في زمن التحديات البيئية، هل آن أوان وداع المحطات الحرارية؟
الأربعاء، 11 يونيو 2025 09:47 م

في زمن التحديات البيئية، هل آن أوان وداع المحطات الحرارية؟
في ظل التحديات البيئية المتزايدة وتفاقم آثار تغيّر المناخ، يعود إلى الواجهة سؤال جوهري: ما هي المحطات الحرارية؟ولماذا لا تزال تشكّل العمود الفقري لإنتاج الكهرباء في العديد من دول العالم، رغم أضرارها البيئية المعروفة؟

بداية رحلة حرق الوقود
وتُعد الطاقة الحرارية شكلًا من أشكال توليد الكهرباء، يتم فيها تحويل الحرارة الناتجة عن حرق مصادر الوقود المختلفة إلى كهرباء، وداخل محطة الطاقة الحرارية، تبدأ الرحلة من أبسط نقطة: حرق الوقود، قد يكون هذا الوقود فحمًا أو نفطًا أو غازًا طبيعيًا، ويُستخدم هذا الاحتراق لغلي الماء وتحويله إلى بخار عالي الضغط، وهذا البخار القوي يندفع ليُحرّك توربينات ضخمة مرتبطة بمولدات كهرباء، فتتحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية تُرسل عبر الشبكة لتغذية المنازل والمصانع والمرافق العامة.
ولكن الأمر لا يتوقف هنا، فبعض المحطات تستخدم مصدرًا آخر للحرارة: الطاقة النووية، حيث تولّد المفاعلات حرارة عالية من التفاعلات النووية لتسخين الماء وتوليد البخار بنفس الآلية تقريبًا.
اقرأ أيضا..
في زمن أزمة الطاقة، هل تمثل المضخات الحرارية الحل الأخضر؟

ما هي المحطات الحرارية؟
وللإجابة الكاملة عن سؤال: "ما هي المحطات الحرارية؟"، لا بد من الغوص داخل بنيتها الهندسية، وتتكون هذه المحطات عادة من عدة وحدات رئيسية، ولكل منها دور أساسي في عملية الإنتاج: الغلاية، تحرق الوقود لتوليد البخار والتوربين، يحوّل طاقة البخار إلى طاقة ميكانيكية والمولد، يحوّل الطاقة الميكانيكية إلى كهرباء، والمكثف، يبرد البخار ويحوّله مجددًا إلى ماء، ومضخة تغذية المياه، تعيد ضخّ الماء من المكثف إلى الغلاية، وبرج التبريد، يبرد الماء الساخن الخارج من المكثف، ونظام معالجة الرماد، يتعامل مع بقايا الاحتراق، خاصة في محطات الفحم.
ومن المحطات المعروفة عالميًا في هذا السياق، محطة فوجاني للطاقة الحرارية في سلوفاكيا، والتي تُعد نموذجًا للتقنية الحرارية المعتمدة على الوقود، وتنقسم محطات الطاقة الحرارية إلى عدة أنواع، حسب نوع الوقود والتقنيات المستخدمة في تحويل الحرارة إلى كهرباء:
1. محطات تعمل بالفحم: وهي الأكثر انتشارًا عالميًا، تعتمد على حرق الفحم لإنتاج البخار.
2. محطات تعمل بالنفط: تحرق الديزل أو المازوت لتوليد الكهرباء.
3. محطات تعمل بالغاز: تستخدم الغاز الطبيعي، ويُعتبر أنظف من الفحم والنفط.
4. محطات ذات الدورة المركبة: تدمج بين توربينات الغاز والبخار. حيث تُنتج التوربينات الغازية الكهرباء أولًا، ثم يُستخدم ناتج حرارتها لغلي الماء وتشغيل توربينات بخارية إضافية، ما يجعلها أكثر كفاءة.
5. محطات نووية: تعتمد على التفاعلات النووية لتوليد الحرارة والبخار، ومن ثم الكهرباء.
6. محطات الكتلة الحيوية: تحرق المواد العضوية مثل الأخشاب أو النفايات الحيوية لتوليد البخار والكهرباء.

تقليص الانبعاثات الكربونية
وبالرغم من انتشار هذه المحطات واعتمادها الكبير في البنية التحتية للكهرباء، إلا أن العالم يشهد اليوم تحولًا كبيرًا، فمع التزامات تقليص الانبعاثات الكربونية، تتجه العديد من الدول لتقليل الاعتماد على الطاقة الحرارية المعتمدة على الوقود الأحفوري، ورفع استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح والطاقة الكهرومائية.
ومع هذا التوجه، قد تكون المحطات الحرارية أمام مفترق طرق: إما تحديثها بتقنيات أنظف وأكثر كفاءة، أو إحالتها إلى التقاعد التدريجي في إطار رؤية أكثر استدامة لمستقبل الطاقة.
Short Url
شركة فارو إنرجي تستحوذ على 100% من أسهم كورال بتروليم، و"حماية المنافسة" يوافق
12 يونيو 2025 09:35 م
من المعامل إلى صناعة الدواء، قصة صعود شركة النيل للأدوية (فيديو)
12 يونيو 2025 09:26 م
خطوات البترول لتعزيز أمن الطاقة والتنمية المستدامة في مصر
12 يونيو 2025 07:53 م


أكثر الكلمات انتشاراً