الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

12:39 ص

صفقة «كراكن»، مؤسس «Octopus Energy» يحوّل التكنولوجيا لمنجم ثروة في سوق الطاقة

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025 10:40 م

مؤسس Octopus Energy

مؤسس Octopus Energy

لم تكن خطوة فصل منصة كراكن Kraken Technologies البرمجية عن Octopus Energy مجرد عملية إعادة هيكلة داخلية، بل مثلت حدثًا اقتصاديًا لافتًا يعكس تحولاً أعمق في طبيعة قطاع الطاقة البريطاني، فمع تقييم بلغ 8.7 مليار دولار، نجح جريج جاكسون، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لأكبر مزود طاقة في بريطانيا، في تحويل استثمار تكنولوجي داخلي إلى أصل استراتيجي ضخم، مكنه من تأمين ثروة تقدر بنحو 300 مليون جنيه إسترليني، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوسع والنفوذ.

من شركة طاقة إلى نموذج تكنولوجي مزدوج

تكمن الأهمية الاقتصادية للصفقة في أنها كرست نموذج الأعمال المزدوج، وذلك من خلال شركة طاقة تشغيلية من جهة، ومنصة تكنولوجية مستقلة قابلة للتوسع من جهة أخرى.

بدأت كراكن كنظام داخلي لإدارة الفواتير وخدمة العملاء داخل Octopus، لكنها تطورت لتصبح منصة تعتمد عليها شركات طاقة ومياه واتصالات في بريطانيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا الشمالية.

هذا التحول هو ما جذب مستثمرين عالميين مثل D1 Capital Partners، الذي سبق له الاستثمار في SpaceX، إضافة إلى Stripe وOpenAI، وهو ما يعكس ثقة الأسواق في أن مستقبل قطاع الطاقة بات مرتبطاً بالبرمجيات والبيانات بقدر ارتباطه بالبنية التحتية التقليدية.

ضخ سيولة ضخمة وخزنة حرب للتوسع

اقتصادياً، لا تقل أهمية كيفية توظيف عوائد الصفقة عن حجمها، فمن أصل مليار دولار تم جمعها من بيع حصص في كراكن، سيتم ضخ نحو 850 مليون دولار مباشرة داخل مجموعة Octopus Energy، يضاف إليها 320 مليون دولار من المستثمرين الحاليين.

هذا يعني أن الشركة باتت تمتلك أكثر من 1.2 مليار دولار كسيولة متاحة، توصف داخلياً بأنها “خزنة حرب” لتمويل التوسع والاستحواذات المستقبلية والبقاء في مستوى عالي من الجاهزية.

وفي سوق يشهد خروج بعض الشركات الصغيرة وتزايد الضغوط التنظيمية، تمنح هذه السيولة Octopus ميزة تنافسية واضحة، سواء عبر دخول أسواق جديدة أو الاستثمار في الطاقة المتجددة، أو تطوير حلول رقمية تقلل التكاليف التشغيلية.

Octopus يتربع على عرش الطاقة

تتربع Octopus على عرش الطاقة، فنلاحظ أنه من 2018 إلى 2024 استمر معدل النمو في ارتفاع مستمر، عكس شركة British Gas التي استمرت في الانحدار منذ 2012 إلى 2021، قبل أن تعاود الارتفاع مرة أخرى ولكن بشكل متفاوت وغير ثابت.

أرباح تتراجع ونمو لا يخلو من المخاطر

رغم الزخم الإيجابي للصفقة، تكشف النتائج المالية الأخيرة عن صورة أكثر تعقيداً، فقد تراجعت الأرباح التشغيلية من 290 مليون جنيه إسترليني إلى 90 مليوناً فقط خلال عام واحد، وبررت الشركة ذلك بتكاليف استثنائية بلغت 144 مليون جنيه مرتبطة بالاستحواذ على شركة Bulb المفلسة، إضافة إلى تسويات غير متوقعة ضمن برنامج ضمان أسعار الطاقة الحكومي.

كما أن عام 2025 وصف فيما يعرف بـ «أدفأ ربيع على الإطلاق»، والذي شهد تراجع الطلب على الطاقة، في تذكير واضح بأن القطاع لا يزال عرضة لعوامل مناخية واقتصادية يصعب التحكم بها، مهما بلغ مستوى الابتكار التكنولوجي.

11 ألف موظف يستفيدون من بيع شركة كراكن

ويستفيد نحو 11 ألف موظف في شركة أوكتوبس، جميعهم يمتلكون أسهمًا فيها، من بيع شركة كراكن، بمن فيهم المؤسسان المشاركان ستيوارت جاكسون وجيمس إديسون.

وفي تصريح له عقب الإعلان، قال جريج جاكسون إنه رفض عرضًا مغريًا للغاية، عبارة عن مكافأة أداء ضخمة، ليترك وظيفته السابقة ويؤسس شركة أوكتوبس قبل عقد من الزمن.

وأضاف: "رفضت عرضًا لخيارات الأسهم هناك لأني كنت أؤمن إيمانًا راسخًا بالفرصة التي أتيحت لنا هنا، ولذا فأنا سعيد جدًا بذلك"، وسبق أن وصف جاكسون، البالغ من العمر 54 عامًا، كيف كانت عائلته تعاني أحيانًا من صعوبة سداد فواتير الطاقة، ما أدى في بعض الأحيان إلى انقطاع التدفئة عنهم.

كراكن والرهان على الاكتتاب العام

بعد فصل كراكن، تصاعدت التكهنات حول طرح عام أولي محتمل خلال العامين المقبلين، ومع سعي الحكومة البريطانية لإقناع شركات التكنولوجيا بالإدراج في بورصة لندن، تجد كراكن نفسها أمام خيارين رئيسيين: سوق محلية تسعى لاستعادة جاذبيتها، أو السوق الأمريكية ذات العمق والسيولة الأكبر.

تصريحات الرئيس التنفيذي لـ«كراكن»، أمير أوراد، عكست هذا التوازن الحساس، مشيراً إلى أن القرار سيكون في النهاية الأفضل للمساهمين، في وقت لا تزال فيه لندن تخسر بعض الإدراجات لصالح نيويورك، وذلك في ظل هروب العديد من المستثمرين من بريطانيا في ظل عدم استقرار بيئة الاستمرار.

التكنولوجيا تغير قواعد اللعبة في الطاقة

في المحصلة، تكشف صفقة كراكن عن تحول هيكلي في تقييم شركات الطاقة، فالقيمة لم تعد تقاس فقط بعدد العملاء أو حجم مبيعات الغاز والكهرباء، بل بقدرة الشركة على إدارة البيانات، وخفض التكاليف، وتقديم خدمات رقمية قابلة للتوسع عالمياً.

نجاح جريج جاكسون لم يكن مجرد ضربة حظ، بل نتيجة رهان طويل الأمد على أن التكنولوجيا يمكنها إعادة تشكيل قطاع تقليدي بالكامل، وفي عالم تتسارع فيه التحولات المناخية والرقمية، يبدو أن هذا الرهان وضع Octopus Energy في موقع متقدم، ليس فقط كأكبر مزود طاقة في بريطانيا، بل كنموذج اقتصادي جديد لقطاع بأكمله.

اقرأ أيضًا:

بسبب انفصال "كراكن" للبرمجة، 300 مليون جنيه إسترليني لرئيس «أوكتوبوس إنرجي»

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search