الأربعاء، 18 يونيو 2025

11:16 م

صراع المفاعلات، إسرائيل وإيران على حافة الانفجار والخليج يدفع الثمن

الأربعاء، 18 يونيو 2025 02:10 م

النووي بين إيران وإسرائيل

النووي بين إيران وإسرائيل

تحليل/ ميرنا البكري

ما يحدث الآن بين إيران وإسرائيل ليس توتر عادي، بل أصبح شبه حرب معلنة حول أخطر ملف قد تتصارع  عليه دولتين، لكن الخطورة هذه المرة ليس في القنابل، بل في المفاعلات التي إذا تم إطلاقها، لا تسبب إشعاعات فقط بل  تدمر اقتصاد دول، وتهدد تهدد حياة ملايين البشر، خاصةً حول الخليج.

إيران: لا معنى للمحادثات النووية مع واشنطن والهجوم الإسرائيلي ما كان ليحدث  لولا موافقتها
إيران

 المفاعلات على الخريطة، والتهديد مش بعيد

تمتلك إيران مفاعلات موزعة بين "نطنز"، "فوردو"، "أراك/خنداب"، و"بوشهر" (المطلة على الخليج)، ومفاعل "بوشهر" تحديداً هو أكثر نقطة ضعف، لأنه قريب جدًا من سواحل الإمارات وقطر والكويت والسعودية.

وإسرائيل لديها مفاعل "ديمونة" السري في النقب، الذي يعمل منذ الستينات، ولا يوجد أي رقابة دولية عليه، وهناك تقديرات إن إسرائيل تمتلك 90 رأس نووي على الأقل، والبلوتونيوم التي لديها  قد ينشىء أكثر من 200 سلاح نووي.

إذا حدثت الضربة، العالم العربي في مرمى الإشعاع

سيكون أي استهداف مباشر لأي مفاعل أشبه بـ"تشيرنوبيل جديدة"، لكن في قلب الشرق الأوسط.

إذا تم ضرب بوشهر: الخليج كله يصبح في خطر، قد نواجه كارثة مائية، لأن لا يوجد بديل واضح لتحلية المياه هناك.

إذا تم ضرب ديمونة: الخطر  سيصل الأردن، مصر، لبنان، سوريا، الضفة الغربية، خاصةً مع اتجاه الرياح وانتشار التربة الملوثة.

وذلك ليس سيناريو خيالي، بل مبني على ما حدث بالفعل في تشيرنوبيل وفوكوشيما، والذي سبب تلوث وصل آلاف الكيلومترات بعيد عن موقع الانفجار.

الاقتصاد أول ضحايا النووي

1. السياحة ستنهار فوراً: فلا أحد يسافر لمنطقة في خطر إشعاعي. دول الخليج، مصر، الأردن، ستواجه تراجع كبير.

2. أسواق المال والطاقة ستهتز: أي إشاعة عن انفجار مفاعل تجعل النفط يرتفع بجنون، ستنهار بورصات المنطقة.

3. مياه الخليج في خطر: 70% من مياه الشرب في الخليج قادمة من التحلية، وإذا تلوثت المياة، الأزمة ستكون وجودية.

4. قطاع الزراعة والغذاء: الأراضي في مصر وسوريا والأردن معرضة لتلوث طويل الأمد، مما يؤثر على إنتاج الغذاء والتصدير.

5. تكاليف التأمين والشحن ستشتعل: خاصةً في الخليج وموانئه، التي تعد شريان العالم في النفط والبتروكيماويات.

اقرأ أيضًا: 

من التحالف إلى العداوة، حرب إيران وإسرائيل تهدد استقرار الشرق الأوسط (فيديو)

حرب على خط النار.. كيف تُشعل مواجهة إيران وإسرائيل فتيل أزمة اقتصادية عالمية؟

ضربات «رفع العتب».. بين إيران وإسرائيل! - جنوبية
الصراع بين إيران وإسرائيل

 هل الدول العربية مستعدة؟

تمتلك الإمارات نظام طوارئ متكامل بسبب مفاعل “براكة”، وقطر لديها تجارب محاكاة، وقالت إذا هناك تسرب ممكن تخلص من المياه الصالحة للشرب في 3 أيام فقط.

كما أسس كلًا من السعودية ومصر هيئات للرقابة النووية يقوموا بإعداد خطط طوارئ، لكن في الغالب غير كافي إذا حدثت كارثة بالفعل، ولبنان لديها شبكة لرصد الإشعاع، لكن في ظل الأزمة الاقتصادية، قدرة الاستجابة محدودة.

 توقعات، إذا تحقق السيناريو الأسود 

1.ستتخطى أسعار النفط  الـ150 دولار في أيام.

2.أسعار الغذاء في المنطقة ستشتعل بسبب التلوث والإخلاء الجماعي لبعض المناطق.

3.شركات التأمين العالمية تسحب تغطيتها من الموانئ والمصانع..

4.تريليونات الدولارات ستتبخر من الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط.

5.قد نجد موجات نزوح داخلية وإقليمية بسبب الإشعاع والمياه الملوثة.

ختامًا، إذا خرجت الحرب عن السيطرة، والنووي دخل في الصورة، المنطقة كلها ستدفع الثمن اقتصاديًا، وبيئيًا، وإنسانيًا، والحل ليس في التصعيد، ولا في الانتظار، لكن في الضغط الدبلوماسي الدولي والإقليمي لوقف الاستهدافات لأي منشأة نووية.

لأن ببساطة، الإشعاع لا يفهم الحدود، ولا يفرق بين دولة  تمتلك سلاح ودولة لا تجد مياه للشرب، وكل تأخير في التهدئة قد يكون آخر تأخير قبل الانفجار الكبير.

Short Url

showcase
showcase
search