الإثنين، 23 يونيو 2025

07:53 ص

الذكاء الاصطناعي يهز عرش التكنولوجيا.. آلاف الوظائف تنهار والاقتصاد الأمريكي يترنح

الإثنين، 23 يونيو 2025 12:20 ص

توظيف الروبوت

توظيف الروبوت

في قلب سان فرانسيسكو ووادي السيليكون، حيث كانت تُكتب فصول الريادة التكنولوجية في العالم، تُسجل اليوم أرقام غير مسبوقة في تسريح الموظفين.

تحت ضغط عاصفة الذكاء الاصطناعي والتغيرات في السياسة التجارية، خسر قطاع تكنولوجيا المعلومات في المنطقة نحو 19% من وظائفه خلال أقل من عامين، ليتراجع إلى أدنى مستوياته منذ عام 2020.

107,700 وظيفة فقط هي ما تبقى من وظائف تكنولوجيا المعلومات في أبريل 2025، مقارنة بذروة تجاوزت 133 ألف وظيفة في منتصف 2022، وبهذا تُسجل واحدة من أسرع موجات التراجع في تاريخ قطاع كان يُنظر إليه كأكثر القطاعات أمانًا وربحية.

استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي

اقرأ أيضًا:-

التدريب في زمن الذكاء الاصطناعي، هل تغيرت قواعد تطوير المهارات؟

 أمازون تقود القطع.. والذكاء الاصطناعي بديل الإنسان

الشركات الكبرى مثل أمازون لم تتردد في المضي بخطوات سريعة نحو استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي، ومع تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتقلص الحاجة إلى فرق الدعم البشري، والمبرمجين، ومطوري البرمجيات التقليديين.

الأمر لم يعد يتعلق بالكفاءة فقط، بل بالتكلفة، فالآلة لا تُضرب عن العمل، ولا تطلب زيادة، وتعمل على مدار الساعة.

ورغم التحذيرات، فإن عجلة التحول تسير بسرعة أكبر مما توقعه الاقتصاديون، ويُرجح محللون أن هذا الاتجاه سيستمر على مدى السنوات الخمس القادمة، مما قد يؤدي إلى اختفاء 100 وظيفة تقليدية على الأقل كانت تُشكل العمود الفقري للاقتصاد الرقمي.

توظيف الذكاء الاصطناعي

 

فقاعة جديدة أم تصحيح مؤلم؟

المقارنة مع أزمة فقاعة الدوت كوم في عام 2000 تفرض نفسها بقوة، ففي ذلك الوقت، خسر القطاع نحو 29% من وظائفه خلال 18 شهرًا، واستغرق أكثر من 10 سنوات للتعافي الكامل.

لكن الفارق اليوم أن فقاعة الذكاء الاصطناعي ليست مبنية على وهم استثماري، بل على واقع تقني يتسارع بوتيرة لا ترحم، إن ما يحدث اليوم ليس مجرد ركود في التوظيف، بل إعادة هيكلة عميقة في طبيعة سوق العمل، حيث تتحول المهارات المطلوبة، وتُعاد كتابة تعريف الوظيفة من جديد.

اقرأ أيضًا:

عصر البنوك بلا موظفين، بين التحول التكنولوجي ومأزق الوظائف

نزيف الوظائف يصيب قلب الاقتصاد الأميركي

المشكلة لا تتوقف عند قطاع التكنولوجيا، فالمؤشرات تُظهر أن عدد الوظائف بدوام كامل في أمريكا انخفض بمقدار 623 ألف وظيفة في مايو 2025 وحده، وهو رابع أكبر تراجع شهري خلال خمس سنوات.

هذا التراجع الحاد دفع نسبة الوظائف بدوام كامل من إجمالي القوى العاملة إلى 79% فقط، وهي أدنى نسبة منذ أغسطس 2021، في دلالة مقلقة على ضعف الطلب الحقيقي على العمالة.

القطاعات العلمية والخدمية والتقنية لم تكن بمعزل عن العاصفة، فقدت هي الأخرى أكثر من 21,600 وظيفة منذ منتصف 2022، في تراجع لا يقل وطأة عن ما تشهده شركات التكنولوجيا الكبرى.

مقابلة عمل

 

فرص من بين الركام ولكن لمن؟

في خضم هذا المشهد القاتم، يرى البعض بارقة أمل، فالذكاء الاصطناعي لا يُدمر الوظائف فقط، بل يخلق أخرى جديدة، خاصة في مجالات البرمجة المتقدمة، تحليل البيانات، والهندسة السحابية.

لكن المشكلة أن الفجوة بين من يفقدون وظائفهم، ومن يتم تأهيلهم لشغل هذه الوظائف الجديدة، ما تزال واسعة، سوق العمل يتحول بسرعة، بينما سياسات التدريب والتعليم تسير بخطى أبطأ بكثير.

 

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل الاقتصاد والأثمان باهظة

ما نشهده ليس أزمة عابرة في التوظيف، بل تحول بنيوي في الاقتصاد العالمي تقوده الثورة الصناعية الرابعة، الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة دعم بل أصبح محرك قرار، ما يُجبر الدول والشركات والأفراد على إعادة تقييم مواقعهم في هذا الواقع الجديد.

والسؤال الآن، هل نملك ما يكفي من الرؤية والاستعداد لاقتصاد ما بعد البشر؟، أم أننا في طريقنا إلى حقبة تُدار فيها الأسواق بخوارزميات، وتُحدد فيها مصائر البشر من خلال شيفرة؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search