من المؤكد إن  الطلاب يفكروا في الأمان والاستقرار قبل التعليم. ولو دولةمثل أمريكا أصبحت تعامل الطلبة كأنهم "خطر محتمل"، سيسحب من سمعتها كوجهة تعليمية عالمية.، وبلاد اخرى مثل كندا والمملكة المتحدة بدأت تستغل الفرصة، وتقدم تسهيلات للطلاب الدوليين من فيزا أسرع لـ دعم وظيفي بعد التخرج، ومرونة في الإقامة، وهذا يعني إن أمريكا قد تخسر المنافسة في سوق التعليم الدولي، ووقتها التعافي سيكون صعب للغاية.

ختامًا، هذه الخطوة قد ترضي بعض الأصوات السياسية في الداخل، لكن على المدى الطويل، أمريكا ستخسر مليارات من خلف تراجع عدد الطلاب الأجانب.والجامعات الكبيرة، التي كانت مراكز جذب عالمي، قد تتحول لمؤسسات تعاني من العجز المالي وتهرب المواهب، والطلاب سيجدوا أماكن أخرى تقدرهم، والعقول التي كانت تحلم بأمريكا، ستحلم بكندا أو حتى شرق آسيا.

Short Url

search