ترامب يفرض والخليج يربح، الألومنيوم يقود التحول الصناعي في المنطقة
الأحد، 11 مايو 2025 11:13 ص

ألومنيوم
تحليل/ ميرنا البكري
بعد أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم جمركية على واردات الألومنيوم بنسبة 25٪، بدأت كثير من الدول المصدرة تعيد حساباتها في التعامل مع السوق الأمريكي.
لكن وسط هذه التقلبات، اتضح إن منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا الإمارات لديها فرصة قوية إنها تستفيد وتوسع حصتها في السوق العالمي، وحتى الأمريكي، بفضل مزايا تنافسية طويلة الأجل.
الألومنيوم هو معدن خفيف ولونه فضي، ويُعتبر من أكثر المعادن استخدامًا في حياتنا اليومية، ما يميزه إنه خفقف ومقوي في نفس الوقت، لذلك نجده في أشياء كثير حولنا، فيتم استخدامه في صناعة علب المشروبات، وأجزاء الطائرات والسيارات، ونوافذ وأبواب المنازل، أيضًا في أدوات المطبخ مثل الطناجر والصواني.
باختصار، الألومنيوم موجود تقريبًا في كل شيء نستخدمه لأنه عملي وسهل التشكيل.
أقرأ أيضًا:
«ترامب» يفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم
أبرز الدول إنتاجًا لمصاهر الألومنيوم في 2024
وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، في 2024 كانت الصين هي المتصدرة في إنتاج الألومنيوم بمصاهرها بحوالي 4.3 مليون طن، تليها الهند بـ 4.2 مليون طن، ثم روسيا بـ3.8 مليون طن.
كندا كمان كانت ضمن القائمة بـ 3.3 مليون طن، الإمارات كانت في المركز الخامس بإنتاج قوي وصل لـ2.7 مليون طن، مما يجعلها لاعب مهم للغاية في السوق، ثم البحرين بـ 1.6 مليون طن، وأستراليا بـ1.5 مليون، وتأتي النرويج والبرازيل بعدهم بـ 1.3 و1.1 مليون طن على التوالي.
والمفاجأة إن الولايات المتحدة الأمريكية، رغم إنها سوق كبير، إنتاجها كان قليل نسبياً بـ 670 ألف طن فقط، أي أقل من البرازيل.
كما كشفت بيانات هيئة المسح، إن 25% من الألومنيوم يُتستخدم في البناء (مثل الشبابيك، الأسقف، الهياكل، إلخ)، 23%يذهب لـ قطاع النقل (سيارات، طائرات، قطارات، معدات، إلخ).
استنادًا للأرقام السابقة، نجد إن الصين والهند يهيمنوا على السوق بقوة، وذلك طبيعي لأنهم يمتلكوا صناعات ضخمة وسوق محلي كبير، روسيا وكندا أيضًا من اللاعبين الكبار في ذلك السوق، لكن الفرق بينهم وبين الصين والهند واضح.
المفاجأة هي إن البحرين والإمارات بين العشر الأوائل، وهذا يرجع إلى الاستثمارات القوية في هذه الصناعة والبنية التحتية المتطورة، وأمريكا (رغم إنها قوة صناعية كبيرة)، إلا إن إنتاجها قليل نسبيًا، وقد يكون سببه التركيز على الاستيراد أو تقليل الانبعاثات.
اقرأ أيضًا:
سهم الألومنيوم يدفع مؤشر «بورصة البحرين» للانتعاش بنسبة 6.80%
الرسوم الأمريكية وتأثيرها المباشر
فرض ترامب رسوم جمركية على واردات الألومنيوم بهدف حماية الصناعة المحلية، لكن النتيجة كانت عكسية، حيث ارتفعت الأسعار، والطلب على الألومنيوم داخل أمريكا بدأ يتأثر سلباً، وأصبح المستهلك الأمريكي يشعر بالضغط، خصوصاً مع ارتفاع "قسط الغرب الأوسط" الذي وصل لأعلى مستوياته.
فرصة الشرق الأوسط وسط الأزمة
منتجي الألومنيوم في الخليج، وخاصة الإمارات، لديهم ميزة تنافسية واضحة، تكاليف طاقة منخفضة، واستثمارات ضخمة في إنتاج ألومنيوم منخفض الكربون، وذلك مطلوب بشدة خصوصاً في أوروبا، والإمارات حالياً خامس أكبر منتج عالمي، وسادس أكبر مصدر لأمريكا، وهي قاعدة قوية للبناء عليها.
اقرأ أيضًا:
رسوم ترامب على الصلب والألومنيوم، حماية للصناعة أم شرارة لحرب تجارية؟
الإمارات لاعب محوري
تعتبر شركة “الإمارات العالمية للألومنيوم” واحدة من أكبر وأقوى الشركات عالمياً في المجال، وتخطط لمشروع مصهر داخل أمريكا، وإذا تم ذلك سيكون نقلة نوعية تجعلها لاعب أساسي داخل السوق الأمريكي، ووصلت مبيعاتها 2.74 مليون طن في 2024، وهو رقم ضخم جدًا في السوق العالمي.

العوامل التي تدعم استمرار النمو
سلسلة التوريد المتكاملة: من البوكسيت للألومينا، السيطرة الكاملة على سلسلة القيمة تضمن استقرار في التكاليف.
التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر: بدأت الدول تفضيل المنتجات ذات الانبعاثات المنخفضة، وهنا تتفوق الإمارات.
ضعف الإنتاج المحلي في أمريكا: صعب أمريكا تعتمد على إنتاجها المحلي، فتستمر في استيراد الألومنيوم رغم الرسوم.
التوقعات المستقبلية
1.على المدى القريب، قد يقل الطلب الأميركي بسبب الأسعار العالية.
2. على المدى المتوسط والطويل،تستمر الحاجة لاستيراد الألومنيوم، وسيكون لدول الخليج (خاصة الإمارات) نصيب كبير منه.
3.إذا قللت كندا صادراتها لأمريكا، الإمارات قد تستفيد وتسد الفجوة، خصوصاً إذا استطاعت أن توفر الألومونيوم بسعر تنافسي.
4.من الممكن أن تتوسع استثمارات الإمارات في الخارج (مثل مشروع المصهر بأمريكا)، مما يعزز نفوذها بالسوق الدولي.
ختامًا، باختصار الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلقت تحديات كبيرة، لكنها في نفس الوقت فتحت أبواب لفرص جديدة، خاصة للإمارات ودول الشرق الأوسط، كما إن المزايا التنافسية مثل الطاقة الرخيصة، والإنتاج النظيف، والخبرة التشغيلية، تجعل المنطقة قادرة على استغلال التغيرات في السوق لصالحها. وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، فقد نرى الألومنيوم الخليجي يتربع على عرش الأسواق العالمية في السنوات المقبلة.
Short Url
المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين تستمر في جنيف وسط شد وجذب
11 مايو 2025 07:19 م
الكويت تبدأ مشروع الطاقة الكهربائية لإنتاج 4,800 ميجاوات في العام الحالي
11 مايو 2025 06:37 م


أكثر الكلمات انتشاراً