من الخدمات إلى المصانع، ثورة صناعية هادئة في جنوب الهند تهدد تصدر الصين

الأحد، 13 يوليو 2025 04:14 م

الهند

تحليل/ ميرنا البكري

ما يحدث في جنوب الهند اليوم، أشبه بثورة صناعية حديثة، فـ تاميل نادو، بنغالورو، وهوسور ليست مجرد أسماء مدن فقط، بل أصبحت مراكز عملاقة للتصنيع تخطف أنظار العالم، خاصةً الشركات التي تهرب من التوترات التجارية في الصين وأمريكا.

وذلك ليس صدفة، إذ كانت تسعى الهند للدخول على خريطة الصناعة العالمية، وما جعل هذا التحول ملموسًا ومثيرًا هو أن هناك ولايات بالفعل بدأت تحقق حلم "اصنع في الهند" الذي وعد به مودي في عام 2014.

الهند ستصبح مركز تصنيع السيارات الأول عالميًا في 2029 - الطاقة — **الصناعة في الهند**

دلتا إلكترونيكس، محطة مترو تحكي قصة تحول

قامت دلتا إلكترونيكس التايوانية (شركة إلكترونيات) بشراء اسم محطة مترو، ودفعت 7.5 مليون دولار، وهذا ليس مجرد دعاية، بل رسالة قوية أن الشركة قادمة لتستقر وتبني مستقبلها في قلب الهند.

هذا الاستثمار جزء من خطة أوسع لتوسيع وجودها الصناعي بجنوب الهند، مع مصنع ضخم في تاميل نادو يقوم بتصنيع شواحن سيارات كهربائية ومكونات لأيفون، وتقول الشركة بوضوح: "إذا طلب العميل أن نخرج من الصين، فسوف نخرج من الصين."

تاميل نادو، ولاية تغري المستثمرين

قدمت ولاية تاميل نادو حوافز ضخمة للشركات، منها إعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات، بنية تحتية ممتازة، وسهولة وصول لميناء تشيناي، هذا بخلاف استجابة الحكومة السريعة لأي طلب.

والنتيجة، اختارت دلتا مدينة “تاميل نادو” لبناء أكبر مصانعها بداخلها، بجانب مئات الشركات الأخرى التي بدأت تتدفق على الولاية. واليوم، تمثل "تاميل نادو" أكثر من 40% من صادرات الهند من الإلكترونيات، ونصف إنتاجها من السيارات وقطع الغيار.

من الخدمات للصناعة، الهند تغير نشاطها

تعتمد الهند على قطاع الخدمات، خاصةً تكنولوجيا المعلومات، ورغم حملة "اصنع في الهند" التي بدأت في 2014، لم ترتفع نسبة التصنيع في الناتج المحلي بشكل كبير ومازالت تقف عند 17.3%.

هذه الصورة ليست دقيقة بالكامل، لأن ولايات الجنوب مثل تاميل نادو تسير في اتجاه مختلف تمامًا، وقريبًا ستصل لنسبة 25% المستهدفة، ذلك نتيجة استثمار طويل المدى في التعليم، البنية التحتية، وسياسات تفهم المستثمرين وتسهل لهم حياتهم.

هوسور، من مدينة مهجورة إلى قلعة صناعية هندية تنافس العالم

كانت مدينة هوسور من 30 عاماً مكانًا مهجورًا، ولا يوجد بها إلا عدد قليل من المصانع، وتسافر الناس منها في الإجازات.

الآن، أصبحت مدينة صناعية من الطراز الأول، وبها أكبر مصنع سكوترات كهربائية في العالم، ومجمع إلكتروني عملاق لشركة "تاتا"، ومصنع يصنع مكونات طائرات لشركة رولز رويس.

الأهم أن الحكومة المحلية وفرت الأراضي والبنية التحتية بسرعة، وهذا نادرًا للغاية في الهند، بسبب قوانين ملكية الأراضي المعقدة.

التحدي الأكبر، الصين لازالت داخل المصنع

رغم كل الذي تحقق، لا يزال هناك نقطة ضعف كبيرة، فلا زالت المصانع في الهند تعتمد على الصين في مكونات حساسة مثل الرقائق والمغناطيسات التي تدخل في البطاريات.

أي خطوط الإنتاج تعمل، لكن إذا قررت الصين إيقاف التصدير لأي سبب، تقف هذه المصانع، وهذا الذي يجعل الكثير من الشركات تفكر في توطين سلاسل التوريد داخل الهند نفسها.

الهند تتجاوز اليابان، صعود اقتصادي يعيد تشكيل الخريطة العالمية

الهند، على طريق القمة، حققت نمو اقتصادي مستمر وتستعد للتفوق على ألمانيا

معلومات مهمة عن العلاقات الاقتصادية بين الهند والصين — **الصين والهند**

توقعات مستقبلية، هل تستطيع الهند أخذ مكان الصين؟

ما يحدث الآن هو بداية حقيقية لتحول كبير في الخريطة الصناعية العالمية، إذا استطاعت الهند:

1.توطين سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على الصين.

2. أن تحافظ على تنافسيتها في التكلفة والبنية التحتية.

3.توسع التعليم الفني والتكنولوجي.

ختامًا، أصبح كلًا من تاميل نادو وبنغالورو رمز لتحول الهند من "اقتصاد خدمات" لعملاق صناعي، وتراهن الشركات الكبيرة مثل دلتا على الجنوب، ليس من أجل التكاليف فقط، لكن بسبب أن هناك حكومات تعمل بالفعل وتسهل الطريق، لكن حتى يكتمل الحلم، لا بد أن تُعالج الهند اعتمادها الكبير على الصين، وأن تواصل بناء بيئة تصنيع محلية متكاملة تُغنيها عن الاستيراد في سلاسل الإمداد الحيوية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.