الإثنين، 23 يونيو 2025

09:34 م

عندما يتصالح الخصوم، مضيق هرمز يوحّد واشنطن وبكين في «تحالف الضرورة»

الإثنين، 23 يونيو 2025 06:14 م

مضيق هرمز

مضيق هرمز

على الرغم من التصعيد المستمر الذي تشهده العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، من حرب تجارية طاحنة وصراع على الهيمنة التكنولوجية في صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي، إلا أن تطورات أمن الطاقة العالمي قد دفعت واشنطن إلى اتجاه غير متوقع. 
ففي إحدى أكثر لحظات التوتر تعقيدًا في الشرق الأوسط، وجدت الولايات المتحدة نفسها مجبرة على التوجه نحو خصمها الجيوسياسي، الصين، بحثًا عن دعم حيوي.

 هذا التحول اللافت، الذي تجلى في دعوة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، لبكين للتدخل لدى إيران لمنعها من تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي الحيوي، يسلط الضوء على تداخل المصالح المعقدة في عالم اليوم.
فهل يصبح "تحالف الضرورة" بين الخصوم هو السبيل الوحيد لحماية المصالح الاقتصادية العالمية في أوقات الأزمات؟ 
 

في تحول لافت، دعا وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أمس، الحكومة الصينية إلى التدخل لدى إيران لمنعها من تنفيذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، شريان النفط العالمي.

وقال روبيو، أنه يشجع الحكومة الصينية على الاتصال بإيران، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مضيق هرمز للحصول على النفط، وفقًا لما نشرته قناة Fox News الإخبارية الأمريكية.

مضيق هرمز.. قلب أمن الطاقة العالمي

تمثل أزمة مضيق هرمز اختبارًا حقيقيًا لمعادلة المصالح في السياسة الدولية، فالممر البحري الضيق، الذي يفصل إيران عن سلطنة عمان، تمر عبره نحو 20 مليون برميل نفط يوميًا، ما يعادل 20% من الاستهلاك العالمي، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وفي حال حدوث أي اضطراب في هذا الممر ستكون له تداعيات هائلة على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي.

ووسط تحذيرات طهران من الاحتفاظ بكافة الخيارات للدفاع عن السيادة، بعد قصف أمريكي استهدف 3 مواقع نووية إيرانية، أعلن البرلمان الإيراني تأييده لفكرة إغلاق المضيق، في خطوة أثارت قلق أمريكا، ودفعها إلى الاستعانة بصديقها، الخصم الأكبر، الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني.

النفط.. ورقة الضغط والضعف في آن

وعلى الرغم من أن إيران، تلوح بإغلاق المضيق، فإنها تعتمد عليه لتصدير نحو 1.7 مليون برميل يوميًا، معظمها إلى الصين، وهو ما يعني أن تنفيذ التهديد سيؤدي إلى قطع شريان اقتصادي حيوي لطهران، وفقًا لما أكده وزير الخارجية الأمريكي، الذي وصف الخطوة بأنها "انتحار اقتصادي"، لأن الصادرات الجمهورية الإسلامية المتعلقة بالنفط تمر عن طريقه.

ومن جانبه، أشار المحلل النفطي مات سميث من شركة "كبلر"، إلى أن نحو نصف واردات الصين من النفط المنقول بحراً تأتي عبر الخليج العربي، قائلاً: إغلاق المضيق سيكون بمثابة جرح ذاتي لإيران، لأنه سيوقف صادراتها للصين ويجفف مصدر دخل رئيسي.

توقعات متباينة.. هل تبالغ الأسواق في التفاؤل؟

ويرى محللي وول ستريت بأن خطر الإغلاق طويل الأمد للمضيق منخفض، لأن الولايات المتحدة ستعتبر مثل هذه الخطوة إعلان للحرب، وفقًا لما نشرته شبكة CNBC.

إيران وإسرائيل

وحذّر مستشار الطاقة السابق للرئيس جورج بوش، ومؤسس شركة رابيدان للطاقة، بوب ماكنالي، من أن الأسواق تقلل من شأن المخاطر، مشيرًا إلى أن تعطل الشحنات قد يستمر لأسابيع أو حتى أشهر، وليس لساعات كما يظن كثيرون.

ووفقًا لما ذكره "جولدمان ساكس" وجي بي مورجان، من المتوقع ارتفاع أسعار النفط، إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، إذا أغلق مضيق هرمز لفترة طويلة،

وفي المقابل، قال الخبير الاقتصادي عبدالله بن ربيعان، أن التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران، لن يؤدي إلى تغير كبير في المؤشرات الاقتصادية، مستبعدًا لجوء إيران لإغلاق المضيق، واصفًا ذلك بأنه إطلاق نار على القدم.

إيران وإسرائيل

التأثير الاقتصادي.. بين القلق النفسي وحقائق السوق

رغم أن أسعار النفط قفزت مؤخرًا إلى نحو 80 دولارًا للبرميل، قال بن ربيعان، أن هذه الزيادة ناتجة عن عوامل نفسية أكثر من كونها واقعية، مرجحًا أن التأثير الأكبر سيكون في تكاليف التأمين والشحن والخدمات اللوجستية، وفقًا لما نشرته العربية.

وأشار إلى ارتفاع متوقع في أسعار الشحن الجوي نتيجة تغيير مسارات الطيران، بعد إغلاق بعض الدول لمجالاتها الجوية، وهو ما يزيد من استهلاك الوقود ويرفع تذاكر الطيران وتكاليف النقل بشكل عام.

الصين.. من خصم اقتصادي إلى مفتاح تهدئة

في النهاية، يسلط هذا المشهد الضوء على تحول الدور الصيني من لاعب محايد في أزمة الشرق الأوسط إلى طرف أساسي قد يحمل مفتاح تهدئة الأزمة، بفضل علاقاته الوثيقة بطهران واعتماده الكبير على واردات الطاقة من الخليج.

وقد وجدت واشنطن نفسها، رغم خلافاتها المتصاعدة مع بكين، مضطرة للرهان على هذا الدور، إدراكًا منها بأن أمن الطاقة لم يعد يتحمل رفاهية صراعات الكبار، وتعيد تحولات الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، رسم خرائط التحالفات، وتدفع الخصوم إلى إعادة تقييم مصالحهم. وبينما تسعى واشنطن لحماية أمن الطاقة، تجد في بكين، رغم كل الخلافات، حليفًا اضطراريًا في مواجهة خطر اقتصادي يتجاوز كل الحسابات.

اقرأ أيضًا: النفط على صفيح ساخن، 3 سنياريوهات خطيرة تهدد أمن الطاقة العالمي

اقرأ أيضًا: حرب جديدة بلا صواريخ أو طائرات، هجوم إلكتروني كبير يشعل الحرب الإيرانية الإسرائيلية

مضيق هرمز تحت التهديد، ورقة ضغط إيرانية أم خطر تشعل الصراع؟ الاقتصاد العالمي يترقب

رقصة الخفاء والعداء، كيف تحولت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية من تعاون سري إلى حرب معلنة؟

تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافه لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.


 

Short Url

showcase
showcase
search