«قفزة تكنولوجية»، كيف يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق التنمية المستدامة؟
الأربعاء، 02 يوليو 2025 07:32 م

الذكاء الاصطناعي
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي، طفرة عالمية في الاهتمام والتطبيق، إذ بدأت الحكومات والشركات والأفراد، في تبنيه ضمن أنشطتهم اليومية، لتعظيم الكفاءة التشغيلية، وتسريع وتيرة الابتكار، وفي هذا السياق، أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، تقريرًا حديثًا تناول مبادئ وأطر استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، مسلطًا الضوء على الإمكانات الاقتصادية الكامنة فيه، والمخاطر الأخلاقية والتقنية المرتبطة به.
الذكاء الاصطناعي التوليدي.. تقنية واعدة في قلب التحول الاقتصادي
وعرف تقرير "سدايا" الذكاء الاصطناعي التوليدي، بأنه نموذج من نماذج تعلم الآلة، كما يعد جزء فرعي من الذكاء الاصطناعي، حيث لديه القدرة على إنشاء محتوى جديد يحاكي البيانات التي تم تدريبه عليها، ويشمل هذا المحتوى النصوص، الصور، الصوت، الفيديو، والرموز البرمجية، ويمكن لهذه التقنية، أداء مهام معرفية مثل الفهم، والتعلم، وحل المشكلات.

فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي
وتوقعت الهيئة أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى تطورات كبرى في عدة قطاعات سعودية، منها:-
- زيادة الكفاءة والإنتاجية عبر أتمتة المهام المتكررة، مثل تلخيص الوثائق المعقدة، أو نسخ التسجيل الصوتي إلى نصوص، أو توليد مقاطع الفيديو والصور.
- تحسين التواصل والتعاون عبر أدوات إنشاء المحتوى الرقمي، مثل توليد المحتوى، وإنشاء الصور الرقمية، وتحسين عرض النطاق الترددي للاجتماعات المرئية، وصياغة بيئات عمل افتراضية متطورة.
- اتخاذ قرارات مدروسة، استنادًا إلى تحليل وتلخيص البيانات متعددة الأنماط، والمساعدة على محاكاة السيناريوهات، التي يمكن أن تؤثر على القرارات الإستراتيجية، وعند تطبيقها تعزز هذه التقنية، النهج القائم على البيانات في صنع القرار في مختلف المجالات مثل:- إدارة الأزمات والرعاية الصحية، والتعليم.
- تحسين الشمولية وإمكانية الوصول، من خلال توفير محتوى مخصص لذوي الإعاقة، وهو ما يساهم في الوصول إلى المنصات والتواصل على مستوى العالم، من خلال إنشاء محتوى يتماشى مع اللهجات والثقافات المحلية، إذ يعزز التواصل بين الخلفيات المتنوعة من الأشخاص.
- ويمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي، أن يرفع جودة الخدمات العامة، ويعزز رضا العملاء في مختلف القطاعات مثل التعليم، الصحة، والرعاية الاجتماعية والخدمات القانونية.

مبادئ الذكاء الاصطناعي التوليدي.. التزام أخلاقي ومسؤولية تشاركية
وشدد تقرير "سدايا" على أن تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي، يجب أن يتماشى مع مبادئ أخلاقية صارمة، لضمان الاستخدام المسؤول والعادل للتقنية، من قبل المطورين والمستخدمين.
وتنطبق هذه المبادئ التي طورتها سدايا على كافة فئات المجتمع في السعودية، مثل الجهات العامة والخاصة والباحثين والموظفين في القطاعين العام والخاص.
كما أنها صممت لتنطبق على جميع أدوات الذكاء الاصطناعي المتسخدمة، وليس فقط الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهذه المبادئ هي:-
1. النزاهة والإنصاف
ويتطلب هذا المبدأ التأكد من خلو النماذج من التحيز والتمييز، وضمان تدريب الأنظمة على بيانات متنوعة وشاملة تمثل الأقليات، كما شدد على تعزيز المعرفة بمفاهيم مكافحة العنصرية والتمييز، واختبار النماذج، لتجنب التحيز في الأكواد والخوارزميات.
2. مبدأ الموثوقية والسلامة
ويهدف هذا المبدأ إلى ضمان ثبات أداء الأنظمة في مختلف السيناريوهات، مع تفعيل أدوات للرقابة البشرية والتعامل مع حالات الطوارئ، فيجب أن تلتزم أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي بالمواصفات المحددة، وفق آلية وتوقع المصممون، وتعتبر الموثوقية مقياسًا للثبات والثقة بمدى قوة الأنظمة، والسلامة تعد مقياس لضمان عملها بشكل آمن لا يشكل أى خطر على المجتمع والأفراد.
وذكر التقرير أن المطورين والمستخدمين، يجب عليهم تصميم وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي القادرة على تحمل حالات عدم اليقين وعدم الاستقرار والتقلبات التي تواجهها هذه الأنطمة.
وإنشاء مجموعة من المعايير والبروتوكولات، لتقييم موثوقية النظام لتأمين سلامة الخوارزميات والمخرجات، ووضع المشغلات/ التنبيهات المحددة مسبقًا، بناء على مخاطر النظام، ويجب أن تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي خيار تفعيل الرقابة البشرية.
ويشمل استخدام تنبيهات داخلية وأنظمة مراجعة للكشف عن الأخطاء، إضافة إلى تمييز المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي.

3. مبدأ الشفافية والقابلية للتفسير
ويؤكد هذا المبدأ أهمية التوضيح للمستخدمين بأنهم يتعاملون مع أنظمة ذكاء اصطناعي، وضرورة توفير بدائل بشرية لمن يفضلون ذلك عند التفاعل، كما يتضمن تمييز المحتوى عبر العلامات المائية، وتوثيق قرارات النظام بشكل يمكن تتبعه.
4. مبدأ المساءلة والمسؤولية
ويحمّل المطورين والموردين مسؤولية أي آثار ناتجة عن أنطمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، سواءً الأخلاقية أو القانونية، مع الالتزام بالقوانين المتعلقة بحماية البيانات والملكية الفكرية وحقوق الإنسان، وشدد على أهمية فحص البيانات بدقة، والتحقق من مصادرها وصلاحيتها من أجل الحصول على نتائج دقيقة.
وكذلك استشارة المتخصصين القانونيين، لتقييم وتخفيف المخاطر المرتبطة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
5. مبدأ الخصوصية والأمن
ويشدد على ضرورة حماية بيانات المستخدمين المجمعة خلال تدريب الأنظمة، وضمان الأمان السيبراني للنماذج، لمنع انتهاك البيانات التي يمكن أن تؤدي إلى إضرار السمعة، أو ضرر نفسي أو مالي أو مهني وغيرها، كما يتطلب تقييم مستوى المخاطر، الناتجة عن استخدام نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتصميم أنظمة مقاومة للاختراق والتعديل.
6. مبدأ التركيز على الإنسانية
ويؤكد هذا المبدأ ضرورة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، واستخدام منهجية عادلة وأخلاقية، بما يراعي كرامة الإنسان، ويرفض أي محاولات لخداع المستخدمين أو تقويض قدراتهم، كما أنه يدعو إلى تبني نهج تصميم يضع الإنسان في قلب تجربة الاستخدام، ويتيح له الخيارات واتخاذ القرارات.

7. مبدأ المنافع الاجتماعية والبيئية
ويضمن هذا المبدأ أن تسهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في خدمة الأولويات الوطنية والمجتمعية، كالتنمية المستدامة، وحماية البيئة، وتمكين الفئات الأقل حظًا، وتجنب أي استخدام قد يُحدث ضررًا مباشرًا أو غير مباشر على البشر أو البيئة.
وأكد التقرير أهمية الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرًا إلى أن تحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية، ويتطلب إطارًا أخلاقيًا صارمًا وشفافًا، يراعي القيم الإنسانية، ويعزز الشفافية والمساءلة.
وفي هذا السياق، تبرز المملكة العربية السعودية كمثال إقليمي، يسعى لتوظيف الذكاء الاصطناعي، بما يخدم التحول الوطني المستدام، ويحمي مصالح المجتمع بكافة أطيافه.
اقرأ أيضًا:-
تحول الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى عامل ضغط اقتصادي جديد
135 مليار دولار بحلول 2030، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح السعودية؟
135 مليار دولار، الذكاء الاصطناعي التوليدي نقطة تحول لتطوير الأعمال الحكومية الرقمية
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
كيف تُزعزع سياسات ترامب مكانة واشنطن الاقتصادية؟
03 يوليو 2025 07:11 ص
«الدارك ويب», جريمة منظمة في قلب الاقتصاد الرقمي
03 يوليو 2025 02:20 ص
الطاقة النووية من الظل إلى قلب معادلة الطاقة العالمية
02 يوليو 2025 07:17 م

أكثر الكلمات انتشاراً