"ترامب يفتح الباب مجددًا"، رقاقات أمريكية إلى الصين ولكن برسوم ومحدودية أداء
الأربعاء، 13 أغسطس 2025 12:47 م

ر قائق الذكاء الاصطناعي بين أمريكا والصين
ميرنا البكري
في عالم الذكاء الاصطناعي، أصبحت الرقائق الإلكترونية ليست مجرد قطعة سيليكون، بل سلاحًا اقتصاديًا وسياسيًا تستغلها كل من أمريكا والصين بشكل يشبه الشطرنج التكنولوجي، كل حركة في الرقعة محسوبة بذكاء، وآخر خطوة فيها تحسم النتيجة، والتي كمنت في موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على بيع رقاقات متطورة للصين، لكن بشروط ثقيلة.
فيما حذرت الصين شركاتها بنفس الوقت، من استخدام بعض الشرائح الأمريكية، وهو ما يعكس الصراع الأمريكي الصيني التكنولوجي الاقتصادي، لتبرز نتيجة أن أصبح سوق رقائق الذكاء الاصطناعي ميدان معركة مفتوح بين التجارة والأمن القومي الاقتصادي والتكنولوجي.

الصفقة الأمريكية، بيع بشروط وخصم على القدرات
وعاد ترامب، لفتح الباب لبيع رقاقات (Nvidia H20 و AMD MI308) للصين، واشترطت أن تدفع الشركات 15% من الإيرادات للحكومة الأمريكية، كما طرحت فكرة بيع نسخة "مخففة" من شريحة "بلاك ويل"، والتي تعد أقل قوةً بنسبة 30 لـ50%.
ويكمن الهدف المعلن وراء ذلك، في الحفاظ على تفوق أمريكا، وفي نفس الوقت استمرار مبيعات الشركات الأمريكية في السوق الصيني، والذي يُعد أكبر سوق ذكاء اصطناعي خارج أمريكا، لكنَّ هذا القرار، تسبب في انقسام داخل أمريكا، ففيما يرى فريق أن هذا إنقاذ للشركات من خسارة سوق ضخم، يرى آخر فيه تمكين للصين، وتقليل للفجوة التكنولوجية التي تحاول واشنطن الحفاظ عليها.
تحرك صيني حاسم نحو الاستقلال التكنولوجي
ولم تلتزم الصين الصمت، بل حذرت حكومتها الشركات المحلية من استخدام شرائح H20 الأمريكية في التطبيقات الحكومية أو الحساسة، حتى لو كانت أقل تطورًا من أحدث رقاقات إنفيديا.
ويأتي هذا التحرك لهدفين:-
1. أمني:- لتجنب أي اختراق أو تحكم أمريكي محتمل في البنية التحتية.
2. إستراتيجي:- لدفع الشركات الصينية للاعتماد أكثر على البدائل المحلية، مثل شرائح هواوي Ascend.
قوة الرقائق الأمريكية، ليس الأقوى لكن مفيدة
ورغم أن رقاقة H20 أضعف من H100/H200، إلا أن قوتها في مرحلة الاستدلال (Reasoning)، وهي المرحلة التي يتم فيها تشغيل النموذج عمليًا، بعد تدريبه لإعطاء نتائج واتخاذ قرارات.
مواصفات رقاقة H20:-
- ذاكرة HBM3 بسعة 96 جيجابايت.
- عرض نطاق 4 تيرابايت/ثانية.
- قدرة معالجة 296 تيرافلوب بدقة FP8.
ويجعل ذلك الشريحة ممتازة لشركات الخدمات السحابية مثل:- (شركات تقدم موارد تقنية كالتخزين والمعالجة)، والتي تتعامل مع ملايين الطلبات في نفس الوقت، أما رقاقة AMD MI308، فتقدم توازنًا بين الأداء وكفاءة الطاقة، ومرنة للغاية بفضل دعمها لـROCm مفتوح المصدر، وهو ما يسهل على الشركات دمجها في أنظمتهم.
صعود هواوي، البديل المحلي يقرب المسافة
ودخلت هواوي المنافسة بقوة بسلسلة Ascend، خاصةً الموديلات 910C/910D، وأهم مميزاتها:-
- تكامل مع منصة CloudMatrix التي تربط مئات المسرعات.
- تشغيل نماذج ضخمة، مثل:- (DeepSeek R1) بكفاءة.
- دعم برمجي قوي عبر MindSpore، وقدرة على نقل النماذج من (PyTorch و TensorFlow) بسهولة.
والنتيجة، أن زادت شحنات هواوي في آخر ربعين، مع طلبات من عمالقة الإنترنت الصينيين، مثل بايت دانس وبايدو، وحتى شركات الاتصالات.
المعادلة المالية الجديدة
وأعادت الصفقة الأمريكية الرقائق للسوق الصيني، لكنها زودت التكلفة بنسبة 15% بسبب الرسوم المقتطعة، كما يرى المحللون أن هذه التكلفة، ستنتقل جزئيًا للمستخدم النهائي، وفتح ذلك الباب أكثر للبدائل الصينية، التي قد تكون أقل في القوة لكنها متوفرة محليًا وبسعر أقل مع دعمٍ فني مباشر.
اقرأ أيضًا:-
بعد فك الحظر، فتح أسواق الصين يعيد الحياة لـ إنفيديا ويشعل سباق الذكاء الاصطناعي
إنفيديا و«AMD» يدفعون 15% من إيرادتهم لأمريكا مقابل تصدير الرقائق إلى الصين

توقعات وتحليلات للسوق
- إستراتيجية هجينة:- وستوزع أغلب الشركات الصينية مهامها بين منصات Ascend المحلية، بهدف الاستدلال الواسع النطاق، وH20/MI308 للأعمال والتي تحتاج منظومات مثل (CUDA و ROCm).
- ضغط على إنفيديا وإيه إم دي:- واستمرار القيود سيدفعهم لإقامة نسخ معدلة مخصوصة للسوق الصيني، مع زيادة الاعتماد على الإيرادات المقتطعة للحكومة الأمريكية.
- تسارع تطوير البدائل الصينية:- حيث يأتي ذلك مع كل خطوة ضغط أمريكية، ما يدفع هواوي في أن تستثمر وشركات أخرى أكثر، في البحث والتطوير لكي تسد الفجوة.
- تأثير على الأسعار العالمية:- وإذا استطاعت البدائل الصينية تحقيق اكتفاء محلي، فقد تستقر الأسعار العالمية للرقائق، أو حتى تهبط بسبب فقدان جزء من السوق.
ختامًا، يعكس المشهد الحالي، أن معركة الرقائق بين أمريكا والصين لا تنتهي قريبًا، فأمريكا تحاول الموازنة بين تفوقها ومصالحها الاقتصادية، والصين ترد بسياسات تحجيم الاعتماد على المنتجات الأمريكية وتطوير بدائلها.
فيما ستعتمد النتيجة النهائية، على سرعة الابتكار في الصين، مقابل قدرة أمريكا على فرض شروطها، والحفاظ على ريادتها، لكن المؤكد أن رقاقة اليوم هي نفط المستقبل، ومن يسيطر عليها يسيطر على اقتصاد الذكاء الاصطناعي.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.. المكاتب الخلفية تقود النقل والخدمات اللوجستية
13 أغسطس 2025 08:16 م
الطباعة ثلاثية الأبعاد، ثورة صناعية تحول الأفكار إلى واقع ملموس
12 أغسطس 2025 05:34 م
أكثر الكلمات انتشاراً