الأحد، 29 يونيو 2025

09:44 م

هل يفتَح "مسجل الأحلام" أبواب صناعة رقمية جديدة؟

الأحد، 29 يونيو 2025 11:52 ص

تسجيل الأحلام

تسجيل الأحلام

في ظل الطفرة غير المسبوقة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تتوالى الابتكارات التي كانت حتى وقت قريب حكراً على الخيال العلمي. 

أحدث هذه الإنجازات يأتي من أمستردام، حيث كشفت شركة ناشئة تُدعى "Modem Works" عن جهاز يُسمى "Dream Recorder" (مسجل الأحلام)، يتيح تحويل الأحلام إلى محتوى مرئي باستخدام الذكاء الاصطناعي.

بعيداً عن الأبعاد الفلسفية أو العلمية لهذا المشروع، يطرح هذا الابتكار سؤالاً جوهرياً حول بعده الاقتصادي: هل نحن أمام نواة حقيقية لصناعة رقمية جديدة قد تُعيد تشكيل بعض أنماط الاقتصاد المعرفي؟

 أم أنها لا تزال مجرد تجربة بحثية في طورها الأولي، وغير قابلة للتحول التجاري واسع النطاق على المدى القصير؟

تسجيل الأحلام

اقرأ أيضًا:

من الخيال للواقع، جهاز جديد يحول الأحلام لمقاطع فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي

اقتصاد الابتكار في المراحل المبكرة.. النفقات تتفوق على العائد

جهاز Dream Recorder لا يزال ضمن نطاق المشاريع مفتوحة المصدر، ما يعني أن الشركة لا تبيعه كمنتج نهائي، بل تتيح كود التشغيل وقائمة المكونات، ليقوم المستخدم بتجميعه ذاتيًا.

ورغم أن تكلفة تصنيع الجهاز وفقاً للمواصفات المعلنة تبلغ حوالي 285 يورو، إلا أن تلك التكلفة لا تشمل الاشتراكات السحابية لخدمات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد عليها المنصة، مثل واجهات OpenAI وLumaLabs، مما يضيف تكلفة تشغيلية مستمرة لكل حلم يتم توليده.

في المقابل، لا توجد حتى الآن قناة ربح مباشرة للشركة، باستثناء المحتوى البحثي والتجريبي، هذه الحالة تنتمي إلى ما يُعرف في الاقتصاد الابتكاري بمرحلة التحقق من المفهوم (Proof of Concept).

والتي تتسم غالبًا بارتفاع الإنفاق مقابل عائدات تجارية شبه معدومة، ويشير هذا إلى أن الابتكار، رغم طابعه الثوري، لا يزال بعيدًا عن خلق قيمة اقتصادية حقيقية بالمعايير الاستثمارية التقليدية.

تسجيل الأحلام

منصة مفتوحة المصدر.. قوة جماعية أم تهديد تجاري؟

تعتمد الشركة على نموذج المصدر المفتوح، حيث يُتاح الكود البرمجي للجمهور عبر GitHub، هذا النموذج يمنح الابتكار سرعة انتشار ومعرفة جماعية تسهم في تطويره وتحسينه، لكنه في ذات الوقت يُعقد فرص احتكاره أو تحويله إلى نموذج ربحي مغلق.

اقتصادياً، يمثل هذا النموذج تحدياً للشركات التي تسعى لجني أرباح مباشرة من الابتكار، فهو يُضعف عنصر الملكية الفكرية، ويقلل من الحواجز السوقية أمام المنافسين.

خصوصاً إذا ظهرت شركات قادرة على تجميع الجهاز وبيعه في شكل منتج نهائي بأسعار أرخص أو بخصائص محسنة، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات تفويت القيمة السوقية الأولية للمطور الأصلي.

اقرأ أيضًا:

تحول الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى عامل ضغط اقتصادي جديد

فرص اقتصادية مستقبلية.. صناعة محتوى اللاوعي؟

رغم التحديات، يمكن لهذا النوع من الابتكارات أن يُعيد تشكيل صناعات قائمة بالفعل، أو يخلق مسارات اقتصادية جديدة، خاصة في قطاعات مثل:

صناعة الترفيه: قد تتبنى شركات الإنتاج هذه التقنية لإنتاج مشاهد مستوحاة من الأحلام في ألعاب الفيديو أو الأفلام، ما يفتح الباب أمام ما يمكن تسميته بـ"محتوى الوعي الذاتي".

الرعاية النفسية والعلاج السلوكي: تحليل الأحلام بصيغة بصرية قد يسهم في تطوير أدوات جديدة للعلاج أو المراقبة النفسية.

التطبيقات التعليمية والفنية: استخدام الحلم كمصدر لتوليد أفكار فنية، أو استغلاله في بيئات تعليمية تعتمد على الإدراك الحسي.

كل هذه الاستخدامات المحتملة، رغم جاذبيتها، ما تزال تعتمد على عوامل تمويلية وتنظيمية وتكنولوجية لم تكتمل بعد. 

وعلى المدى القصير، قد يكون الاستثمار في هذه التقنية محدوداً ومحفوفاً بالمخاطر، ولا يُتوقع له أن يحقق نمواً سريعاً أو عائداً مستقراً.

اقرأ أيضًا:

135 مليار دولار بحلول 2030، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح السعودية؟

سباق داخل العقل البشري

يأتي ابتكار Dream Recorder ضمن سياق عالمي متسارع لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم الدماغ البشري، كما ظهرت تجارب مشابهة في اليابان وسنغافورة والصين في السنوات الأخيرة، معظمها في إطار البحث الأكاديمي باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أو واجهات الدماغ والحاسوب (BCI). 

ويعني هذا أن المنافسة تزداد حدة في مجال استكشاف اللاوعي البشري، لكن دون نموذج تجاري ثابت حتى الآن، ولكن لا شئ بعيد.

تُعد الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي اللاعبين الأساسيين في هذا المجال، مما قد يضع شركات صغيرة مثل Modem Works أمام معادلة صعبة، إما أن تُستوعب داخل كيانات أكبر من خلال الاستحواذ، أو أن تظل محصورة في إطار التجريب الأكاديمي أو المجتمعي المفتوح المصدر.

الأحلام

الواقع الاقتصادي يسبق الخيال العلمي بخطوات

رغم أن فكرة تحويل الأحلام إلى فيديو تبدو مذهلة، وربما تمثل إحدى أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي إثارة للفضول، فإن واقعها الاقتصادي لا يزال هشًا، يعتمد على نماذج مفتوحة المصدر، ويواجه تحديات التمويل والتطبيق التجاري على نطاق واسع.

وفي ظل محدودية الربح المباشر، وعدم وجود نماذج تجارية قوية أو سوق واضحة المعالم، فإن هذا الابتكار، كما هو الآن، يبقى أقرب إلى مشروع بحثي طموح منه إلى منتج اقتصادي ناضج.

لكن مع تطور قدرات المعالجة السحابية وانخفاض كلفة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن الباب لا يزال مفتوحًا أمام هذه الابتكارات لتحجز مكانًا في اقتصاد المستقبل، ولكن بشرط أن تجد الاستخدام العملي المناسب والسوق الذي يقدر قيمة الأحلام.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search