الإثنين، 16 يونيو 2025

04:35 م

أمريكا تضغط وهانوي تحترق، الحرب التكنولوجية تضع فيتنام على خط النار

الإثنين، 16 يونيو 2025 12:02 م

أمريكا والصين

أمريكا والصين

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل الصراع التجاري بين أمريكا والصين، بدأت الولايات المتحدة تبحث عن بدائل تساعدها لفك الارتباط التكنولوجي عن بكين. هنا، ظهرت فيتنام على الساحة كبديل صناعي واعد. ولكن بدأت تظهر ضغوط أمريكية جديدة على هانوي (عاصمة فيتنام) وخلافات قد تقلب المعادلة كلها.

تيم كلاتي يكتب: الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على  الاقتصاد العالمي
التجارة بين أمريكا والصين

 أمريكا تضغط، فك الارتباط مع الصين بأي ثمن

تسعى الإدارة الأمريكية تحت إدارة ترامب، لفصل اقتصادها عن الصين، تحديدًا في مجال التكنولوجيا، الذي أصبح شريان حساس جدًا في الحرب الاقتصادية الجديدة. 

ولذلك، بدأت تضغط على فيتنام لكي تقلل اعتمادها على المكونات القادمة من الصين، وخاصةً  في المنتجات التي يتم تصديرها لأمريكا.

 رغم إن هذه المنتجات تم تجميعها في فيتنام، لكن في الحقيقة نصفها (وأكثر أحيانًا) يأتي قطع غيار ومكونات من الصين، وكانك تدخل الصين من الباب الخلفي.

 فيتنام، مصنع التكنولوجيا الجديد

 أصبحت فيتنام قاعدة صناعية مهمة جدًا لشركات ضخمة مثل: Apple، Samsung ،Google، وMeta. هذه الشركات  تنقل جزء كبير من تجميعها هناك بدلًا من الصين، لكي تهرب من الرسوم الجمركية الأمريكية، لكن تظهر مشكلة  أغلب المكونات التي يستخدموها مازالت تتصنع في الصين.

والنتيجة؟ لم يعجبها أمريكا ذلك وطالبت بأن تكون هذه المكونات "محلية" أو من مصادر أخرى غير صينية. التهديد الأمريكي هو رسوم تصل لـ 46%، وإذا لم تلتزم فيتنام بالمطالب، فهي مهددة بجمارك أمريكية تصل لـ 46% على صادراتها وذلك قد يضرب اقتصاد فيتنام المعتمد على التصدير، ويؤثر على أكثر من 28% من صادراتها المتجهة لأمريكا، أغلبها تكنولوجي.  أي الولايات المتحدة تقول لفيتنام: “إما أن تتخلصي من اعتمادك على الصين، أو ستدفعين ثمناً باهظًا للغاية”.

 عقبة سلاسل التوريد، فيتنام ليست جاهزة بعد

رغم إن فيتنام أظهرت استعداد مبدئي إنها تزود نسبة التصنيع المحلي، إلا أن الشركات هناك قالت صراحةً إن من الصعب تنفيذه سريعًا. لأن فيتنام مازالت متأخرة عن الصين من حيث: البنية التحتية الصناعية، عمق وتعقيد سلاسل التوريد، والتكلفة الرخيصة التي توفرها الصين، والتقديرات تقول إن فيتنام متأخرة عن الصين بحوالي 15 لـ 20 سنة في هذا الجزء.

وهناك أرقام توضح حجم الارتباط، الصين صدرت لفيتنام في 2024 تكنولوجيا بقيمة 44 مليار دولار، وفيتنام صدرت لأمريكا تكنولوجيا بقيمة 33 مليار دولار.

أي باختصار، فيتنام تقوم بشراء  تكنولوجيا من الصين وتجمعها وتصدرها لأمريكا، والولايات المتحدة عرفت الخطة وتبدأ في كسر السلسلة.

اقرأ أيضًا: 

"صُنع في الصين" لكن لا تكتبه على العلبة، التجارة العالمية تحت ضغط التزوير

«فيتنام تحت النار»، هل تصبح ضحية الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟

TRENDS Research & Advisory - حرب الرقائق.. اختبار رئيسي لهيمنة أمريكا  الاقتصادية
الصراع التكنولوجي بين أمريكا والصين

 غسيل المنشأ، خدعة “صُنع في فيتنام”

تراقب واشنطن أيضًا شيء خطير للغاية، وهو إن هناك منتجات صينية تتعدل قليلًا في فيتنام وتتسجل كأنها "صُنع في فيتنام" لكي تتفادى الجمارك، مما جعل أمريكا تطالب فيتنام تكثف الرقابة على المصانع، وتحاول تكشف كل محاولة للتحايل.

 العد التنازلي بدأ، 8 يوليو الموعد الحاسم

مع اقتراب يوم 8 يوليو، وهو الموعد الذي قد تتطبق به الجمارك، فيتنام في وضع حساس جدًا، إذا نفذت مطالب أمريكا، قد يترنح اقتصادها على المدى القصير. وإذا رفضت، ستتحمل تكلفة الرسوم، وتفقد جزء كبير من صادراتها.

 توقعات وتحليلات، أمريكا تلعب سياسة شد الأطراف

1.الضغط على فيتنام هدفه ليس اقتصادي فقط، لكنه أيضًا تكتيك لزيادة النزاع على الصين.

2.الشركات العالمية قد تنقل بعض التصنيع لدول أخرى مثل الهند أو المكسيك،  لكن الموضوع ليس بالسهل أو السريع.

3.فيتنام قد تضطر للعب على الحبلين، إعطاء وعود لأمريكا، والحفاظ على شراكتها مع الصين.

ختامًا، أمريكا تحاول كسر العمود الفقري للصين الصناعي، حتى لو على حساب شركاء مثل فيتنام. وفيتنام بدورها تحاول تستفيد من الفرصة، لكن دون أن تخسر الصين أو تنهار تحت ضغط أمريكا.

ما حدث ليس خلاف تجاري، بل معركة جيوسياسية واقتصادية متداخلة، وفيتنام الآن في نصف النار، تحاول تخرج بأقل الخسائر.

Short Url

showcase
showcase
search