الأحد، 29 يونيو 2025

11:57 م

الذكاء الاصطناعي يُربك الوظيفة الأولى، خريجو الجامعات أمام واقع جديد في سوق العمل

الأحد، 29 يونيو 2025 01:51 م

الذكاء الاصطناعي وسوق العمل

الذكاء الاصطناعي وسوق العمل

يستعد ملايين الطلاب حول العالم لتوديع مقاعد الدراسة ودخول سوق العمل، حيث يتصاعد القلق بشأن المستقبل الوظيفي.

خريجي الجامعات

لا سيما أن الجيل الجديد يواجه منافسة غير تقليدية من أدوات الذكاء الاصطناعي، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تباطؤ وتذبذب ناتج عن سياسات الحماية التجارية والاضطرابات الجيوسياسية، السؤال المطروح اليوم لم يعد أين سيعمل الخريجون؟ بل هل لا تزال هناك وظيفة أولى في الأصل؟

بداية الطريق مهددة بالزوال

لطالما كانت الوظائف المبتدئة بوابة الخريجين إلى مسار مهني متدرج، يبدأ من مهام بسيطة تتيح التعلم والتدرج وصولًا إلى أدوار قيادية. 

لكن هذا النموذج يبدو مهددًا الآن، حيث أصبح الوضع الحالي يشبه ما حدث في قطاع التصنيع خلال ثمانينيات القرن الماضي، عندما قضى الأتمتة على وظائف ذات مهارات متدنية، وكانت نقطة تحول كبيرة في السوق الوظيفي.

إن وظائف البرمجة البسيطة، وتلك المتعلقة بالتحقق من جودة الأكواد، وهي مهام كانت مخصصة للموظفين المبتدئين في شركات التكنولوجيا، أصبحت اليوم تنفذ بكفاءة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي. 

الأمر نفسه ينطبق على قطاعات مثل التجزئة والشؤون القانونية، حيث بدأ التسليع الذهني يأخذ حيزًا فعليًا من المهام التي كانت حكرًا على العنصر البشري.

استبدال البشر في العمل

الفجوة بين العرض والطلب تتسع

تشير المؤشرات الأولية إلى ارتفاع معدلات البطالة بين خريجي الجامعات بوتيرة أسرع من باقي الفئات، مع أن البيانات لم تُثبت بعد وجود علاقة سببية مباشرة مع الذكاء الاصطناعي. 

لكن شركات في وول ستريت تدرس خفض التوظيف في مستويات الدخول، في ظل إمكانية إحلال الأتمتة في هذه المواقع، ما يعزز هذه المخاوف.

نحو ثلثي الوظائف المدرجة في السوق تتطلب مهارات يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تنفيذها بكفاءة جزئية أو كاملة، ما يجعل الخريجين الجدد في موقف أكثر هشاشة من أي وقت مضى. 

المفارقة أن المهارات التي كانوا يتعلمونها كمستوى أولي أصبحت تُنجز من قبل تقنيات دون خبرة، وبتكلفة أقل، ولذلك أصبح عليهم أن يسعوا في تعلم مهارات أخرى تميزهم عن غيرهم.

اقرأ أيضًا:

هل يفتَح "مسجل الأحلام" أبواب صناعة رقمية جديدة؟

الذكاء الاصطناعي أداة تهدد ولكن لا تستبدل

رغم الصورة القاتمة، هناك جانب أكثر توازنًا، ولم تقم الشركات بالاستغناء الكلي عن الموظفين المبتدئين، بل تم إعادة توزيع المهام، ما أتاح للبعض القفز إلى مسؤوليات أكبر في وقت مبكر من مسيرتهم. 

فبعض أدوات الذكاء الاصطناعي أصبحت تتولى المهام المتكررة، ما يحرر وقت الموظفين للتفرغ لأعمال أكثر استراتيجية أو إبداعية.

كذلك، تُظهر التجربة الواقعية أن الذكاء الاصطناعي لم يصل بعد إلى الكفاءة الكاملة، ففي دراسة لشركة IBM، فشلت 75% من مشاريع الذكاء الاصطناعي في تحقيق العائد المتوقع على الاستثمار.

ما يعني أن المراهنة الكاملة على التقنية دون العنصر البشري لا تزال محفوفة بالمخاطر، وهذا ما يدفع بعض الشركات مثل Duolingo إلى التراجع عن خطط الاستبدال الكامل للبشر.

تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعليم

إصلاح منظومة التعليم والتوظيف معًا

التحدي الأكبر اليوم لا يكمن فقط في طبيعة الذكاء الاصطناعي، بل في جاهزية الأنظمة التعليمية وسوق العمل للتكيف مع هذه الطفرة.

إن دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية مبكرًا، ليس فقط من باب المعرفة التقنية، بل كأداة تحليلية تساعد الطلاب على فهم التغيرات المتسارعة في أسواق العمل.

في الوقت نفسه، على الشركات أن تراجع طريقة تعاملها مع الخريجين الجدد، والانتقال من نمط التدريب على المهام البسيطة إلى تمكين سريع في المهام المعقدة، بما ينسجم مع ديناميكيات العمل الجديدة.

اقرأ أيضًا:

ثورة الذكاء الاصطناعي، آفاق جديدة في صحة الدماغ وتشخيص الأمراض العصبية

التحول الصامت في قيم التوظيف

في عالم يتحول فيه الذكاء إلى سلعة رقمية، لم تعد الأفضلية للمتميز أكاديميًا فقط، بل لمن يمتلك المرونة الذهنية، والفضول، والقدرة على التكيف السريع. 

هذا التحول يعيد رسم خريطة التوظيف المستقبلية، ويطرح أمام الخريجين تحديًا جديدًا، لم يعد الطريق يبدأ من الوظيفة الأولى، بل من القيمة الأولى التي تستطيع تقديمها في بيئة عمل مدفوعة بالتحول المستمر.

الذكاء الاصطناعي يقتحم سوق العمل

إعادة تعريف البداية

ما يجري ليس مجرد ركود وظيفي، بل إعادة تعريف لمفهوم البداية المهنية في ظل الذكاء الاصطناعي، الجيل الجديد، خاصة من مواليد الألفية وجيل زد، أمام مفترق طرق، إما أن يكتفوا بانتظار وظيفة تقليدية لن تأتي، أو أن يصنعوا طريقهم الجديد مستندين إلى مهارات المستقبل، لا مؤهلات الماضي.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search