السبت، 12 يوليو 2025

04:16 م

تجارة التجزئة في عين العاصفة، هل بدأ عصر ما بعد البيع؟

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 12:17 ص

تجارة التجزئة

تجارة التجزئة

في الوقت الذي تكافح فيه شركات التجزئة حول العالم لمواجهة تحديات يومية مثل تقلبات الرسوم الجمركية واضطرابات سلاسل الإمداد، تلوح في الأفق تغيرات استراتيجية أعمق قد تعيد رسم خريطة القطاع بالكامل خلال العقد المقبل، فرغم التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، فإن الحركات التكنولوجية التي تعيد تشكيل القطاع لم تتباطأ، بل ازدادت زخمًا وتأثيرًا.

التجارة الإلكترونية

 

التحول في التجارة عالميًا

وفقًا لأحدث الأبحاث الصادرة عن شركة Bain، بدأت ملامح التحول ما بعد التجارة تتضح، حيث لم تعد شركات التجزئة تكتفي بدور الوسيط بين المنتج والمستهلك، بل باتت تتوسع في مجالات جديدة مثل الإعلام الرقمي داخل المتاجر، الأسواق الإلكترونية للجهات الخارجية، الخدمات المالية، وسلاسل الإمداد واللوجستيات. 

وتشير الأرقام إلى أن هذه الأنشطة شكلت 15% من المبيعات و25% من الأرباح في عام 2024، مقارنة بـ10% فقط في عام 2021، مما يعكس تغيرًا هيكليًا في مصادر الإيرادات.

لكن الأهم من ذلك هو الدور الثوري الذي تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أصبح بوسع شركات التجزئة استخدام الخوارزميات والروبوتات لإعادة ابتكار كل جانب من جوانب عملياتها، من التسعير وإدارة الفئات إلى التوصيات الشخصية وتحسين تجربة العملاء. 

ومع تقدم هذه التقنيات، من المتوقع أن تنتقل الأنشطة الأساسية إلى التشغيل الآلي الكامل، مما قد يؤدي إلى تسليع القدرات التقليدية التي لطالما منحت بعض الشركات ميزة تنافسية.

 

اقرأ أيضًا:

«اللي فات مات»، تسهيلات ضريبية جديدة لمزاولي التجارة الإلكترونية

الروبوت يطرق بابك، منصة طرود أمريكية تتعاون مع Veho لتوصيل الطلبات آليًا

البيع بالتجزئة

في هذا السياق، حددت Bain ست رؤى استراتيجية مثيرة قد تُشكل مستقبل القطاع خلال العقد القادم:

الخوارزميات والروبوتات ستدير العمليات

لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة، بل أصبح محركًا رئيسيًا لاتخاذ القرار، وقد يتمكن من تنفيذ المهام التقليدية بنصف الوقت وبكفاءة أعلى.

العملاء سيخونون ولاءهم عبر وكلاء تسوق ذكيين

ستلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دور الوسيط الشخصي الذي يشتري بالنيابة عن المستهلكين، ما يهدد علاقة الولاء التقليدية بين المتجر والمشتري.

القيمة ستصبح أكثر شخصية وسياقية

ما يقدره المستهلك صباح يوم عمل قد يختلف تمامًا عما يقدره في عطلة نهاية الأسبوع، وهنا يكمن التحدي، كيف يمكن لتجار التجزئة تقديم عروض وخدمات تتماشى مع مزاج المستهلك وسياقه اللحظي؟

متاجر البقالة ستتحول إلى شركات سلع استهلاكية سريعة الدوران

الطلب المتزايد على العلامات التجارية الخاصة (Private Label) يعيد تشكيل سوق البقالة، لدرجة أن بعض السيناريوهات تتوقع وصول حصتها إلى 70% في بعض الأسواق بحلول 2035.

لن تحتاج المتاجر بالضرورة إلى وجود مادي كثيف

في عصر التسوق الرقمي وتجارب الواقع الافتراضي، قد تعيد الشركات النظر في جدوى التوسع الجغرافي عبر الفروع التقليدية.

البحث عن التوسع سيتجاوز الحدود الوطنية

لم تعد الأسواق المحلية كافية، والبحث عن الكفاءة والتوسع سيدفع اللاعبين الكبار إلى التفكير بعقلية عالمية، مستفيدين من التكنولوجيا والبيانات لاقتحام أسواق جديدة.

اقرأ أيضًا:

لتعزيز التجارة الإلكترونية، إطلاق الخطة الاستراتيجية للاقتصاد الرقمي 2025-2030

سباق العملاقه، من يقود التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط

التجارة الإلكترونية

هذا التحول الجذري لا يعني اختفاء دور الإنسان، بل إعادة توجيهه نحو قرارات استراتيجية، تصميم المنتجات، وتجربة العميل، أما العاملون في القطاع، فهم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعلم مهارات جديدة تتماشى مع أدوات الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة.

المستقبل يحمل الكثير من الغموض، لكن المؤكد أن التجزئة كما نعرفها تمر بمرحلة إعادة تشكيل عميقة، والسؤال الآن ليس ما إذا كانت هذه التغيرات ستحدث، بل أي من اللاعبين سيصمد أمام العاصفة ويقود نهضة التجزئة القادمة؟

Short Url

search