أفريقيا على حافة الإفلاس، الديون الخارجية تخنق والتمويل المحلي يُنقذ
الأربعاء، 04 يونيو 2025 01:16 م

القارة الأفريقية
تحليل/ ميرنا البكري
أكدت وكالة التصنيف الائتماني العالمي “موديز” إن أفريقيا في ورطة تمويلية ليست بسيطة، الرسالة واضحة جدًا وهي إذا كنتم تريدوا حماية أنفسكم من الصدمات العالمية، لابد أن تعتمدوا على نفسكم وتطوروا أسواق ديونكم المحلية، فالديون بالدولار واليورو أصبحت عبء، خصوصًا مع تقلبات أسعار الصرف وارتفاع الفوائد العالمية.و الحل؟ حسب كلام "ماري ديرون"، رئيسة إدارة المخاطر السيادية في موديز، التمويل المحلي هو طوق النجاة الحقيقي.

نماذج أفريقية ناجحة، كيف حمت الدول نفسها بالديون المحلية؟
هناك عدة أمثلة حية، منها: دول مثل بنين وكوت ديفوار، التي بدأت تقوي سوق ديونها المحلية، كانت أداؤها أفضل وقت الأزمات، كما إن جنوب أفريقيا نجحت في حماية تصنيفها الائتماني بفضل قوة سوق الدين المحلي الخاص بها، حتى وسط التوترات السياسية والتمويل المحلي يعطي الدولة حرية أكثر، ويقلل من مخاطرة التعامل مع مزاج الأسواق العالمية، ويعزز السيادة الاقتصادية.
لماذا أصبحت الديون الخارجية خطر الآن؟
قديمًا، كانت الدول الأفريقية تعتمد على تمويل سهل من: مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، والصين التي كانت تقرض مليارات لـ بنية تحتية ومشروعات تنموية. لكن الآن، الدول الغنية بدأت تقلل مساعداتها، والصين أصبحت تسترد أكثر ما تعطي، اي تدفقات سلبية، فالتمويل أصبح بشروط أصعب، وفوائد أعلى، مما يجعل البديل المحلي أكثر من مجرد رفاهية، بل ضرورة ملحة.
ديون عالية جدًا، خصوصًا في أفريقيا
أبحاث موديز تقول إن متوسط سعر الفائدة على الدين المحلي في أفريقيا حوالي 12%، مقارنةً بـ 8% في أمريكا اللاتينية، و5.5% في آسيا الناشئة، أي ليست الديون كثيرة فقط، بل تكلفتها عالية جدًا، مما يؤثر على الموازنات ويزود الضغط على الحكومات، وإذا تم تطوير الأسواق المحلية تم تطويرها، وقلت المخاطر، هذا معناه توفير مليارات كل سنة.
انخفاض أسعار البترول أزمة
موديز أيضًا تتوقع إن سعر خام برنت يصل 65 دولار للبرميل، أقل من التوقعات التي كانت تقول 75 دولار.
وهذا يعني إن دول مثل أنجولا (التي تعتمد على تصدير البترول) ستخسر جزء كبير من إيراداتها. ومع تراجع الفوائد من الصين وتمويل المؤسسات الدولية، الصورة تسوء أكثر.
التمويل الدولي على المحك، ومخاوف من تقليص الدعم
في ظل السياسات الجديدة في أمريكا، موديز تقول إنها تقلق من احتمال تقليص التمويل الأمريكي للمؤسسات الدولية مثل: البنك الدولي، وصندوق النقد، وبنك التنمية الأفريقين مما يعني إن مصادر التمويل الرخيصة والمتاحة بدأت تختفي، في وقت تزداد به احتياجات القارة لتمويل التنمية وسد عجز الموازنات.
اقرأ أيضًا:
شركة إنفستك: اقتصاد جنوب أفريقيا يفقد 37% من حجمه
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اقتصاد في مفترق طرق ومستقبل غامض

توقعات وتحذيرات موديز، 3 سيناريوهات محتملة
1. السيناريو الإيجابي، تطوير سوق الدين المحلي
إذا بدأت الدول الأفريقية بالفعل الاعتماد على أسواق ديون محلية قوية، وقللت الديون بالعملة الأجنبية، سيحدث الآتي: استقرار مالي أكثر، تحسن في التصنيفات الائتمانية، قدرة أكبر على امتصاص الأزمات.
2. السيناريو المتوسط، اعتماد جزئي واستمرار الضغط
إذا بدات بعض الدول في تحسين سوقها المحلي، لكن التمويل الخارجي ظل محدود، سيصبح هناك خطر ولكنه قابل للإدارة.
3. السيناريو السلبي، تجاهل الإصلاح والاعتماد على الخارج
في هذه الحالة الديون تزداد، والتصنيفات ستنخفض، والدول قد تدخل في موجة إفلاس أو إعادة هيكلة ديون مثل ما حدث في زامبيا وغانا.
النتائج النهائية من تحليل موديز
يعتبر تطوير السوق المحلي هو المفتاح لكي نستطيع أن نحافظ على الاستقرار ونحسن تصنيفنا المالي، خاصة إن الديون الأجنبية أصبحت خطر كبير بسبب تقلبات السوق وقلة التمويل، الصين أصبحت تسحب فلوسها أكثر ما تقرض، وأيضًا أسعار البترول أقل من المتوقعن وذلك سبب أزمة للدول التي تصدره. التمويل الدولي لم يعد مضمون وأيضًا يتم تقليصه قليلًا. والحل؟ التركيز على التمويل المحلي، مع شفافية في التعاملات وإدارة فعالة للإيرادات.
اقرأ أيضًا:
جنوب أفريقيا على حافة أزمة اقتصادية جديدة بسبب زيادة تعريفة الكهرباء 30%
ختامًا، تحاول موديز أن تصل إلى أن أفريقيا لابد أن توقف البحث عن حلول من الخارج، وتبدأ تبني استقرارها من الداخل. فسوق الدين المحلي ليس وسيلة تمويل، بل درع ضد العواصف الاقتصادية العالمية، وإذا خطت الدول في هذا الاتجاه، ستقلل التبعية، وتزيد فرص النمو والاستقرار على المدى الطويل.
Short Url
موسم الحج 2025، تعرف على أعداد الحجاج آخر 10 سنوات في المملكة
05 يونيو 2025 10:37 م
ارتفاع إجمالي المصروفات بنحو 625.3 مليار جنيه للعام المالي الحالي 2025/2024
05 يونيو 2025 08:49 م
السعودية تكشف عدد ضيوف الرحمن في موسم الحج 2025
05 يونيو 2025 06:18 م


أكثر الكلمات انتشاراً