صناعة المشروبات الرياضية تدخل حلبة المنافسة وتنتعش مبيعاتها في أوروبا

الإثنين، 16 يونيو 2025 10:14 م

المشروبات الرياضية

يشهد سوق المشروبات الرياضية الأوروبي تحولات ديناميكية لافتة، مدفوعًا بارتفاع الوعي الصحي وتزايد الإقبال على الرياضة، خاصة بين الفئات العمرية الشابة.

حجم سوق المشروبات الرياضية يصل في أوروبا 3.17 مليار دولار أمريكي في عام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 4.36 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وبمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 6.56%.

لم تكن المشروبات الرياضية الأوروبية مجرد ماء، بل أصبحت صناعة ذات طلب هائل مرتبط بتطور تفضيلات المستهلكين وتغيرات نمط الحياة، منذ عام 2023، بلغ عدد عشاق اللياقة البدنية في أوروبا 63.1 مليون شخص، وموزعين على 63.830 نادي صحي ولياقة بدنية، مما أدى إلى تبلور الصحة البدنية كهدف محوري يتم التركيز عليه في المنطقة.

الثقافة تدفع قطاع المشروبات الرياضية إلى الأمام

خلقت الثقافة المرتكزة على اللياقة البدنية بيئة متينة تلعب فيها المشروبات الرياضية دورًا محوريًا في دعم أنشطة الحياة اليومية، كما كشف أنماط التمارين الأسبوعية أن 20% من الأوروبيين يمارسون الرياضة لمدة تصل إلى ساعتين ونصفن بينما 14% يخصصون من ساعتين إلى ونصف إلى خمس ساعات، و18% يقضون أكثر من خمس ساعات في الأنشطة البدنية، مما يظهر سوقًا كبيرًا عطشًا لمنتجات الترطيب وتجديد الطاقة.

وعي المستهلك لم يعد كما السابق، بل زادت الحاجة إلى البحث عن تركيبات صحية ومنتجات ذات علامات تجارية نظيفة، ونظرًا لوعي المستهلك المتزايد بشفافية المكونات والفوائد الغذائية.

مما دفع المصنعون إلى التفكير في ابتكار حلولًا مبتكرة باستخدام المحليات الطبيعية، وتقليل محتوى السكر، وتعزيز الفوائد الوظيفية لكلاً من الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة المضافة، مما يتماشى مع تفضيلات المستهلكين.

التكنولوجيا تُعيد رسم خريطة «بيزنس الرياضة»، أبواب جديدة من المشاهدات والأرباح

الوعي وارتفاع الطلب

شهد السوق ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على المشروبات الرياضية المتخصصة التي تستهدف مختلف شرائح المستهلكين، حيث برز قطاع رياضات الجري والتحمل كمحرك نمو قوي، حيث سجلت إنجلترا وحدها 5.97 مليون مشارك في فعاليات الجري عام 2022.

ويعمل مصنعو المشروبات الرياضية على تطوير منتجات مصممة خصيصًا لمستويات وفترات زمنية مختلفة على حسب الأنشطة البدنية، من التمارين غير الرسمية إلى الأداء الرياضي الاحترافي، وقد أدى هذا التوجه التخصصي إلى طرح أنواع مختلفة من المنتجات تلبي الاحتياجات الرياضية.

التوتر.. مقياس تركيبة المشروبات

ويُعد قطاع المشروبات متساوية التوتر (Isotonic) اللاعب الأبرز في هذا السوق، مستحوذًا على نحو 56% من الحصة السوقية بحلول عام 2024، وتكتسب هذه الفئة أهميتها بفضل قدرتها على تعويض السوائل المفقودة بسرعة أثناء التمارين، خاصة في الرياضات المكثفة قصيرة المدة، ما يجعلها الخيار المفضل لدى الرياضيين الشباب والمهتمين باللياقة البدنية.

وقد دفعت هذه الشعبية المتزايدة الشركات الكبرى لتوسيع عروضها من خلال ابتكار نكهات جديدة ودمج فوائد صحية مضافة، في محاولة لجذب مستهلكين يبحثون عن التوازن بين الأداء والطعم.

في المقابل، يبرز قطاع المشروبات عالية التوتر (Hypertonic) كأسرع الفئات نموًا في السوق، مع توقعات بنمو يقترب من 8% في الفترة من 2024 إلى 2029، هذا النمو مدفوع بانتشار رياضات التحمل مثل الماراثونات والترياتلون، التي تتطلب مستويات طاقة مرتفعة وتعويضًا سريعًا للجليكوجين بعد التمارين الشاقة.

«دعم حكومي وتوسع جماهيري» كيف تقود الرياضة النمو الاقتصادي في الصين؟

مشروبات تحل محل الدواء

تعتمد هذه المشروبات على تركيزات عالية من الكربوهيدرات، ما يجعلها فعالة في دعم الأداء البدني والاستشفاء السريع، خاصة في تدريبات HIIT والتدريبات العسكرية والاحترافية، وتتنافس العلامات التجارية بقوة من خلال شراكات مع نوادٍ رياضية ورعاية فعاليات رياضية كبرى، بهدف ترسيخ مكانتها في هذا السوق المتنامي.

ولا يقتصر التنوع في السوق على هذين القطاعين، إذ يشمل أيضًا مشروبات منخفضة التوتر ومياه مُعززة بالإلكتروليت ومشروبات رياضية غنية بالبروتين، فبينما تجذب المشروبات منخفضة التوتر أولئك المهتمين بالترطيب وخفض السعرات، تحظى المياه المعززة بشعبية بين من يفضلون الخيارات الطبيعية والخالية من الإضافات.

في حين تخاطب المشروبات البروتينية عشاق بناء العضلات وتعافي ما بعد التمارين، مع تنوع في مصادر البروتين بين الحيواني والنباتي، هذا التنوع يعكس اتساع قاعدة المستهلكين، وتزايد تطلعهم إلى منتجات متخصصة تلائم احتياجاتهم الصحية والرياضية في أوروبا الحديثة.

Short Url

أخبار متعلقة