قنبلة في مياه بحر العرب، الاقتصاد الخليجي تحت تهديد الإشعاع والعطش
الأحد، 22 يونيو 2025 08:09 م

تهديدات نووية
تحليل/ ميرنا البكري
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار دول الخليج لأسعار النفط والمضائق والشحن، دخل عامل جديد على خط الأزمة، ألا وهو التلوث النووي، هذا ليس مجرد خطر إشعاعي يهدد البيئة، لكن تهديد مباشر لشريان الحياة في الخليج، وهو المياه.
الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية لم تؤثر وحدها على إيران، بل فتحت بوابة جهنم على سيناريوهات كارثية في الإقليم، تلوث إشعاعي، شح مياه، وأزمة مياه شرب، الأمر الذي معه ينذر بموجة تضخم جديدة في الخليج، تفاصيل هذه التبعات سنوضحها في هذا التحليل.

تدمير “فوردو ونطنز وأصفهان”، قصف دون إشعاع حتى الآن
ضربت الولايات المتحدة 3 من أهم منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران، فوردو – نطنز – أصفهان، شرايين برنامج إيران النووي، والذي فيهم أجهزة طرد مركزي، وبعد الضربات الأمريكية على المنشآت الثلاثة، قال ترامب إنه تم تدميرهم بالكامل، لكن في الوقت نفسه، أوضحت إيران أنه لا يوجد تسرب إشعاعي، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن الخطر الحقيقي ليس في اليورانيوم نفسه، بل في مركب يسمى UF6، وإذا تسرب وتفاعل مع بخار الماء، في الهواء، قد يسبب مواد كيميائية سامة، تتنفسها الناس أو تصل للمياه، وهنا تبدأ الكارثة.
الخليج يشرب من البحر، لكن البحر نفسه في خطر
الدول الخليجية لا تعتمد على الأنهار أو الأمطار، فتأتي المياه من البحر، بعد أن تتحول لمياه صالحة للشرب، من خلال محطات ضخمة لتحلية المياه، الإمارات مثلا، 80% من مياهها تحلية، البحرين وقطر 100% من المياه التي تمتلكها تحلية، و50% من مياه السعودية مياه محلاه. ببساطة أي تلوث نووي في الخليج يعتبر خطر مباشر على مياه الشرب.
والكارثة الكبرى، أن محطات التحلية نفسها قريبة جدًا من الساحل، أي إذا حدث تلوث إشعاعي أو كيميائي، قد تقف المحطات. والنتيجة؟ عطش، مصانع متوقفة، وزيادات في أسعار المياه والمشروبات، وحتى الصناعات الغذائية.
هل نواجه أزمة مياه تضخمية في الخليج؟
إذا حدث تلوث فعلي، حتى لو محدود، الأسعار ستتأثر فورًا، حيث ترتفع أسعار المياه المعبأة، كما ستزداد تكاليف التشغيل لمحطات التحلية، واردات المياه البديلة ستكون عالية التكلفة، والصناعات التي تعتمد على المياه (مثل الزراعة، المشروبات، مواد التنظيف) ستواجه ضغط كبير، أي المخاطر الإشعاعية ليست صحية فقط، بل أيضًا اقتصادية بحتة.
خطر الإشعاع ما زال موجود حتى الآن
يقول الخبراء إن منشآت التخصيب (لأنها مدفونة تحت الأرض) فالمخاطر من التسرب الآن قليلة، لكن المشكلة الحقيقية إذا حدث استهداف لمفاعل مثل بوشهر النووي، والذي يقع مباشرةً على ساحل الخليج.
أي تسرب منه يعتبر كارثة نووية حقيقية، ليس على إيران فقط، لكن على البحر نفسه، الذي يشرب منه الخليج بأكمله، ويعتبر هذا كارثة في منطقة حساسة اقتصاديًا، وسياسيًا، وبشريًا.
اقرأ أيضًا:
3 ملايين برميل نفط، خبير بترول: السعودية الأكثر استعدادًا لإغلاق مضيق هرمز
مضيق هرمز يتحول إلى فوهة بركان، والسياسة تشعل النفط

تأثير أوسع، هل الخليج قد يدخل دوامة أزمة مناخية – اقتصادية؟
إذا حدث تلوث، من الممكن أن يحصل الآتي؛ موجة نزوح من المناطق الساحلية، استثمارات ضخمة لإعادة تأهيل البنية التحتية لمحطات التحلية، تراجع جاذبية السياحة البحرية في الخليج، اضطراب في الأمن الغذائي والمائي، وزيادة في الطلب على واردات المياه من الخارج بأسعار مجنونة.
كيف تستعد دول الخليج؟
بدأت الدول الدخول في وضع الطوارئ: من مراقبة دقيقة لمستويات الإشعاع، وتقييمات بيئية عاجلة، إعادة فحص أنظمة التحلية وتأمينها، مخزون مياه طوارئ يتم تعبئته. لكن الأزمة الحقيقية إن المشكلة ليس في يدهم، فالخطر قادم لهم من دولة أخرى، ومن حرب ليسوا أطراف بها.
ختامًا، الضربات الأمريكية كانت موجهة عسكريًا، لكن أثرها المدني قد يكون أخطر بكثير. لأول مرة، نرى الخليج يقف بين نارين: تهديد إشعاعي قد يلوث البحر الذي يشربوا منه، واضطرابات سياسية تتسارع ويصعب السيطرة عليها.
التحلية كانت حل، الآن أصبحت نقطة ضعف، وإذا حدث تسرب فعلي، ليس أسعار المياه التي تزيد فقط، لكن استقرار الاقتصاد نفسه سيهتز.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
سيناريو أسود، هل أشعل ترامب فتيل حرب عالمية بتدميره لـ"فوردو"؟
22 يونيو 2025 03:02 م
«تعليم مالي» في «المواد الدراسية»، هل نجحت بريطانيا في سد الفجوة؟
20 يونيو 2025 10:46 م
"القهوة"، سلعة استراتيجية تُحرك اقتصادات الدول النامية
20 يونيو 2025 04:44 م


أكثر الكلمات انتشاراً