عصر الفضاء يبدأ الآن.. رحلة الاقتصاد بين النجوم تصل للزراعة خارج الأرض
الإثنين، 28 يوليو 2025 02:11 م

الفضاء
يشهد العالم اليوم سباقًا محمومًا نحو الفضاء، لم يعد دافعه الوحيد الفضول العلمي، بل أصبح بوابة استثمارية ضخمة، تتقاطع فيها مصالح الدول والشركات الكبرى.

وبينما تتقدم التكنولوجيا بخطى متسارعة، خاصة من خلال التلسكوبات العملاقة مثل "هابل" و"جيمس ويب"، يتزايد الطموح الإنساني لاستكشاف المجهول، مدفوعًا بتضخم اقتصاد الفضاء الذي من المتوقع أن يتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقود المقبلة.
اقتصاد المعرفة يبدأ من النجوم
تقديرات تلسكوبات الفضاء الحديثة تشير إلى وجود أكثر من 2 تريليون مجرة، تحتوي كل منها على مئات المليارات من النجوم، 60% منها تملك أنظمة كوكبية.
ففي مجرتنا "درب التبانة" وحدها، يُعتقد أن هناك أكثر من 100 مليار نظام شمسي، بما يزيد عن 100 مليار كوكب، معظمها غير صالحة للحياة، موزعة بين كواكب غازية وصخرية.
هذه الإحصاءات العلمية، وإن بدت فلكية، إلا أنها تفتح أبوابًا اقتصادية هائلة أمام مجالات التعدين الفضائي، البحث العلمي، وإيجاد بدائل مستقبلية للسكن أو الزراعة خارج الأرض.
اقرأ أيضًا:
ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟
الأقمار الصناعية.. أصول تدور في السماء
من بين أبرز المحركات الاقتصادية في قطاع الفضاء هي الأقمار الصناعية، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية العالمية للاتصالات، الملاحة، والتنبؤات المناخية.
حاليًا، هناك أكثر من 27,000 قمر صناعي حول الأرض، منها 9,000 نشط، والبقية عبارة عن خردة فضائية، واللافت أن الولايات المتحدة تسيطر على الحصة الأكبر من هذه الأقمار، حيث تستثمر في الأغراض العسكرية، المدنية، والتجارية.
وتنوعت استخدامات الأقمار الصناعية، إذ يُخصص 40% منها للاتصالات والإنترنت والتلفزيون، و25% لمراقبة الأرض والطقس والزراعة، بينما تخدم 15% أغراض الملاحة و10% لأغراض أمنية وعسكرية.
في هذا السياق، تبرز شركات مثل "سبيس إكس" التي أطلقت أكثر من 6,000 قمر صناعي في إطار مشروعها "Starlink"، بهدف توفير الإنترنت عالي السرعة عالميًا، ومن المتوقع أن ترفع هذا العدد إلى 12,000 قمر خلال السنوات المقبلة.

تكلفة الوصول إلى الفضاء.. ميزانيات بمئات الملايين
رغم التقدم التقني، لا تزال تكلفة إرسال رواد الفضاء مرتفعة للغاية. تتراوح تكلفة تجهيز رائد فضاء واحد بين 80 إلى 150 مليون دولار أمريكي، تشمل:
البدلة الفضائية: نحو 12 مليون دولار، قادرة على تحمل الظروف القاسية في الفضاء، وتحتوي على نظام دعم حياة معقد.
التدريب والتأهيل: بين 10 - 30 مليون دولار، يشمل محاكاة الطوارئ وانعدام الجاذبية، والقدرة على الغوص تحت الماء لمحاكاة الفضاء.
المعدات الشخصية والدعم الطبي: حوالي 1 - 2 مليون دولار، تشمل أنظمة دعم الحياة الشخصية، وأدوات خاصة للطعام والنوم، وأدوية ومراقبة طبية.
التكاليف التشغيلية خلال المهمة: تتراوح بين 5 - 15 مليون دولار، تشمل الغذاء، الماء، الاتصالات، الطاقة، وأنظمة الدعم خلال فترة البقاء في الفضاء.
تكاليف الإطلاق: تعتمد على نوع المركبة، حيث تبلغ في "SpaceX Crew Dragon" نحو 55 مليون دولار، وفي "Soyuz" الروسية 80 مليون دولار، بينما "Boeing Starliner" تتراوح بين 60 - 90 مليون دولار.
اقرأ أيضًا:
سباق أوروبا الفضائي بين الحاجة للاستقلال ومخاطر التأخر
السعودية تدخل مضمار الفضاء
في ظل هذه البيئة العالمية المتسارعة، تسير المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو دخول نادي الفضاء، من خلال إطلاق برامج فضائية، توطين علوم الفضاء، وتشجيع الأبحاث والتجارب المحلية.
هذا التوجه الاستراتيجي يُعد استثمارًا طويل الأمد في اقتصاد المعرفة، ويهدف إلى بناء قدرات وطنية قادرة على المنافسة عالميًا، وخلق فرص وظيفية وتقنية للأجيال القادمة.

رواد الفضاء.. العدد في ازدياد والتنافس دولي
حتى منتصف عام 2025، تجاوز عدد الأشخاص الذين عبروا خط كارمان (ارتفاع 100 كلم) 682 شخصًا، بينما حسب التعريف الأمريكي (80 كلم)، بلغ العدد 721 رائد فضاء، منهم 624 وصلوا للمدار الأرضي، و284 زاروا محطة الفضاء الدولية.
وتتصدر الولايات المتحدة وروسيا القائمة، إلى جانب دول أخرى مثل اليابان، إيطاليا، كندا، السعودية، والإمارات، في تأكيد على أن السباق لم يعد حكرًا على القوى العظمى.
اقرأ أيضًا:
صناعة الدفاع والفضاء، هل يحل الذكاء الاصطناعي معادلة الطموح بلا جدوى؟
نظرة اقتصادية مستقبلية
يُنظر إلى الفضاء على أنه المحرك الاقتصادي القادم، حيث تتقاطع فيه القطاعات العلمية، العسكرية، التجارية، والبيئية، ومن المتوقع أن تشهد العقود المقبلة منافسة شرسة في مجالات مثل:
- السياحة الفضائية
- التعدين على الكويكبات
- توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية
- مراقبة المناخ والتغيرات البيئية
- إطلاق الأقمار الخاصة بالشركات والجامعات
وفي ظل هذا النمو المتسارع، تبدو الحاجة إلى تنظيم دولي أكثر صرامة في ما يخص الخردة الفضائية، حقوق التعدين، واستخدام المدار الأرضي المنخفض.
الفضاء لم يعد مجرد حلم علمي، بل تحول إلى حلبة اقتصادية مليئة بالفرص والتحديات، والدول التي تستثمر اليوم في الفضاء، لا تبني فقط قدرات تقنية، بل تضمن لنفسها موقعًا متقدمًا في الاقتصاد العالمي القادم.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الدين السيادي لا يصوت، دروس قاسية لترامب من أرقام الاقتصاد الأمريكي
28 يوليو 2025 08:16 م
4.4 تريليون دولار، شركات اليونيكورن تحت المجهر.. من يقود السوق العالمي للابتكار 2025؟
28 يوليو 2025 07:12 م
10 مليارات دولار حجم التجارة الإلكترونية في مصر بفضل "المحافظ" و 72% لمبيعات المحمول
28 يوليو 2025 04:37 م
أكثر الكلمات انتشاراً