انسحاب أمريكا من اتفاق «الصحة العالمية» ضربة مباشرة لتمويل مواجهة الأوبئة
السبت، 19 يوليو 2025 10:15 ص

الدواء الأمريكي
أعلنت الولايات المتحدة رسميًا، رفضها للاتفاق الدولي الذي أقرته منظمة الصحة العالمية في مايو الماضي، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في حال وقوع جائحة جديدة، في خطوة تحمل أبعادًا صحية وسياسية واقتصادية عميقة.

هذا القرار، الصادر عن وزارتي الخارجية والصحة الأمريكيتين، يثير تساؤلات حول جدية مستقبل الاستجابة العالمية للأوبئة، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من خطر وباء جديد قد يجتاح العالم.
سياق الاتفاق.. دروس قاسية من جائحة كوفيد-19
جاء الاتفاق ثمرة ثلاث سنوات من المفاوضات بين الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، على خلفية ما اعتُبر فشلاً عالميًا في التعامل العادل والفعال مع جائحة كوفيد-19.
حينها، هيمنت الدول الغنية على إمدادات اللقاحات والأدوية، بينما تُركت الدول الفقيرة لمصيرها، ما فجر انتقادات حادة للنظام الصحي العالمي وخصوصًا لمنظمة الصحة.
وينص الاتفاق الجديد لمنظمة الصحة العالمية، على تخصيص 20% من إنتاج الشركات العالمية من الأدوية واللقاحات والاختبارات لصالح منظمة الصحة العالمية، لتوزيعها بشكل عادل وسريع على الدول التي قد تعاني، وكان يُنظر إليه على أنه خطوة ضرورية نحو إعادة التوازن إلى النظام الصحي العالمي.
أمريكا خارج المعادلة.. مخاوف سيادية أم حسابات سياسية؟
الرفض الأمريكي للاتفاق، بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الصحة روبرت كينيدي جونيور، جاء مدفوعًا بمخاوف منحه صلاحيات غامضة وواسعة لمنظمة الصحة العالمية، خاصة فيما يتعلق بإعلان حالات الطوارئ الصحية.
كما اعتبرت الإدارة الأمريكية أن الاتفاق تم إعداده دون مشاركة عامة كافية وأنه يحمل طابعًا سياسيًا قد يتعارض مع السيادة الوطنية.
ويعكس القرار، تحولاً في السياسة الصحية الأمريكية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، إذ بدأت واشنطن إجراءات الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، ومن المتوقع أن تُستكمل مطلع 2025، مما يجعل الولايات المتحدة خارج إطار أي التزام قانوني بالاتفاق الجديد.
اقرأ أيضًا:
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تسحب دعمها لدواء سرطان من إنتاج «GSK»
الانعكاسات الاقتصادية.. ضربة لمنظومة التأهب؟
اقتصاديًا، يعد انسحاب أكبر مساهم مالي في منظمة الصحة العالمية بمثابة ضربة مباشرة لتمويل وتطبيق بنود الاتفاق، وقد يؤدي إلى ضعف قدرته على تحقيق أهدافه.
فبدون الدعم الأمريكي، ستواجه الدول النامية تحديات أكبر في تأمين الإمدادات الحيوية في وقت الأزمات، وهو ما يضعف من صمودها الاقتصادي والصحي في مواجهة أوبئة مستقبلية.
وفي سوق الصناعات الدوائية، قد يؤثر القرار على نماذج الإنتاج والتوزيع، خصوصًا تلك المتعلقة بالاتفاقيات المسبقة مع الحكومات والمؤسسات الدولية، مما يبقي القطاع الخاص في موقع السيطرة الكاملة على موارد تعد حيوية خلال الأزمات.

نظرة مستقبلية.. تأهب عالمي منقوص؟
في ظل غياب توافق عالمي على آليات الاستجابة المشتركة، يبدو أن العالم يتجه نحو سيناريو تتفاوت فيه فرص النجاة من الجائحات وفقًا للقدرة الاقتصادية لا وفقًا للحاجة الصحية.
وإذا ما اندلع وباء جديد في المستقبل القريب، فإن غياب اتفاق ملزم وعادل قد يؤدي إلى تكرار مشاهد التهافت على اللقاحات، وزيادة الفجوة بين الشمال والجنوب العالمي.
الانسحاب الأمريكي من الاتفاق لا يعكس فقط توجهًا نحو الانعزالية الصحية، بل يهدد بإضعاف البنية الاقتصادية العالمية للتأهب، حيث تصبح الكلفة أعلى بكثير عند غياب التنسيق والتوزيع العادل.
ومع تصاعد التحذيرات من احتمال ظهور أوبئة جديدة في السنوات المقبلة، فإن الرهان على التعاون العالمي بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، إلا أن السياسة، وكما يبدو، لا تزال تتفوق على الطب في رسم ملامح الاستجابة للأزمات القادمة.
اقرأ أيضًا:
بـ20 مليار دولار، فايزر للأدوية تخطط لاستثمار في الولايات المتحدة حتى 2030
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
تحليل سوق بذور الطماطم العالمي 2025 - 2032
20 يوليو 2025 02:11 ص
صناعة السيارات في مصر، طموح القاهرة يقود القطاع نحو التوطين
19 يوليو 2025 04:25 م
مخزونات النفط الخام الأمريكية تهبط، لكن البنزين والديزل في ارتفاع مفاجئ
19 يوليو 2025 03:22 م
أكثر الكلمات انتشاراً