الإثنين، 23 يونيو 2025

12:35 ص

العالم على حافة الإفلاس.. ضغوط الاقتصاد تدفع الشركات نحو الهاوية

الأحد، 22 يونيو 2025 09:42 م

حافة الإفلاس

حافة الإفلاس

في مشهد لم يشهده العالم منذ أكثر من عقد، ضربت موجة غير مسبوقة من إفلاسات الاقتصاد العالمي في عام 2024، لتكشف عن هشاشة البنية المالية لعدد كبير من الشركات، حتى بعد تجاوزها صدمة الجائحة. 

دان أند برادستريت العالمي للإفلاس 2025

كشف تقرير دان أند برادستريت العالمي للإفلاس 2025، “Dun & Bradstreet | Global Bankruptcy Report 2025”، بأن 65% من الاقتصادات التي تتابعها المؤسسة سجلت ارتفاعًا في حالات الإفلاس، مقارنة بـ53% فقط في عام 2019، ما يعكس تحولاً عميقًا يتجاوز الدورات الاقتصادية التقليدية.

اقرأ أيضًا:

ديون بـ3 تريليونات دولار، الاقتصاد الأمريكي يقف على حافة الهاوية

تراكم الضغوط يؤدي إلى الإفلاس

لم يكن هذا التصاعد في الإفلاسات مفاجئًا أو موحدًا عبر المناطق، بل جاء نتيجة تراكم الضغوط على مدى سنوات، فبعد أن استفادت الشركات من برامج الدعم الحكومي وسياسات التيسير النقدي خلال الجائحة، أدى سحب هذه الإجراءات في السنوات اللاحقة إلى كشف الثغرات البنيوية في قطاعات عدة. 

دخل الاقتصاد العالمي عام 2024 مثقلاً بأعباء التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد، وهى عوامل ساهمت في تزايد حالات التعثر المالي.

ورغم تراجع التضخم عن ذروته في 2022، بقيت المستويات العامة للأسعار أعلى من مستهدفات البنوك المركزية في 30% من الاقتصادات المتقدمة، مما دفع تلك البنوك إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة طوال النصف الأول من 2024. 

وفي حين بدأت بعض الدول بتخفيض الفائدة في النصف الثاني، فإن 80% من تلك الدول لجأت إلى تخفيضات أعمق لاحقًا، بعد أن بدأت تظهر تداعيات تكلفة الاقتراض المرتفعة على ميزانيات الشركات.

الإفلاس

الإفلاسات بالأرقام.. انهيار في الشرق والغرب

يرسم التقرير صورة قاتمة، حيث سجلت أوكرانيا أعلى زيادة سنوية في الإفلاسات بنسبة 126%، وتلتها دول مثل سنغافورة، أستراليا، كندا، وهولندا، وكلها شهدت زيادات بنسب تجاوزت 30%.

أما أوروبا، فقد طالتها الضغوط من كل اتجاه، فسجلت ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا ارتفاعًا ملحوظًا تراوح بين 17% و22%، حتى الاقتصادات الآسيوية التي لطالما اعتبرت أكثر مرونة، مثل تايوان، الهند، وفيتنام، لم تسلم من موجة الإفلاس، إذ ارتفعت الحالات بنسبة 16-18%.

اقرأ أيضًا:

أفريقيا على حافة الإفلاس، الديون الخارجية تخنق والتمويل المحلي يُنقذ

تراجع الاستهلاك واضطراب الأرباح

في ظل هذه التحديات، انخفض الاستهلاك العالمي بشكل ملحوظ، إذ أظهرت بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أن 70% من الاقتصادات التي يتوفر عنها بيانات سجلت انخفاضًا في مبيعات التجزئة في 2024 مقارنة بـ2022. 

هذا التراجع في الإنفاق، المقترن بضعف أسواق العمل وتقشف الحكومات في الإنفاق، قاد إلى هبوط في إيرادات الشركات، لا سيما في قطاعات التصنيع والتجارة بالجملة، والتي كانت الأكثر تأثرًا بتقلبات الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج.

في الولايات المتحدة، تراجعت أرباح الشركات غير المالية إلى 10.6% خلال الثلاثة أرباع الأولى من 2024، مقارنة بـ12.1% في الفترة نفسها من 2023. 

أما في أوروبا، فانخفضت حصة الأرباح الإجمالية إلى 39.4% من 41.5%، ولم تملك العديد من الشركات القدرة على تمرير التكلفة إلى المستهلك النهائي، مما قلص هوامش الربح بشكل خطير.

الإفلاس

اضطرابات هيكلية تضاعف الألم

ولم تقتصر الأسباب على العوامل الدورية، بل إن التغيرات الهيكلية في الاقتصاد العالمي لعبت دورًا محوريًا، فعملية إعادة رسم سلاسل التوريد العالمية بعد الجائحة والتوترات الجيوسياسية تسببت في اضطرابات مستمرة، خاصة للشركات التي تعتمد على العمليات العابرة للحدود. 

وأدى هذا إلى تعطيل شبكات التوريد ورفع تكلفة التشغيل، ما جعل البقاء أمرًا صعبًا للعديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

اقرأ أيضًا:

كنز نحاس وذهب الأرجنتين، جبل الإنديز بوابة الهروب من الإفلاس والتضخم

2025 هل يكون عام الإفلاس الكبير؟

المؤشرات لا تبعث على التفاؤل، ومع دخول 2025، من المتوقع أن يستمر تصاعد الإفلاسات، خصوصًا إذا لم تتعافى معدلات النمو، وظلت أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة. 

لا تزال الأسواق تعاني من هشاشة سلاسل التوريد، وتقلبات أسعار الطاقة، وشح التمويل، ما يعني أن الطريق نحو التعافي سيكون وعرًا، وأن العديد من الشركات قد تجد نفسها مضطرة لإعلان الإفلاس، ليس بسبب خطأ في الإدارة، بل نتيجة ضغوط عالمية تفوق طاقتها.

حالات الإفلاس

إن موجة الإفلاس العالمية لا تعكس فقط فشل الشركات، بل تكشف عن واقع اقتصادي عالمي يرزح تحت وطأة التحول البنيوي العميق، فالنجاة اليوم لا تتطلب فقط تمويلاً مرنًا، بل رؤية استراتيجية تعي حجم التغير القادم.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search