الأحد، 15 يونيو 2025

05:43 ص

حروب المسيرات تصل للمحيط، تايوان تواجه التنين بسلاح غير تقليدي

السبت، 14 يونيو 2025 04:34 م

الصين وتايوان

الصين وتايوان

تحليل/ ميرنا البكري

تجهز تايوان تجهز للأحداث المقبلة المحتملة، وسط تهديدات صينية بغزو الجزيرة، وظهرت فكرة ليست تقليدية: "الحرب بالمسيرات البحرية". أي ليست غواصات ضخمة، لكن بمراكب صغيرة، بدون طاقم، متفجرات ثقيلة، وتكنولوجيا عالية.


وهذه ليست مجرد فكرة دفاعية، بل أيضًا تحرك مليارات وتفتح أبواب لصناعات جديدة، وسوق السلاح بأخذ شكل آخر.

حرب تحت سطح البحر.. كيف ستؤثر المسيرات المائية على نزاع الصين وتايوان؟
المسيرات البحرية

الطائرات البحرية بدون طائر، سلاح الفقراء لكنه فعال

تعمل هذه المراكب بالريموت، وتكون محملة بالمتفجرات، وتوجه للسفن أو حتى الطائرات، وأهم ما يميزها إن تكلفتها أقل بكثير من القطع البحرية التقليدية، والإنتاج أسرع، وتعطي ميزة تكتيكية رهيبة في "حرب غير متكافئة".

هذه نفس الفكرة التي استخدمتها أواكرانيا أمام روسيا في البحر الأسود، واستطاعت أن تعطل أسطول أقوى منها بكثير. فأخذت تايوان الدرس وبدأت تطبق.

 ميزانيات وأرقام، اللعبة ليست رخيصة

1. خصصت الحكومة التايوانية ميزانية أولية للمشروع وصلت لـ 800 مليون دولار تايواني (حوالي 26.7 مليون دولار أمريكي).

2. ما زالت تدخل الطائرات ضمن حزمة إنفاق عسكري إضافية خلال 2025.

3. شركات تايوانية مثل "Thunder Tiger" دخلت بقوة في المجال، وقامت بتطوير مسيرة تسمى"Sea Shark 800" تستطيع أن تحمل طن وربع متفجرات وتقطع مسافة 500 كم، أي ببساطة تتولد صناعة دفاع جديدة  والمستثمرين يروا فرص كبيرة منها.

 الحرب تصنع اقتصاد جديد، صناعة السلاح التايوانية تتغير

1.قديمًا، كانت تايوان معتمدة على دعم عسكري أمريكي، الآن هناك اتجاه حقيقي لتصنيع محلي.

2.معرض الدفاع الذي سيحدث الأسبوع المقبل سيجمع 12 شركة محلية وأجنبية، وسيكون بداية لصناعات دفاعية متقدمة.

3. شركات أمريكية مثل "Huntington Ingalls" تبحث عن الفرص، وهذا معناه شراكات، نقل تكنولوجيا، وضخ استثمارات.

اقرأ أيضًا: 

الصين تطلق طائرة عسكرية "جيو تيان" حاملة الطائرات المسيرة

الصين ومعضلة تايوان | مجلة المجلة
قلق تايوان من الصين

 تأثير مباشر على الاقتصاد التايواني

 النمو الصناعي: صناعة المسيرات البحرية تخلق وظائف في التكنولوجيا، الإلكترونيات، والذكاء الاصطناعي.

 جذب الاستثمارات: تدفع زيادة التوتر المستثمرين في قطاع الدفاع للإقبال على الأماكن التي تنتج حلول مبتكرة.

 التصدير المحتمل: إذا نجحت تايوان في تطوير سلاح فعال ومنخفض التكلفة، ستفتح باب لتصديره لدول أخرى تبحث عن "حرب اقتصادية ذكية" مثل أوكرانيا أو حتى الفلبين.

قد تملأ "Sea Shark" وغيرها من المسيرات البحرية مضيق تايوان بالمخاطر، وتكلف الصين الكثير جدًا في حال التفكير في غزو، والصين لا تخسر عسكريًا فقط، لكن اقتصاديًا أيضًا:

 1.ارتفاع تأمين الشحن البحري في المنطقة.

2. تراجع ثقة المستثمرين.

 3.زيادة التوترات في سلاسل التوريد العالمية (خصوصًا أشباه الموصلات التي تقودها عالميًا).

 توقعات المرحلة المقبلة

1. ارتفاع الإنفاق العسكري في تايوان، مما يدعم الصناعات الدفاعية المحلية.

2. شراكات أوسع مع أمريكا، خصوصًا في مجال الطائرات بدون طيار والتكنولوجيا.

3. احتمال تصدير المسيرات البحرية كمنتج دفاعي ثوري.

4. تغير شكل التوازن العسكري في مضيق تايوان لصالح أسلحة "سريعة ومفاجئة".

5. دفع الصين لإعادة حسابات الغزو، بسبب ارتفاع تكلفة أي هجوم محتمل.

ختامًا، ما يحدث في تايوان هو مثال قوي على قدرة التكنولوجيا على تغيير معادلة الأمن القومي. والدولة الصغيرة التي بها خطر دائم قررت تخلق من الخطر فرصة، ومن التهديد اقتصاد، ومن المسيرة طوق نجاة. ونحن نشهد بداية عصر جديد في الحروب عصر به "كل جنيه في التكنولوجيا، يساوي ألف طلقة على الأرض".

Short Url

search