تصنيع محلي ينمو ومبيعات ترتفع، هل الدواء ما زال في متناول الجميع؟

الإثنين، 30 يونيو 2025 04:50 م

صناعة الدواء

تحليل/ ميرنا البكري

قفزت مبيعات الأدوية في مصر بنسبة 57% في 3 شهور فقط، وسجلت حوالي 96 مليار جنيه، لكن عند النظر على الكمية المباعة، سنجد الزيادة كانت 6% فقط. ماذا يعني ذلك؟ يعني أننا لم نُصدر كميات أكبر بكثير، لكن ما تم شراؤه أصبح أكثر غلاءً بكثير، مما يفتح باب لسؤال هام: هل السوق يتوسع فعلاً؟ أم ذلك تضخم مغلف على هيئة نمو؟.

ارتفاع الأسعار ليس رفاهية

وفقًا لكلام رؤساء شركات الأدوية، السبب الأساسي في الزيادة القوية في القيمة هو ارتفاع الأسعار بنسبة من 30% لـ50%، وأيضًا دخلت أدوية مرتفعة للغاية للسوق، مثل أدوية الأورام والمستحضرات المتخصصة، التي رفعت متوسط السعر العام.

شعبة الأدوية — **قفزت مبيعات الأدوية في مصر بنسبة 57% في 3 شهور فقط**

طاقة تشغيلية كاملة، وسوق يحاول التعويض

قال رئيس هيئة الدواء إن المصانع الآن تعمل بطاقتها الكاملة، كما تم افتتاح خطوط إنتاج جديدة، وتوطنت الكثير من الأدوية، أي الإنتاج المحلي أصبح يغطي 93% من احتياجات السوق.

ضخت الشركات استثمارات جديدة، وتخطط لضخ أيضًا 4 مليار جنيه هذا العام لكي تفتح 20 خط إنتاج، والهدف الأساسي من ذلك تقليل الاستيراد، ومواجهة أزمة العملة التي كانت ضاغطة على هذا القطاع.

تباطؤ النمو في عدد العبوات، إشارة خطر؟

زاد عدد العبوات المباعة من 863 مليون لـ 918 مليون، أي حوالي 6% زيادة فقط، وهذا أقل من المعدلات الطبيعية التي كانت بتتراوح بين 10% و15% سنويًا.

هذا يعني إن الناس تقوم بشراء أقل قليلًا، أو تقلل الاستهلاك، وذلك قد يرجع لـ ارتفاع الأسعار التي يجعل الناس تبحث عن بدائل أو تستغنى، أو لـ تراجع القوة الشرائية عمومًا، بالإضافة إلى مشاكل التوزيع أو توافر بعض الأصناف.

السوق يتحرك، الفاتورة على المواطن

في النهاية، المواطن هو الذي يشيل العبء، حيث ارتفعت أسعار الأدوية، وفي نفس الوقت، لا توجد زيادات كبيرة في المرتبات، ومن كان يقوم بشراء علبة بـ 20 جنيه أصبحت بـ 35 أو 40 جنيه.

وإذا لم يوجد تدخل حقيقي لدعم الفئات الهشة، سنجد الكثير من الناس يتخلى عن العلاج أويضطر للجوء لبدائل أقل جودة.

توقعات الفترة المقبلة، السوق سينفجر لكن على مراحل

1. استمرار ارتفاع مبيعات الأدوية بالقيمة، بسبب الأسعار وليس الكمية.

2. زيادة الاعتماد على التصنيع المحلي، خاصةً بعد التوسعات المعلنة.

3. تحسن تدريجي في توافر الأدوية بعد حل مشاكل الاستيراد والخامات.

4. تحديات في التسعير والتوزيع، تحديدًا مع تقلبات سعر الصرف.

اعتماد هيئة الدواء المصرية كأول جهة معتمدة لإنتاج المواد المرجعية طبقًا للمواصفة الدولية

"ماك فارما" تقنية النانو تكنولوجي تدعم الابتكار في صناعة الأدوية البيطرية

أكبر اللاعبين بصناعة الأدوية عالمياً.. تركز كبير للصناعة في 3 دول — **صناعة الأدوية**

سوق الدواء بين الأرباح والمخاطر، المواطن يدفع الثمن

ما حدث له تأثيرات كبيرة على أكثر من جانب، والمواطن أول المتأثرين، لأن العبء المالي عليه ارتفع، وقدرته الشرائية تتراجع يومًا بعد يوم. وواجهت شركات الأدوية من جانب آخر إيرادات أعلى، لكنها تواجه أيضًا ضغوط على التكاليف في ظل أسعار الخامات والاستيراد. والحكومة لديها فرصة لتقليل الاعتماد على الاستيراد، لكن لابد أن تتابع السوق وتراقب الأسعار، والسوق المحلي يقف على مفترق طرق، إما يتوسع بشكل منظم، إما يحدث ارتباك. أما من ناحية الأمن الدوائي، فالوضع أصبح أقرب للتحقيق، لكن ذلك غير كافي، فلابد أن يكون هناك تمويل مستدام وسياسات واضحة لكي نضمن الاستمرارية.

ختامًا، ما يحدث في سوق الدواء المصري ليس مجرد حركة أسعار، بل لعبة اقتصاد سياسي كبير، بين تعويم الجنيه، وتحفيز التصنيع المحلي، ومحاولة الحكومة توازن بين الاستثمار والعدالة الاجتماعية.

والتحدي القادم هو، هل يمكننا الحفاظ على توافر الدواء بأسعار مناسبة في الوقت نفسه؟ أم أننا مقبلون على سيناريو "الدواء موجود، لكن المواطن لا يستطيع شراءه"؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.