رغم تطور التكنولوجيا، لماذا أخفقت الولايات المتحدة في إعادة البشر إلى القمر؟
السبت، 19 يوليو 2025 01:13 م

رحلة إلى القمر
في عام 1969، خطى نيل آرمسترونج أولى خطوات البشرية على سطح القمر، معلنًا عن انتصار أمريكي مذهل في ذروة الحرب الباردة، كانت لحظة تاريخية لبرنامج "أبولو"، الذي كلف آنذاك نحو 26 مليار دولار، أي ما يعادل 260 مليارًا بحسابات اليوم.

ومنذ آخر هبوط في 1972، توقفت الرحلات المأهولة إلى القمر، والسؤال الآن، بعد 51 عامًا من هذا الإنجاز ومع تطور الحوسبة والذكاء الاصطناعي والروبوتات، لماذا لم نعد إلى سطح القمر؟
التمويل والبيروقراطية.. ميزانيات فلكية بلا أولويات واضحة
برامج الفضاء ليست رخيصة، فقد وصلت تكلفة مشروع "أرتميس" التابع لوكالة ناسا، المصمم لإعادة البشر إلى القمر، التقديرية إلى 93 مليار دولار حتى 2025، وهو رقم ضخم حتى بمعايير الاقتصاد الأمريكي.
في المقابل، كان برنامج أبولو تحت ضغط سياسي ومجتمعي، في وقت كان فيه السباق إلى الفضاء مسألة هيبة وطنية وأمن قومي.
أما اليوم، فغابت الحماسة السياسية، وتحولت البرامج الفضائية إلى ملفات مؤجلة أمام أولويات كالرعاية الصحية، والدين القومي، والاستثمار في الأرض بدلاً من السماء.
اقرأ أيضًا:
سباق أوروبا الفضائي بين الحاجة للاستقلال ومخاطر التأخر
سياسات متغيرة بلا استمرارية
من جورج بوش الأب إلى بوش الابن، ومن أوباما إلى بايدن، والآن ترامب، تراوحت الخطط الفضائية الأمريكية بين الحماس والتراجع.
جاء كل رئيس للولايات المتحدة برؤية مختلفة، لكن التمويل والدعم البرلماني لم يواكب الطموحات، حيث تغيرت السياسات، وألغيت مشاريع، وأعيدت صياغة أخرى، والنتيجة كانت غياب الاستمرارية، وضعف الإرادة السياسية، رغم كثرة الشعارات.

السباق إلى الفضاء لم يعد سباقًا
في زمن أبولو، كان هناك عدوا واضح، والمتمثل في الاتحاد السوفييتي، وكان الرأي العام والكونجرس مجندين بالكامل، ولكن كل شئ تغير.
اليوم، الخصم الاستراتيجي هو الصين والذي يخلق ذات الإحساس بالتتبع والمنافسة، نعم، الصين تخطط لإنشاء محطة طاقة نووية على القمر بحلول 2035، وتُعد القاعدة في منطقة القطب الجنوبي، هى ذاتها التي تستهدفها ناسا، لكن الرأي العام الأمريكي لا يشعر بالتهديد، وبالتالي لا يضغط على صانع القرار.
اقرأ أيضًا:
صناعة الدفاع والفضاء، هل يحل الذكاء الاصطناعي معادلة الطموح بلا جدوى؟
صعود القطاع الخاص وتفكك الاحتكار
لم تعد ناسا وحدها في الميدان، فشركات مثل سبيس إكس SpaceX وبلو أوريجين Blue Origin دخلت السباق، لكن هذه الشركات تعمل بمنطق تجاري، لا وطني.
سبيس إكس تركز على المريخ والسياحة الفضائية، أكثر من القمر، والمنافسة الشرسة على الكفاءات تجعل من الصعب على وكالة حكومية برواتب محدودة أن تجتذب نفس المستوى من المواهب.

ثقافة الإنجاز الجماعي تغيرت
وظف برنامج أبولو أكثر من 400 ألف شخص، عملوا كفريق واحد لتحقيق هدف وطني مشترك، واليوم، ثقافة العمل تغيرت، والدافع الجمعي تراجع لصالح الفردية والربح، حتى الأحلام الكبيرة يُنظر إليها بتشكيك في عصر الأزمات المناخية والاقتصادية.
اقرأ أيضًا:
سباق نحو الكوكب الأحمر، حين يتحول الفضاء إلى حلبة استثمار.. من يدفع ثمن الرحلة إلى المريخ؟
غياب الخوف وغياب الحافز
ما سمح بنجاح أبولو لم يكن التقنية وحدها، بل الإحساس بالتهديد، واليوم، لا وجود لحرب باردة تحفز استكشاف الفضاء، لا صراع أيديولوجي يُبرر مليارات الدولارات، ولا حتى منافس يتفوق بشكل واضح، بل بات الفضاء مشروعًا علميًا اقتصاديًا لا عسكريًا، وهذا يقلل من الإلحاح السياسي.

هل سنعود؟
الجواب.. نعم، لكن ليس الآن، والعودة إلى القمر مرهونة بالتقاء أربعة عناصر تتمثل في:
- الإرادة السياسية
- التمويل
- التكنولوجيا
- الدافع الجماعي
وحتى ذلك الحين، ستبقى مشاريع مثل أرتميس تدور في فلك التأجيل، في انتظار لحظة تاريخية تُعيد إشعال الشغف القديم.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟
20 يوليو 2025 03:45 م
صفقات تحت المجهر.. كيف يغير ترامب قواعد الدمج والاستحواذ في أمريكا؟
20 يوليو 2025 12:35 م
تحليل سوق بذور الطماطم العالمي 2025 - 2032
20 يوليو 2025 02:11 ص
أكثر الكلمات انتشاراً