صناعة الدفاع والفضاء، هل يحل الذكاء الاصطناعي معادلة الطموح بلا جدوى؟

الأحد، 29 يونيو 2025 06:26 م

شركات الفضاء والدفاع

في خضم سباق يملؤه الحماس نحو الريادة التكنولوجية، تستثمر شركات الفضاء والدفاع (A&D) عشرات المليارات في الذكاء الاصطناعي، لكن المفارقة أن 65% من تلك المبادرات لا تزال عالقة في مرحلة إثبات المفهوم.

بينما فقط واحدة من كل ثلاث شركات نجحت في تحويل هذه الجهود إلى نتائج ملموسة، وفقًا لمسح أجرته بوسطن كونسلتينج جروب Boston Consulting Group، والسؤال الكبير هنا، لماذا لا يتحول هذا الزخم المالي والتقني إلى مكاسب اقتصادية حقيقية؟

الإنفاق في المكان الخاطئ.. هل تبني الشركات قواعد بلا أبراج؟

في عام 2024، أنفقت شركات الفضاء والدفاع نحو 26.6 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي، أي نحو 3% من إجمالي الإيرادات، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 44 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9%.

لكن المعضلة ليست في حجم الاستثمار بل في موضعه، فأكثر من نصف الإنفاق لا يزال يذهب إلى البنية التحتية ودمج البيانات، أي إلى الطبقات الدنيا من هرم التقنية، وهي مكونات أساسية لكنها لا تمنح تميزًا تنافسيًا.

في المقابل، تنمو استثمارات الطبقة العليا من هذا الهرم، أي التطبيقات الذكية التي تواجه المستخدم مباشرة بمعدل 15% سنويًا، وهو ثلاثة أضعاف معدل نمو استثمارات البنية التحتية.

السر؟ القيمة التنافسية الحقيقية لا تُصنع في غرف السيرفرات، بل في أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُدمج في المنتجات والعمليات التشغيلية.

شركات مثل Anduril الأمريكية أدركت هذا التحول مبكرًا، حيث تُشغل 70% من بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي عبر السحابة، مقارنة بـ 40% فقط كمتوسط للقطاع بأكمله.

أدوات جاهزة أم حلول مُفصلة؟ الفرق في العائد

عند الانتقال إلى بناء حلول الذكاء الاصطناعي الفعلية، تقع معظم الشركات في فخ الجاهز والرخيص، لكن البيانات تُظهر أن الحلول المُصممة خصيصًا تولد ضعف العائد مقارنة بالأدوات التجارية الجاهزة (COTS).

المشكلة أن ثلث مبادرات الذكاء الاصطناعي في القطاع لا تزال تعتمد على حلول عامة، حتى في المهام التشغيلية الأساسية.

في المقابل، عندما طورت GE Aviation نظامًا خاصًا للصيانة التنبؤية، تمكنت من خفض الأعطال غير المتوقعة بنسبة 30%، وهذه نتيجة يصعب تكرارها باستخدام أدوات جاهزة.

الحلول المُخصصة تتفوق لأنها تُصمم حول تدفقات العمل الفعلية، وتُدمج بسلاسة في الأنظمة القائمة، وتبدأ من تصور أمني يلائم طبيعة القطاع، مما يُسرّع الامتثال ويقلل التكاليف المخفية.

سباق نحو الكوكب الأحمر، حين يتحول الفضاء إلى حلبة استثمار.. من يدفع ثمن الرحلة إلى المريخ؟

درس من القطاعات الأخرى

رغم أهمية الكفاءات الداخلية، تُظهر البيانات أن شركات الفضاء والدفاع تُبالغ في توظيف فرق الذكاء الاصطناعي، 80% من الشركات أنشأت فرقًا داخلية أكبر بثلاثة أضعاف من تلك الموجودة في قطاعات مثل السيارات.

النتيجة؟ تكلفة مرتفعة، وصعوبة في التوظيف، ومعدل دوران عالي، فضلًا عن صعوبة التكيف مع التطورات السريعة في المجال.

القطاعات الذكية مثل الصناعة التحويلية تبنت استراتيجية أكثر مرونة، مراكز تميز صغيرة داخلية، تُكملها شراكات مع مزودين خارجيين ذوي خبرة، كما فعلت شركة Stanley Black & Decker التي طورت 80% من حالات الاستخدام داخليًا بمساعدة شركاء خارجيين.

هذا النموذج يمنح التوازن بين المرونة والكفاءة، ويُجنب الشركات الوقوع في فخ الاعتماد الزائد على أدوات تطوير باهظة لا تُنتج قيمة حقيقية من دون تنفيذ سليم.

المشكلة ليست في الرؤية بل في التركيز

تبدو طموحات الذكاء الاصطناعي في قطاع الفضاء والدفاع واضحة، لكن العائق الأكبر ليس في التمويل أو التكنولوجيا، بل في غياب التركيز الاستراتيجي.

فالاستثمار في البنية التحتية، والاعتماد على حلول جاهزة، وبناء فرق عملاقة دون رؤية واضحة، كلها أخطاء استراتيجية تقلل العائد.

لتحقيق تأثير حقيقي، يجب على قادة القطاع توجيه البوصلة نحو أعلى الهرم التقني، بناء حلول مُخصصة تركز على احتياجات التشغيل الحقيقية، بدعم من فرق داخلية رشيدة، وشراكات ذكية، وحده هذا التحول في التركيز يمكن أن يحول الذكاء الاصطناعي من أداة تجريبية إلى قوة تحول اقتصادية فعالة.

أنظمة “TACTICA” تتحكم بالذكاء الاصطناعي لتعزيز استخبارات الفضاء

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.