الجمعة، 06 يونيو 2025

06:01 ص

واشنطن ترفع درع الصناعة، والمستهلك الأمريكي يدفع الثمن

الأربعاء، 04 يونيو 2025 02:36 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

بدءًا من الأربع الماضي، أمريكا بدأت تطبق زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية على الحديد والألومنيوم، وأصبحت 50٪ بدلًا ما كانت 25٪، وذلك جزء من حملة ترامب “لإعادة التصنيع لأمريكا” وتدعيم الصناعات الوطنية. لكن في الحقيقة، هذا القرار مثل السلاح ذو حدين يفيد صناعات ويضر أخرى، والمستهلك هو من يدفع الثمن في الآخر.

شرح درجات الألمنيوم | الخصائص والاستخدامات الصناعية - زينتيلون
الألومنيوم

 الهدف الرسمي، حماية الأمن الصناعي والدفاعي

البيت الأبيض يقول إن القرار هدفه تأمين الإنتاج المحلي من المعادن الاستراتيجية مثل الحديد والألومنيوم، وخصوصًا إنهم يعتبروا ذلك جزء من الأمن القومي، ليس الصناعي فقط. وهناك دعم كبير من المعهد الأمريكي للحديد والصلب، وشركات كبيرة مثل "كليفلاند كليفس" التي تقول إن الزيادة في تكلفة التصنيع بسبب الرسوم لن تؤثر بشدة على أسعار السيارات مثلًا.

 الضربة الموجعة، الصناعات المعتمدة على الحديد والألومنيوم

القطاعات التي تستخدم هذه المعادن بكثافة مثل صناعة السيارات، العلب المعدنية، الأجهزة الكهربائية، هم من يتعرضوا للأزمة:

معظم مصانع السيارات الأمريكية تعتمد على الحديد المحلي ولكن بأسعار أقل.

مصانع العلب تستورد 80٪ من احتياجاتها من "فولاذ القصدير"، ولا يوجد إنتاج محلي كفاية.

إذا زادت الأسعار، هذا يعني منتجات أغلى في السوبر ماركت: المشروبات، الأكل المحفوظ، أي المستهلك الأمريكي العادي  سيصل العبء إلى جيبه.

تأثير ارتفاع أسعار الحديد والألومنيوم على العمال والمستهلكين، خسائر أكبر من المكاسب

لاري سامرز، وزير سابق في عهد أوباما، قالها صراحةً: "هذه السياسة تضيع عمل أكثر ما تحميه." ووضح إن عدد الناس الذين يعملوا في الصناعات التي تستهلك الحديد أكثر بـ 50 مرة من الذين يعملوا في صناعة الحديد نفسها.

فيليب جيبس، محلل اقتصادي، قال إن أسعار الحديد في السوق الحر زادت 20٪ أو أكثر، والألومنيوم أيضًا بدأ يرتفع، بمعنى أوضح المصانع ستدفع أكثر، مما ينتقل للمستهلك على الفور.

ألومنيوم أمريكا بين الإعانات والاعتماد على واردات كندا

الغريب إن حتى بعض المصانع التي من المفترض أن تستفيد من ذلك القرار، مثل شركات الألومنيوم، لم تفرح، حيث حذرت شركة ألكوا قبل ذلك إن الرسوم السابقة جعلت أمريكا تخسر 100 ألف وظيفة، وجمعية الألومنيوم تقول إن استيراد الخام من كندا مهم لكي تكون الطاقة هناك أرخص، والإنتاج أوفر، أي حتى داخل أمريكا هناك تضارب مصالح، بين الحماية، وبين سلاسة التوريد.

 توقعات، الأسعار ستشتعل والعمل سيقل

من المتوقع إن أسعار السيارات، الأجهزة، والمواد الغذائية المعلبة أن ترتفع خلال الشهور القادمة، وبعض المصانع قد تقلل إنتاجها أو تسرح عمال بسبب ارتفاع التكاليف، خصوصًا التي ليس لديها عقود توريد طويلة، وأمريكا قد تواجه ضغوط من كندا وشركاءها التجاريين تطالب بإعفاءات أو تلجأ لمنظمة التجارة العالمية.

اقرأ أيضًا: 

ترامب يفرض والخليج يربح، الألومنيوم يقود التحول الصناعي في المنطقة

أوروبا تخطط لإنقاذ صناعة الألومنيوم ورسوم على صادرات المعادن الخردة
 

الاقتصاد الأمريكي ينهار بنسبة 42% وأزمة سياسية في الأفق - RT Arabic
الاقتصاد الأمريكي

 النتائج المحتملة

1. بعض شركات الصلب والألومنيوم المحلية، قد تكسب مؤقتًا.

2. مصانع التجميع، الصناعات التحويلية، والمستهلكين، قد يخسروا فعليًا.

3. قد تظهر هذه السياسات الحمائية على إنها وطنية لكن في الواقع تضرب التنافسية.

4. الأسواق العالمية ترصد خطوات أمريكا، وقد يفتح ذلك الباب لحروب تجارية أخرى.

اقرأ أيضًا: 

الألومنيوم يُشعل المنافسة، الصين والهند يتصدران والإمارات تُفاجئ السوق

ختامًا، قرار رفع الرسوم الجمركية حتى 50٪ على الحديد والألومنيوم هو محاولة لحماية الصناعة المحلية، لكن الحقيقة إن هذه الحماية تأتي على حساب صناعات أكبر، وعمال أكثر، ومستويات أسعار أعلى. أمريكا في معركة ما بين الأمن الصناعي وبين اقتصاد السوق الحر، وأوقات الحلول الذي شكلها وطني، يكون في باطنها تكاليف على المواطن.

Short Url

search