الجمعة، 27 يونيو 2025

08:32 ص

"أسلحة السيطرة دون قتل"، لماذا يتوسع سوق الأسلحة غير الفتاكة عالميًا؟

الخميس، 26 يونيو 2025 12:59 ص

الأسلحة غير القاتلة

الأسلحة غير القاتلة

في عالم يزداد فيه العنف السياسي والتوترات الأمنية، تتجه الأنظار إلى سوق من نوع خاص، سوق الأسلحة غير القاتلة، هذه الفئة من الأسلحة التي تهدف إلى شل حركة الخصم دون التسبب في الوفاة، تشهد نموًا سريع الوتيرة.

إذ من المتوقع أن يصل حجمها إلى 8.62 مليارات دولار في عام 2025، قبل أن يرتفع إلى 11.19 مليارًا دولار، بحلول عام 2030، وبمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.36%.

الأسلحة غير القاتلة

جائحة كوفيد-19 نقطة تحول غير متوقعة

ورغم أن الأسلحة غير الفتاكة ارتبطت سابقًا بقوات مكافحة الشغب، وبعض الاستخدامات العسكرية الخاصة، فإن انتشار جائحة كورونا غير قواعد اللعبة. 

وفي ظل الإغلاقات والقيود الصارمة، تصاعدت أعمال الشغب والمواجهات مع السلطات في أنحاء مختلفة من العالم، ما دفع أجهزة الأمن، إلى استخدام أسلحة غير مميتة لتفريق الحشود، واحتواء التوترات دون تصعيد القتل.

وبشكل غير مباشر، ساهمت الجائحة في تحفيز الابتكار التقني في هذه الصناعة، فظهرت أنظمة متطورة مثل أجهزة الصوت بعيدة المدى، وقنابل الصوت، وحتى أنظمة اعتراض ليزرية، في محاولة لضبط الجماهير دون التسبب في إصابات خطيرة أو دائمـة.

 

اقرأ أيضًا:

"9 دول نووية".. سباق تسلح يُكلف العالم مليارات ويهدد استقراره الاقتصادي

دوافع عالمية، العنف المدني والتوترات الجيوسياسية

ليس كورونا وحده من حرك المياه الراكدة، فتصاعد العنف المسلح المدني وازدياد الاحتكاك بين القوات الأمنية والمتظاهرين، دفع حكومات عديدة إلى الاستثمار في ترسانة أقل ضررًا. 

المشهد واضح في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وبعض دول أوروبا، حيث باتت أجهزة الأمن تستخدم أدوات مثل الطلقات المطاطية، والرغوة اللاصقة، والذخيرة الإسفنجية، لتقليل الأضرار البشرية والإعلامية.

وفي حالات كثيرة، تسعى الحكومات لتحقيق معادلة دقيقة، السيطرة على الوضع الأمني، دون استثارة الرأي العام أو المنظمات الحقوقية، وهو ما يجعل الأسلحة غير الفتاكة، أداة سياسية أمنية بامتياز.

رصاص مطاطي

 

العسكر يدخلون على الخط، تقنيات متقدمة ومهام جديدة

اللافت أن السوق لم يعد حكرًا على الشرطة وقوات الأمن الداخلي، بل بات الجيش نفسه يولي اهتمامًا متزايدًا بهذه الأسلحة، خاصة مع تغير طبيعة العمليات العسكرية. 

فمهام اللا حرب أو ما يُعرف بـ MOOTW كحماية القوافل، وتأمين المدنيين، ومكافحة التهريب تتطلب أدوات أكثر دقة وضبطًا، كما يشير تقرير صادر عن mordorintelligence، إلى اهتمام متزايد بتطوير أنظمة مثل الدرع الصوتي البلازمي، والذخائر الكهربائية، وقنابل الفلفل المتطورة، حتى الناتو دخل على الخط، بتنظيمه تمرينًا مشتركًا في بلجيكا عام 2016، لتقييم فعالية هذه الأسلحة ميدانيًا.

اقرأ أيضًا:

رادارات المراقبة العسكرية، العيون التي لا تنام في صراع التسلح

 

أسيا والمحيط الهادئ أسرع الأسواق نموًا

لكن النقلة النوعية الحقيقية تحدث في الشرق، وتحديدًا في منطقة أسيا والمحيط الهادئ، التي يُتوقع أن تسجل أعلى معدل نمو خلال الفترة القادمة.

وفي الصين، بدأت شركات محلية بتطوير نماذج فريدة مثل قاذفة CS/LW21 الكهرومغناطيسية، وهي مدفع يُطلق رصاصًا على شكل عملة معدنية باستخدام الطاقة الكهرومغناطيسية بدلًا من البارود، وهذه التقنية، التي تتيح تحكمًا دقيقًا في السرعة والقوة، مصممة خصيصًا لمهام مكافحة الشغب.

وفي الهند ظهر توجه مماثل، حيث أعلنت شركة Apastron Private Limited، عن تصميم أسلحة مستوحاة من القتال التقليدي، مزودة بصواعق كهربائية وعصي قتالية متقدمة، استجابة لمواجهات حدودية غير تقليدية مع القوات الصينية.

صاعق كهربائي

 

فرص وتحديات السوق

السوق واعد بلا شك، لكن التحديات لا تزال حاضرة، فمسائل حقوق الإنسان، والتشريعات الدولية، واختبارات السلامة تضع ضغوطًا على المصنعين، كما أن بعض الاستخدامات المثيرة للجدل، قد تُعرض الشركات والدول لمساءلات قانونية.

من جهة أخرى، فإن الابتكار التقني المستمر يفتح آفاقًا جديدة، سواءً على مستوى البرمجيات التكتيكية التي توجه هذه الأسلحة، أو في تطوير مواد أكثر كفاءة وأقل خطرًا.

 

تكنولوجيا السيطرة لا القتل

في عالم تتغير فيه طبيعة التهديدات، وتصبح المواجهات أكثر تعقيدًا، تقدم الأسلحة غير القاتلة، حلًا تكنولوجيًا وأخلاقيًا في كثير من السياقات. 

وبينما تبقى الأسلحة الفتاكة حاضرة في المعارك التقليدية، يبدو أن ساحات الاحتجاج والصراعات الناعمة وجبهات المدن، باتت بحاجة إلى سلاح جديد، سلاح يُخضع ولا يُزهق الأرواح.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search