السبت، 28 يونيو 2025

09:53 م

ثورة الذكاء الاصطناعي، آفاق جديدة في صحة الدماغ وتشخيص الأمراض العصبية

السبت، 28 يونيو 2025 04:40 م

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

يشهد عالم الطب تحولًا جذريًا بفضل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، الذي بات يلعب دورًا محوريًا في تشخيص الأمراض المعقدة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الصحية المزمنة. 

يتجلى هذا الدور بوضوح في الابتكارات التي تهدف إلى رصد صحة الدماغ بشكل غير جراحي، من خلال تحليل ديناميكيات الضغط داخل الجمجمة. 

يُعد هذا التطور نقلة نوعية في التعامل مع الاضطرابات العصبية على مستوى عالمي.

في سياق التحديات الصحية المتزايدة، برز تطور علمي بارز يجمع بين التكنولوجيا غير الجراحية والذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يغير قواعد العناية بالدماغ إلى الأبد. 

فمع كون الأمراض العصبية هي السبب الرئيسي للإعاقة وتدهور الصحة عالميًا، لا يزال التقييم المبكر صعبًا والعلاج مكلفًا، وغالبًا ما يأتي التدخل الطبي بعد فوات الأوان.

 وفي هذا السياق، ظهر تطور علمي بارز قد يغير قواعد العناية بالدماغ، بفضل الجمع بين التكنولوجيا غير الجراحية والذكاء الاصطناعي، وسط تصاعد التحديات الصحية، وفقًا لتقرير حديث نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.

تحدي عالمي معقد.. وصعوبة في الاكتشاف المبكر

تعتبر صحة الدماغ أحد أكثر التحديات تعقيدًا في الطب الحديث، حيث تمثل الأمراض العصبية السبب الأول للإعاقة وتدهور الصحة على مستوى العالم، ومع ذلك لا تزال عملية التقييم صعبة، والعلاج مكلفًا، وغالبًا ما يتم التدخل بعد فوات الأوان.

ووفقًا للتقرير، كشفت شركة "Brain4care" عن تقنية مبتكرة تتيح لأول مرة رصد ديناميكيات الضغط داخل الجمجمة بشكل غير جراحي وفي الوقت الفعلي، ما يوفر إمكانية اكتشاف مبكر للتغيرات الفيزيولوجية التي قد تسبق الأمراض العصبية.

تكلفة التأخير في مراقبة الدماغ

في مجال علاج السكتات الدماغية، يقال دائمًا الوقت هو الدماغ “time is brain” ، لكن هذه العبارة تنطبق على طيف واسع من الحالات العصبية، من إصابات الرأس الحادة إلى الصداع المزمن والخرف القابل للعلاج.

وغالبًا لا تظهر الأعراض إلا بعد أن يكون الضرر قد حدث بالفعل، لا بسبب ضعف في المعرفة الطبية، بل بسبب غياب أدوات المراقبة المستمرة والآمنة، حتي الوقت الحالي، تظل مراقبة ضغط الجمجمة تعتمد على وسائل جراحية، تقتصر على الحالات الشديدة داخل وحدات العناية المركزة.

قراءة ضغط الدماغ دون تدخل جراحي

تقدم شركة Brain4care حلاً جذريًا، من خلال تحليل موجات الضغط داخل الجمجمة لتقديم صورة رسومية توضح مدى استجابة الدماغ لتغيرات الضغط والحجم. هذه الموجات تعكس مرونة الدماغ، أي قدرته على التكيف مع تغيرات الدورة الدموية والسوائل المحيطة به.

بمجرد أن تفقد هذه الأنظمة قدرتها على التكيف، تبدأ مضاعفات مثل ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، ما قد يؤدي إلى أضرار لا رجعة فيها.

الذكاء الاصطناعي يعزز الفهم السريري

يضيف الذكاء الاصطناعي (AI)  بُعدًا جديدًا لهذه التقنية، إذ يمكنه تحليل خصائص الموجات واستخلاص مؤشرات عصبية مهمة تساعد الأطباء على تقييم المخاطر واتخاذ قرارات وقائية مبكرة.

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Digital Medicine أن الذكاء الاصطناعي يستطيع التنبؤ بالقيم الفعلية للضغط داخل الجمجمة عبر تحليل البيانات غير الجراحية، مما يعزز قدرة هذه التكنولوجيا على العمل في سياقات سريرية متعددة.

عبء متزايد عالميًا.. الحاجة إلى أدوات جديدة

وفقًا لمجلة Lancet Neurology، تحتل الاضطرابات العصبية المرتبة الأولى عالميًا من حيث سنوات العمر المصححة بالإعاقة، وتشمل السكتة الدماغية والخرف والصرع وإصابات الدماغ الميكانيكية.

على سبيل المثال، أثرت السكتة الدماغية على أكثر من 100 مليون شخص ، خلال عام 2019، بتكلفة اقتصادية قاربت 2 تريليون دولار.

إصابات الدماغ الميكانيكية تسبب إعاقات دائمة لأكثر من 50 مليون شخص، بتكلفة اقتصاد عالمي حوالي 400 مليار دولار سنويًا، كما أن الاستسقاء الدماغي بضغط طبيعي يصيب حوالي 6% من من هم فوق 80 عامًا.

كل هذه الحالات تؤكد أهمية أدوات المراقبة المبكرة، التي لا تزال غائبة عن كثير من أنظمة الصحة العالمية.

نحو تغيير في سياسات الصحة العامة

تعيد تقنية Brain4care النظر في كيفية تعامل الأنظمة الصحية والسياسات العامة مع أمراض الدماغ، ليس من زاوية الاستجابة فقط، بل من منظور الوقاية والرصد المبكر.

قد تشمل الاستخدامات المستقبلية، بروتوكولات جديدة بعد جراحات المخ أو الإصابات، وفحص دوري لكبار السن لتحديد مؤشرات التدهور المعرفي الإدراكي، وإدماجها في برامج الصحة العامة بالمناطق التي تفتقر للتصوير المتقدم، بالإضافة إلى توفير بيانات بحثية مهمة لدعم التجارب السريرية المبكرة.

الذكاء الاصطناعي والطب

من البرازيل إلى العالم.. تكنولوجيا بأثر عالمي

تعود جذور هذه التقنية الجديدة إلى أبحاث متعددة التخصصات في البرازيل، من علماء ومهندسين وأطباء، انتهت إلى اكتشاف ما يسمى بـ"أعصاب الجمجمة the cranial pulse. " كعلامة حيوية جديدة.

واليوم، تستخدم هذه التقنية في أكثر من 110 دراسة بحثية، ونالت موافقة كل من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والوكالة البرازيلية ANVISA، ما يعزز موثوقيتها وسهولة اعتمادها.

والأهم، أن التقنية لا تتطلب بنية تحتية معقدة أو مكلفة، ما يفتح الباب أمام استخدامها في المناطق النائية وذات الموارد المحدودة، ويساعد على تقليص فجوة التفاوت الصحي عالميًا.

خطوة نحو منع التدهور قبل وقوعه

تعتبر القدرة على رصد مرونة الدماغ بشكل آني وبدون تدخل جراحي نقلة نوعية،  فبدلاً من الاستجابة عند ظهور الأعراض، تتيح هذه العلامة الحيوية الجديدة اكتشاف التغيرات الفيزيولوجية المبكرة التي تُنذر بخلل عصبي قادم.

إنها ليست فقط تقنية طبية مبتكرة، بل فرصة لإعادة تصور كيفية حماية الدماغ، ليس بعد الضرر، بل قبل أن يبدأ.

اقرأ أيضًا: مهمل منذ 100 عام، الذكاء الاصطناعي يحيي علاجًا منسيًا ينقذ الأرواح (تفاصيل)

ثورة الذكاء الاصطناعي، كيف حققت الشخصيات الرقمية ملايين الدولارات في الصين؟

اقرأ أيضًا: استثمارات تتبخر ومليارات تنهار، هل أصبح الذكاء الاصطناعي عبئًا على عمالقة التكنولوجيا؟

من الطاقة المهدرة للأرباح الرقمية، الوجه الجديد للاستثمار في عصر الذكاء الاصطناعي

تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search