القطاع الخاص في اختبار الأزمات، رعاية الموظفين مسؤولية عاجلة أم لا؟
الخميس، 10 يوليو 2025 11:30 ص

القطاع الخاص في اختبار الأزمات
في عالم مضطرب تتسارع فيه وتيرة الأزمات الجيوسياسية والأمنية، لم تعد الشركات قادرة على التعامل مع المخاطر كقضايا هامشية أو احتمالات بعيدة.
التطورات المفاجئة في الشرق الأوسط ومناطق إفريقيا الهشة، وضعت القطاع الخاص أمام امتحان حقيقي، هل تستطيع الشركات حماية موظفيها عندما تتوقف الخطط وتبدأ الأزمات؟

هذا السؤال لم يعد نظريًا، أصحبت كثيرًا من الشركات لم تدرك بعد أن رعاية الموظفين خلال الأزمات لم تعد خيارًا، بل واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا واقتصاديًا.
ومع تزايد حدة الأزمات وتنوع مصادر التهديد من حوادث الأمن البحري، إلى الأمراض، إلى التضليل الإعلامي، وحرائق المصانع، والمراقبة الرقمية بات من الواضح أن البنية التقليدية لإدارة المخاطر المؤسسية لم تعد صالحة.
تأخير مكلف وأحيانًا قاتل
أبرز ما يكشفه الواقع أن كثيرًا من الشركات تنتظر طويلاً قبل اتخاذ أي إجراء، وكل ما يأمل إليه أن العاصفة تمر، غير أن الانتظار لم يعد ترفًا، بل يتحول في كثير من الأحيان إلى فجوة قاتلة، ففي اللحظة التي تُغلق فيها نافذة الإجلاء، تصبح كلفة الإنقاذ باهظة، وربما غير ممكنة.
وهنا، من الضروري التأكيد على أهمية التحرك المبكر والتخطيط المسبق، والتشديد على أن الشركات التي تحدد نقاط القرار سلفًا، وهي اللحظة التي ينبغي فيها الانتقال من المراقبة إلى الفعل، تكون أكثر قدرة على تنفيذ إجلاء آمن وسريع لموظفيها.
اقرأ أيضًا:
«مايكروسوفت» تُجري عمليات تسريح كبرى لموظفين قسم الألعاب
بين إدارة المخاطر وإدارة الأزمات
من الأخطاء المفاهيمية الشائعة في المؤسسات عدم التمييز بين إدارة مخاطر السفر وإدارة الأزمات، الأولى وقائية بطبيعتها، بينما الثانية تدخل حيز التنفيذ عندما تفشل كل الخطط الأخرى، وعلى الرغم من أن الجمع بينهما ضروري، ولكن لا بد من التعامل مع كل جانب باستقلالية منهجية.
ويتجلى هذا في أهمية الاستعداد العملي، وذلك عن طريق مراجعة دورية للسياسات، تمارين محاكاة، وتدريب فرق العمل لا سيما تلك التي تتنقل في مناطق عالية المخاطر. ولذلك فإن الاختبارات النظرية وحدها لا تكفي إذ لا بد أن تخضع كل خطة للطوارئ لاختبار فعلي يثبت فاعليتها وجدواها.

أدوات رقمية ولكن ليست بديلاً
في زمن التكنولوجيا، باتت تطبيقات إدارة المخاطر أداة مساعدة ثمينة، تقدم خدمات تتراوح من التتبع اللحظي إلى إرسال إشعارات وتنبيهات بناءً على الموقع الجغرافي، إلا أن الاعتماد على الأدوات وحدها وهم خطير، فالتكنولوجيا دون تدريب وبروتوكولات واضحة لا تضمن شيئًا.
والخطر الحقيقي يكمن في الإحالة المؤسسية، أي الاعتقاد بأن هناك جهة ما في الشركة مسؤولة عن هذه الأمور، حيث نلاحظ أنه في كثير من الحالات، تكون المهام مبهمة، والمساءلة غائبة، ما يؤدي إلى فشل ذريع في لحظات الحسم.
اقرأ أيضًا:
الذكاء الاصطناعي يهز عرش التكنولوجيا.. آلاف الوظائف تنهار والاقتصاد الأمريكي يترنح
مسؤولية متغيرة ومخاطر جديدة
ورغم أن طبيعة المخاطر لم تتغير من حيث المبدأ، فإن أشكالها تطورت وتوسعت، من الملاريا في مناطق معزولة، إلى الجريمة الحضرية في المدن الكبرى، والتضليل المعلوماتي على الإنترنت.
كل هذه تحتم على الشركات تطوير رؤية جديدة للأمن التشغيلي، تشمل متابعة استخباراتية حثيثة للبيئات المحلية، وإدماج الأمن ضمن استراتيجية العمل وليس فقط كإجراء احترازي.
وفي مثال لافت، وقوع حادثة وفاة متطوع إنساني بسبب الإصابة بالملاريا في منطقة نائية، رغم أن المهمة إنسانية، فإن المنظمة تعرضت للمساءلة القانونية بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية الكافية وهو مؤشر صارخ على أن النية الحسنة لا تعفي من المسؤولية.

خارطة طريق نحو الجاهزية
لتفادي مثل هذه السيناريوهات، يجب وضع عددًا من الخطوات العملية للشركات، والمتمثلة في:
- وضع سياسات رسمية ومحدثة لإدارة السفر والأزمات.
- تدريب مستمر ومناسب لكل فئة وظيفية.
- دمج المعلومات الاستخباراتية الأمنية في جميع مراحل السفر.
- تزويد الموظفين بمنصات طوارئ فعالة وسهلة الاستخدام.
- اختبار الخطط بانتظام، وعدم الاكتفاء بصياغتها الورقية.
الحسم ضرورة لا رفاهية
إن الشركات لم تعد تملك ترف التأجيل أو الاتكال على الافتراضات، ما هو على المحك ليس فقط استمرارية العمل أو الربحية، بل حياة الأفراد وسمعة المؤسسة وحتى سلامتها القانونية.
في هذه الحقبة المتصارعة، وفي بيئة اقتصادية متقلبة وجغرافية مشتعلة، فإن من لا يخطط اليوم سيدفع الثمن غدًا وربما بأغلى ما يملك.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
توجهات التجزئة 2025.. التجارة عبر وسائل التواصل تدفعان عجلة النمو
10 يوليو 2025 01:02 ص
رسائل نصية تهدد أموال الملايين.. موجة تصيد إلكتروني تضرب خمس ولايات أمريكية
09 يوليو 2025 11:07 م
رسوم ترامب الجمركية "ابتزاز اقتصادي" أم ورقة ضغط استراتيجي للمنافسين
09 يوليو 2025 08:39 م
أكثر الكلمات انتشاراً